إستقر اليقين عبر تجارب الحياه ، أنه يتعين على من يريد من النواب أن يستمر محافظا على شعبيته في الحياه السياسيه ، وكذلك من يريد من قادة الأحزاب أن يكون لحزبه دور فاعل بالمجتمع ، يتعين عليه أن يتعايش مع هموم الناس ومشكلاتهم بغية الوصول معهم لبر الأمان النفسى والمعيشى والمجتمعى ، هكذا أدركت ذات يوم وعمق ذلك تلك اللقاءات المتكرره التي كانت تجمعنى وبعض الزملاء النواب مع الوزير كمال الشاذلى والتي في أحدها إعترضت بشده على مقولته السياسه نجاسه ، وذلك تأثرا بما كنت أدركه في شبابى من تصفيق حاد بالمؤتمرات الشعبيه التي كان يعقدها حزب الوفد في المحافظات والذى كنت فيها رفيقا لفؤاد باشا سراج الدين زعيم الوفد ، وقادة الوفد وذلك كأحد الوفديين ، مرت الأيام ولم يعد يشغل الناس أي زخم سياسى أو حزبى ، اللهم إلا في أيام الانتخابات البرلمانيه عندما كان لدينا عطاء شعبى ، وكان الناس يشغلهم ذلك ، وليس كما هو حادث الآن ، حيث إنشغلوا بلقمة العيش ، ومواجهة أعباء الحياه ومتطلباتها ، وتلاشت المؤتمرات ، ولاذ الساسه بالصمت الرهيب بعد وفاة عظماء السياسه .
في زمن مضى كانت كل الحوارات مع عموم الناس والأصدقاء تدور في فلك الزخم السياسى ، ومواقف الساسه والنواب ، وكيف أن النائب علوى حافظ كان يزلزل الكرسى الذى كان يجلس عليه رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب ، غضبا من مقاطعته ، وتشويه مايطرح ، والذى لو فعلها نائب الآن لعلق على باب زويله مع إحترامى الشديد ، وماكنت ألمسه من سعادة لدى أبناء بسيون عندما كانوا يدركون مواجهة لى بالبرلمان ينقلها التليفزيون في تغطيته لجلساته ، وباتت كل الحوارات الآن تنصب حول هموم الحياه ومشكلات المواطن خاصة إرتفاع الأسعار الغير مبرر والغير منطقى ، لذا أتصور أن تناول الواقع المعيشي بات من الضرورات الآن لعلنا كأصحاب أقلام ننبه الأجهزه المعنيه لمواطن الخلل لتداركه ، أو نصل لحلول تعمل على تجاوز تبعاته ، هذا الجشع يتجلى في إرتفاع أسعار الخضر والفاكهة ، الذى بات يزلزل أركان الأسره المصريه .
نعــم ندرك غلاءا فاحشا في أسعار المواد الغذائيه والخضروات والفاكهة ، هذا الغلال الفاحش ، لم يعد مقصورا على البهوات ساكنى القصور والفيلات بالكامباونتات ، أو التجمع ومدينتى والرحاب ، وجميعهم لايشتكون لأنهم من العشره في المائه الذين يعيشون في رغد من العيش ، ولاحتى ساكنى البندر القديم المتمثل في القاهره والإسكندريه وطنطا والمحله يشتكون ، بل طال الأسر الفقيره التى تسكن فى ريف مصر حتى سحقهم الغلاء سحقا ، رغم أن المنطق يقول أن تلك المنتجات هى من الزارع للمستهلك مباشرة ياعنى لاوسطاء من نقل لمسافات بعيده ، أو من يسهل عملية البيع والشراء من المعلمين الكبار ، لذا فهو إرتفاع جنونى غير مبرر حتى وإن حاول البعض خلق مبررات لذلك ليقبل الناس بهذا الجشع .
واكب ذلك إنعدام كامل للرقابه على عملية البيع بل إن كثر من المعنيين بالمحليات بأمر الرقابه تركوا للبائعين أمر تحديد سعرالسلعه أغذيه كانت أو خضروات أو فاكهة كما يحلو لهم ، لذا وجدنا سعر الطماطم مثلا يختلف من بائع لبائع في الشارع الواحد ، وإذا كان مرجع ذلك التهاون والإهمال ، فإن الإبتزاز هو المنطلق الرئيسى حيث يصل لمنازل بعض المعنيين بأمر الرقابه على الخضروات مستلزماتهم اليوميه من الخضروات والفاكهة ، حتى لايتم تحرير محاضر للبائعين ، وتركوهم يجلسون بما معهم من خضروات ولو وسط الشارع ، هذا الجانب من الخلل سبق أن نبهت له بعض المسئولين همسا ليتحركوا ، أتبعته بضجيج دون أي إجراء أو تحرك ، وكأن لديهم أذن من طين وأخرى من عجين ، يبقى المواطن البسيط الغلبان هو الضحيه ، ضحية جشع التجار ، وعبث البائعين ، وتدليس الموظفين .
هذا هو الرصد الدقيق لما يحدث بشأن تلك القضيه ، لذا لم يعد يستهوينى رصد ذهاب المحافظين ومعاونيهم لتفقد منافذ البيع والتأكيد على بيع السلع للمواطنين بأجر مخفض خاصة في بلدتى بسيون ، لأنه بعد إنصرافه بدقائق ، يتم نزع لافتات الأسعار التي وضعت على المنتجات والإحتفاظ بها في كيس نظرا لأن شكلها جميل وحضارى لوضعها في زيارة قادمه للسيد المحافظ ومعاونيه ، أعتقد أن بعض المحافظين لايعرفون ذلك ، فى القلب منهم محافظنا المحترم اللواء اشرف الجندى لأنه حديث عهد بالإداره المحليه ، ويقينى أنه لو أدرك ذلك سيكون له موقف شديد ورادع لأنه رجل أمن محترف مشهود له بالكفاءه ، ثقة في ذلك أنبه ، لكن الساده رؤساء المدن ومعاونيهم يعرفون أن هذا يحدث فى أماكن بيع الخضرورات التي تصدر أعلاه لافته تتضمن محاربة الغلاء ، وكذلك وكلاء الوزاره المختصين بهذا الأمر يعرفون ، وأرى ذلك من الطبيعى لأنه كل يوم يفرض عليهم بعض رؤساء المدن دفع تبرعات بالآلاف يكون من الطبيعى أيضا أن يعوضوا تلك الآلاف في بيع الخضرورات ، خاصة وقد تحول تجار الخضروات والفاكهة لضحايا مجالس المدن مثل المواطنين ، لذا ينظر إلينا جميعا المواطن بسخريه شديده وكأنه يشفق على حالنا ، لذا أصبحت أمنيه عندى أن ألمس نبرة تحمل تحذيرا لهؤلاء العابثين من محافظنا الجديد ، أن يكونوا جميعا على مستوى المسئوليه في القلب منهم رئيس المدينه ، وأن يريهم ” العين الحمرا ” لعلنا نستطيع القضاء على نبرة السخريه التي ندركها جميعا من أهالينا الطيبين ، ونفرض الإنضباط في الشارع .