منهج القرآن في التعليم
بقلم/ د. محمد السعيد عبد المؤمن
منهج القرآن الكريم في التعليم منهج فوق رقيه العلمي بالغ الإفادة، عميق التأثير، عظيم النتيجة، علينا أن نتوقف عند التكرار في بعض القصص، أو التهديد والوعيد أو الوعد والبشرى، أو خلق السماوات والأرض، أو آيات الله في خلقه، أو أسماء الله وقدراته، أو بيان الفرائض والعبادات والأحكام والحلال والحرام، نجد أن منهج القرآن في التكرار هو نفس منهجه في نزول القرآن على فترات دون نزوله جملة واحدة، وقد رصد الله تعالى لنا هدف هذا المنهج وأسلوبه في قوله: كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا. وهو نفس هدف التعليم. إن تثبيت الفؤاد بالعلم معناه وضعه على الطريق الصحيح للفهم والحفظ والتفكير والمناقشة والنقد والاستنتاج والاستقراء، وكلها آليات بينها القرآن من خلال عملية التكرار للرسالة التي يريد بيانها، ويؤكد صدق معناها. التكرار في الشرح ليس متشابها، ولكنه في كل مرة تركيز على أحد عناصر الرسالة، وقيمته وهدفه والإقناع به.
لقد أشار الرسول صلى الله عليه وسلم إلى بعض من قصار السور بأنها إما ملخص للقرآن كله أو هي ثلث القرآن، وهو ما يؤكد عملية القبض والبسط، أو اللم والنشر، وهو من أهم فنون وآليات التعليم. ولقد أكد العلماء أن القرآن ثلاثة أقسام: قسم للتوحيد وقسم للأحكام وقسم للقصص والعبرة، وهم في هذا التقسيم لم يستطيعوا أن يقسموا السور بين هذه الأجزاء، أو تحديد قسم في سورة معينة، كما أنهم وجدوا تداخلا بين الآيات المكية والمدنية في السورة الواحدة، وشتان بين المكان والزمان وأسباب النزول.
أيها المعلمون أيها الأساتذة عليكم بالاستفادة من منهج القرآن وآلياته في تحقيق معنى التعليم وجدواه، وتوصيل رسالته، والحصول على أفضل الثمار من نتائجه.
ألا هل بلغت اللهم فاشهد.