كتبت : أسماء سيد
البكاء بدون صوت أو البكاء المكبوت أو المكتوم له العديد من النتائج التي تنعكس سلباً على صحة الجسم ومن أهم هذه النتائج:
مشاكل في المعدة: وفقاً لبحث في كلية الطب بجامعة هارفارد بالولايات المتحدة الأمريكية؛ يمكن أن يؤدي الإجهاد المزمن الناجم عن البكاء بدون صوت إلى تحفيز استجابة الجهاز العصبي؛ الأمر الذي يؤدي إلى إبطاء عملية الهضم؛ مما يؤدي بالتالي إلى تشكل الغازات، والانتفاخ، والإمساك، والقيء، وفي بعض الأحيان حدوث تقرحات أيضاً.
مشاكل في الرقبة والكتفين: آلام الرأس والرقبة والكتفين هي واحدةٌ من أكثر النتائج السلبية شيوعاً للبكاء المكبوت، ويرجع ذلك إلى الضغط الناتج عن شد عضلات الفك الناتج الإفراط في استخدام عضلات الفك (صرير الفك).
الصداع النصفي: في هذا السياق شرح عالم النفس الأمريكي دانييل جولمان لصحيفة نيويورك تايمز: “عند البكاء بدون صوت تتقلص العضلات المموجة في الوجه في استجابة للإجهاد العاطفي، إذ غالباً ما تكون العضلة المموجة المشدودة مؤشراً على الإجهاد في جميع أنحاء الجسم، وعندما تتقلص هذه العضلات؛ قد نواجه انخفاضاً في تدفق الدم إلى الدماغ”، (العضلة المموجة هي عضلة هرمية صغيرة قريبة من العين تقع في الطرف الأوسط للحاجب، فوق عضلة العين الدائرية).
مشاكل في القلب: عندما يتم دفن مشاعر الحزن والعار -وهي المشاعر الأكثر تعقيداً والأصعب- يمكن أن تنفجر على شكل واحدة من أكثر المشاعر بدائيةً وتحطيماً على الإطلاق أي الغضب. وهذا ما قد يعرض الشخص لخطر متزايد للإصابة بأمراض القلب، إذ يتسبب الغضب في اندفاع هرمونات التوتر التي تزيد الطاقة؛ بالتالي يتسبب في شد الأوعية الدموية مع زيادة ضغط الدم، وهو الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى تآكل جدران الشرايين وضعفها بمرور الوقت.
إطالة أمد الضغط النفسي الذي نشعر به بل وحتى تضخيمه، هذا بجانب تزايد الشعور بالتوتر والإحباط، الذي يمكن أن يتحول إلى غضب.
تورم العينين وإصابتهما بالجفاف والإجهاد؛ مما يؤدي إلى ضعف النظر، فضلاً عن تشكل الهالات السوداء أسفل العينين.
الإصابة بمتلازمة القولون العصبي يعتبر من أكثر أضرار كتمان البكاء.
التقليل من قيمة المشاعر الإنسانية الصادقة: لأن الحزن حالة صحية للتعبير وكذلك مشاعر الغضب، ما عليك إلا العمل على تربية طفلك وتدريبه على كيفية التعبير عنهما بطرق سليمة وأقل حدّة مع مرور الوقت.
إخفاق الطفل في القدرة على التميز بين المشاعر والسلوك: فالحزن مشاعر والصراخ سلوك، الغضب مشاعر والضرب سلوك، عندما يكتم الطفل بكاءه أمامك -وهو ما يمثل السلوك المزعج- لأنه يخاف العقاب، كن على يقين أنك تزرع في شخصيته الازدواجية، والقدرة على التملق، والرياء، وإخفاء مشاعره عنك وعن غيرك ممن يحيطون به مستقبلاً.
لذا حاول أن تغير طريقة تعاملك مع مشاعر طفلك إذا لاحظت أنه يكتم حزنه أو غضبه، وأنه لا يعبر عنهما بدموع وصراخ (فهو أمر طبيعي لدى كل الأطفال ولو أزعجك)، حاول أن تعلمه كيفية التعبير عن مشاعره، وحاول أن تغير أيضاً سلوك البكاء المباشر الذي يصحبه الصراخ أو حتى البكاء المكتوم بدون صوت، وعليك تعليمه ضرورة اختيار الكلمات المناسبة للتعبير عن هذه المشاعر الصعبة، وإن لم يجد كلمات للتعبير واكتفى بالدموع، احتضن الطفل لأنك المصدر الوحيد لأمانه الآن.