إنتهى الدكتور مصطفى مدبولى من تشكيل الحكومه وصدرت حركة المحافظين ونوابهم ، وجميعا حلفوا اليمين الدستوريه ، يبقى هناك أسئله مشروعه تدور فى الذهن ، خاصة تلك التى توقف أمامها الباحثين والكتاب المتخصصين فى الشأن السياسى ، وينتظر عموم الناس إجابه عليها ، ولأنها أسئله مشروعه أتصور أن سائليها يستحقون أن يتلقوا إجابه عليها .
أتصور أن يكون من الطبيعى إستبعاد الوزير أو المحافظ الذى لم يحقق إنجازا أو يضيف جديدا يشعر به الناس ، أو يغير حياتهم للأفضل ، لذا يبقى من غير الطبيعى ولا المعقول إستبعاد الجادين الذين يعملون كل الوقت بجد ، وإخلاص ، ونشاط فاق الوصف ، ترجم ذلك بما حققوه من إنجازات يستشعرها الأعمى فى حياته ، ويدركها الأصم ، وذلك كما أدركنا أخيرا إنطلاقا من حالة الدكتور طارق رحمى محافظ الغربيه الذى كان يمثل ظاهره إيجابيه من المسئولين فى الجد ، والإجتهاد ، والنزاهة ، والشرف ، والعطاء المذهل ، ليذكرنا بصدمة إستبعاد أبو الحكم المحلى المهندس محمد عبدالظاهر محافظ الإسكندريه وهو التاريخ العظيم والمشرف ، والذى مازلت أرى إلى اليوم أنه الأمل الوحيد فى إنقاذ الإداره المحليه من التردى ، حتى أننا أصبحنا أمام مأزق كبير يرسخ لمفهوم قد يستغله ضعاف النفوس فى التشويه ، وقد يكون مغلوطا ، مؤداه أنه لامكان للجادين ، والمجتهدين ، وأن من يعمل كمن لايعمل ، وتلك مصيبه كبرى لو ترسخت فى عقلية الباحثين ، وأصبحت يقينا لدى المسئولين ، وأدركها عموم الناس ، أما وأنه قد حدث وإنتهى ، يبقى من الأهمية ضرورة الإنتباه لعدم تكرارها ، وترميم التصدع الذى أحدثه ذلك فى نفوس كل المنصفين ، وهذا لن يتأتى إلا بالإستفاده منهم فى مواقع أخرى ، بعد اليقين بنجاحهم ، لعل ذلك يرسخ فى الذهن أن ماحدث من إستبعادهم كان مجرد إجتهاد خاطىء .
همهمات أسمعها على إستحياء لكنها باتت تخرق الٱذان تتعلق بوزير التربيه والتعليم الجديد خاصه ماقيل بأن الجامعه التى حصل على الدكتوراه منها بأمريكا جامعه وهميه ، وهذا كلام خطير ، أتصور أن التفاعل معه يجب أن يكون بجديه ومسئوليه ، وليس بالتجاهل ، وإنطلاقا من طريقين لاثالث لهما ، الأول إما أن يكون هذا الكلام عارى تماما من الصحه ، فاليخرج علينا المتحدث الرسمى لمجلس الوزراء ينفى ذلك ويدحضه ، ويتم رسميا إتخاذ إجراء قانونى رادع حيال من روج لذلك وأحدث بلبله فى الرأى العام ، وحاول تشويه الحكومه فى صورة الوزير ، أو أن هذا حقيقه فيتعين الإعتراف بكل شجاعه بهذا الخلل وهذا الإعتراف سيعمق الثقه ويكسب إحتراما ، خاصة إذا أعقب ذلك محاسبة من أعد التقريرا الخاص بهذا الوزير يتضمن معلومات عنه ، وكل هذا سيحافظا على سمعة الأجهزه ، ولأن مصر دوله عظيمه ، وكبرى ، يكون من إرتكب تلك الخطيىه لو صحت محل حساب ، وهذا يتطلب تحرك سريع وعاجل من الأجهزه لأننى أرى همهمات تتصاعد ، وسريان لهذا الكلام بين الناس كالنار فى الهشيم ، لدرجه أننى ماحللت فى مكان إلا سألنى الناس وأنا ألوذ بالصمت ، لأنه لاإجابه لدى سلبا كانت أو إيجابا ، لأنه لامعلومات يقينيه أدركها بشأن تلك القضيه ، أما الصمت والتجاهل فتداعياته المجتمعيه خطيره ، لأنه قد يرسخ لأباطيل فى ذهن الناس ، ويخلق حاله من الإحباط ، وهذا مانرفضه ونتصدى له بكل قوه .
أتصور أنه حق مشروع وبمنتهى الإحترام أن يتعجب الناس كل الناس من إستمرار وزير الصحه الدكتور خالد عبدالغفار فى منصبه مع شديد إحترامى لشخصه الكريم ، وكذلك ترقيته نائبا لرئيس الوزراء ، رغم أن المواطن البسيط يجد الٱن وبصراحه شديده إنعدام للخدمه الصحيه بالمستشفيات ، والسير فى إتجاه خصخصتها بعد تسعير الخدمه بها ، كما أن الشعبيين والكتاب والشخصيات العامه يرصدون الأداء الصحى وهو يتهاوى ، ولولا وجود المستشفيات الجامعيه مثل مستشفيات جامعة طنطا لأدرك كل الناس عمق المصيبه والكارثه الإنسانيه خاصة وأن عموم المرضى الذين يرتادون تلك المستشفيات من الفقراء ، والبسطاء ، والمهمشين ، الذين يقيمون فى عمق الريف المصرى والصعيد ، وليس البهوات الذين يقطنون الكمباونتات ، ويقضون الويك إند فى المنتجعات ، ولأن الوزير يتعامل من علياء حتى مع النواب ، صار ذلك نمط سلوك مسئولين كثر بالصحه وعلى كافة المستويات للأسف الشديد ، إنطلاقا من الغطرسه وقلة الذوق خاصة مع الشخصيات العامه والمرضى وكل المواطنين فى تجرد من الإنسانيه ، وترسيخ للمسئول الإله ، إنعكس ذلك على منظومة التمريض اللائى من المفترض أنهن ملائكة للرحمه ، وإذا بنا نجد نماذج بمنظومة التمريض تعاملهن بمنتهى البشاعه ليس مع المرضى فقط بل مع زميلاتهن إنطلاقا من قهر وإذلال تجلى ذلك لدى مديرى تمريض فى بعض المستشفيات بالغربيه أيضا ، بمباركه من قادة الصحه دون تصدى لهذا الخلل فى مكون الشخصيه ، ومثل هؤلاء تلاشى أمامهم وامامهن النماذج المشرفه بينهم .
يبقى للإنصاف أن إستمرار وزير الداخليه اللواء محمود توفيق فى منصبه قرار محترم وصائب مائه فى المائه لأن الأجهزه الأمنيه حققت تطورا كبيرا فى ردع الجريمه ، والتصدى للعابثين بمقدرات الوطن ، وإستطاعت أن تحقق استقرارا بالمجتمع رغم تحميلها أوزار وزارات أخرى ، وأخطاء مسئولين كثر فى دولاب العمل الإدارى ، والرائع تلك الإنسانيه الممزوجه بالحزم والحسم والقوه التى باتت نهج جهاز الأمن خاصة فى مراكز الشرطة والأقسام ، الأمر الذى كان القرار الصائب بالإستعانه بقيادات أمنيه كمحافظين .. أطرح ذلك ليس ككاتب متخصص فقط ، وسياسى تربى فى مدرسة الوفد الوطنيه ، ونائب ولد من رحم الشعب ، يعيش هموم المواطن ، إنما أيضا كمواطن يعيش حياة الناس بأدق تفاصيلها ، ويتعايش هموم المواطن بكل جوانبها ، ويتمنى الخير للوطن ، والعزه للمواطن ، متمسكا بأن القادم احسن ، وأن هناك من سينبه وزير الصحه لكل تلك السلبيات وأهمية أن تكون الإنسانيه منطلق تعامل كل من فى منظومة الصحه كما فى منظومة الأمن ، وسينتبه لأهمية الإستعانه بمن حقق إنجازات من المحافظين الذين شملهم التغيير .