قبل يومين من العام الماضى فرضت معاناة الناس أن أكتب بلا ضجيج أو مزايدات مؤكدا أن مصرنا الحبيبه أم الدنيا ، وتشهد تطورا بحق بات مذهلا ، وفيها ننعم بالأمان ، لكننى أريد أن ينعكس ذلك معيشيا على مجريات حياتى ، ويؤثر إيجابا فى أحوالى المعيشيه ، تلك قناعتى التي أكدها لى مواطن بسيط من أهلى الطيبين لكن بأسلوبه ، ومفردات كلماته البسيطه ، والنابعه من قلب طيب ، حيث إلتقيته فى ذلك الوقت أمام أحد محلات البقاله ببلدتى ، يضرب كفا بكف من هذا الجنون فى الأسعار ، أصدقكم القول عجزت على الرد لإفتقادى الحجه التى أنطلق منها لإقناعه بعكس ماقال به ، وماذا لو قال لى المواطن ذلك الٱن بالتأكيد سأصاب بالخرص خاصة بعد أن باتت الحياه المعيشيه الٱن وبحق شديدة الصعوبه ، شديدة الوحشه ، فلاأحد يشعر بالمواطن ، لا حكومه ، ولامسئولين ، ولاحتى شعبيين ، ولاساسه ، ولانواب جميع المنتمين لتلك الفئات تخلوا عن المواطن وتركوه وحده يصارع إنقطاع الكهرباء ، وذهبوا ينعمون بالمنتجعات التى فاقت منتجعات باريس ، لذا كان من الطبيعى أن يتابعون شكواه بإستغراب ، تلك النظره التى جسدتها العام الماضى الفنانة جوري بكر حين إنتقدت الأسعار المبالغ فيها بمنطقة الساحل الشمالي ، وكتبت عبر خاصية إستوري على حسابها منزعجه من أن ساندويتش برجر بـ 375 جنيها بالساحل فى المقابل سخرت فى نفس الوقت المحامية والناشطة الحقوقية نهاد أبو القمصان من تلك الشكاوى في فيديو جديد لها عبر تطبيق تيك توك في إشاره إلى أن 150 جنيه قيمة طبيعيه لكوب الشاي لأن أصحاب العقارات بالساحل شارينها بـ 50 أو 100 مليون جنيه ، فمش هيفرق معاه 150 جنيها ، وطالبتهم بالكف عن الحديث عن أسعار المنتجات المبالغ فيها بـ الساحل الشمالي ، ولاتدرك أبوالقمصان أو جورى والمنتمين لطبقتهم الإجتماعيه أن هناك مواطنين أصبحوا لايستطيعون شراء جبنه بالفلفل أكل الغلابه بعد أن إرتفع سعر الكيلو من ثلاثون جنيها إلى مائه وثلاثون جنيها ثمن كيلو لحمه منذ فتره قريبه .
بلا تزيد أو مزايده أو حتى إسقاط على أى أحد ، هؤلاء الناس الذين ينتمون للطبقه المتوسطه التي باتت معدمه هم أهلى وأنا منهم أنتمى لنفس الطبقه التى تلاشت من واقع الحياه ، وباتوا يئنون من الوجع تأثرا بصعوبة المعيشه ، وشظف العيش ، وغلاء الأسعار . هذا بوضوح ولايزايد عليا أحد ويزعم أن تناولى هذا الصريح محاوله لكسب أصوات الناس من أجل الإنتخابات البرلمانيه التى باتت على الأبواب ، لأننى مرارا وتكرارا لن ارشح نفسى ، أو يزعمون أن تناول معاناة الناس هو إهانه للحكومه ، وأن هذا من الخطأ ، دون إدراك منهم أن الخطأ أن نتحدث حديث الخداع ، ولانبصر المسئولين بكارثية مايحدث بالوطن ، ونتعايشه مع الناس ، ليتفاعلوا ، ويواجهوا ، ويصوبوا قبل أن نصل لنقطه تقول أن الحل مستحيل ، وذلك لتعاظم المصائب ، بل إننى أعتبر هؤلاء المخادعين لايحبون الوطن ، بل هم أحد نقاط ضعفه ، وأدوات معاناته بنفاقهم ، وتجاوزهم بحق المخلصين ، لكننى أراهن على من بالوطن من مسئولين محترمين ، ينتبهون لذلك ، وليسوا بالسذاجه أن يخدعهم كلام منافق .
إرتفاع الأسعار طال جميع الضرورات الحياتيه خاصة كل ماله علاقه بالأكل والشرب ، حتى سندوتش الفول والطعميه ، والسلع الغذائيه ، وبات من الطبيعى أن تشهد الأسعار إرتفاعا كل يوم بكل وقاحه ، وكلاحه ، وعلى رؤوس الأشهاد ، والحكومه لاحس ولاخبر ، وأعضائها عاملين نفسهم من بنها ، لارقابه جاده ، ولاحسم ، ولاجزم ، ولاردع لأى متنطع . اللهم إلا إنصافا محاولة من المحافظين لردع هؤلاء ويحاولون الضرب بيد من حديد على المتلاعبين بقوت الشعب ، والتصدى لرفع الأسعار من خلال منافذ بيع دائمه بالمدن لتلك السلع ، ثابته ومتحركه ، كما كان يفعل الدكتور طارق رحمى محافظ الغربيه السابق ، ونجح في ذلك بإقتدار ، وهذا الجهد كان مذهلا ، ويتعجب منه الجميع ، وينطلق من أسس عمليه لتحقيق نتائج فاعله ، ومتبوعا بلجان دوريه من التموين لضبط الأسعار، متمنيا أن نرى جهدا كبيرا في الأداء من محافظنا الجديد اللواء أشرف الجندى ، جنبا إلى جنب مع لجان التموين وذلك لمواجهة جنون الأسعار ، الذى هزم الجميع الآن ، خاصة وأن مصيبه رفع الأسعار تتوحش ، والناس تلطم الخدود ، وكل واحد فى هذا البلد من التجار يفعل ما يشاء في الناس طبقا لقانونه الخاص الذى وضعه لنفسه وعلى هواه وهذا طبيعى لأنه لم يجد من يقول له عيب إختشى ، أو يضرب على يديه بمطرقه من حديد مؤداها تفعيل صارم للقانون .
أعتقد أن كل ماطرحته ليس فيه إساءه لأحد ، أو تجاوز فى حق أحد ، ولاحتى أسيادنا فى الحكومه ، ويعلم الله أن منطلقه نابعا من أمنيه أن ينعم كل أبناء الوطن مسئولين ومواطنين بالسعاده ، وإعلاء الحس الوطنى ، وصالح المواطن ، كما تعلمت من أساتذتى الأجلاء العظماء القامات شردى ، وبدوى ، والطرابيلى ، وعبد الخالق ، وإنطلاقا من القسم الذى أقسمته بنقابة الصحفيين يوم تشرفت بعضويتها ، قبل مايقرب من أربعين عاما مضت ، أن أكتب الصدق بضمير المواطن ، والقسم الذى أقسمته تحت قبة البرلمان نائبا عن الأمه أن أرعى مصالح الشعب رعاية كامله ، لذا لست من حملة المباخر ولن أكون بإذن الله ، ولست من الكتاب الذين تم نعتهم بالنفاق ، أو هؤلاء الذين باعوا أقلامهم ليرضى عنهم المسئولين ، بل إننى أطرح ماأطرح إنطلاقا من رؤيه وطنيه ككاتب بات في خريف العمر ، ليس لديه طموح في أي شيىء ، ولايعنيه إلا صالح الوطن ، لذا ينبه ماغفل عنه المسئولين ، ويؤكد أن الوضع المجتمعى فيما يتعلق بالمعيشه وغلاء الأسعار كارثى لذا أصبح التدخل لتصويب الخلل ، وضبط الأداء حتمى وإلا سنستيقظ على صراع دامى من أجل البقاء .