تم تشكيل الحكومه ، وصدرت حركة المحافظين ، وحلفوا جميعا اليمين الدستوريه بعد طول إنتظار ، وتوقف ماراثون التوقعات فيما يتعلق بالمرشحين ودمج الوزارات ، وتوقف الضجيج ، وتلاشت الحيره ، وهدأت النفوس ، وتوارى المشتاقون ، وبات على كل أفراد الحكومه والمحافظين أن يقولوا بعد حلف اليمين حى على العمل ، والبدء فورا فى فتح الملفات التى تهم المواطن ، خاصة مايتعلق بأمور المعيشه ، التى بات يئن فيها المواطن من الوجع نتيجه للإرتفاع الفاحش فى الأسعار وعدم ردع التجار الجشعين ، وأن يتجاوزوا التحديات التى سبق وأن حدد معالمها الرئيس خاصة فيمايتعلق بإعادة بناء المواطن المصرى ، وحل مشكلاته ، ومايتفرع عنها إقتصاديا ، وثقافيا ، وإجتماعيا ، يبقى أن المبتغى من التشكيل الجديد للحكومه أن يشعر المواطن بالتغيير للأفضل معيشيا ، وهذا لن يتأتى إلا بمنظومه منضبطه وقرارات حاسمه جازمه .
سعيد بهذا الإستقرار الذى أعقب تشكيل الحكومه وحركة المحافظين ، متفائل بمستوى من تم إختيارهم وزراء كانوا أومحافظين ، حتى وإن كان هناك بعض التحفظات فيما يتعلق بخبرة وزير التعليم إنطلاقا من السيره الذاتيه الخاصه به ، والتى أرى أنها ليست كافيه للإطمئنان أن لديه خبره تحقيق نهضه تعليميه شامله ، ومايتعلق بإختيار وزير البترول خروجا على نهج سليم أن يكون إبن قطاع البترول ، لأن هذا سيوفر جهدا كبيرا فيما يتعلق بمنظومة البترول والقائمين عليها ، لكن مع تقديرى لشخص وزير البترول فإنه لايعرفه أحدا بقطاع البترول ، حتى القيادات القدامى ، حتى أنا رغم تشرفى الصحفى فى فتره من الفترات كمحرر شئون وزارة البترول لمايقرب من ثلاثين عاما ، رغم ذلك انا متفائل أن تلك الحكومه ستحقق الكثير لهذا الوطن ، وهذا التفاؤل مرجعه مستوى من تم إختيارهم من ناحية الخبرات والشهادات والأداء بالواقع .
إنطلاقا من ذلك وتوضيحا للرؤيه أطرح نموذج من الوزراء وآخر من المحافظين الذين أدركت عن قرب مستواهم الرائع ، الأمر الذى معه يعكس إطمئنانا أن بهذا الوطن قامات رفيعه تستطيع أن تحدث تطورا ملموسا وتتصدى لمشكلات المواطن بصدق ، الوزير السفير بدر عبدالعاطى الذى إقتربت منه كثيرا حيث إلتقيته بألمانيا أثناء قيامى بمهمه صحفيه ، وأبهرنى مستواه حيث كان سفيرا لمصر بألمانيا ، وهناك رأيت مكانة مصر فى شخصه حين إلتقيت المستشاره الألمانيه أنجيلا ماركل وتقديرها لشخصه والخارجيه المصريه ، وفى مؤتمر صحفى بمقر السفاره تحدث فيه السفير محمد العرابى وزير الخارجيه السابق ، وقامات مصريه رفيعه كما فى الصوره المرفقه ، أسعدنى حديثه العاقل ، المتزن ، لدرجة أننى تمنيت أن يطيل فى الحديث ، وهو لديه فراسه منطلقها العمق فى التفكير ، وروعة مفردات كلماته ، وإتزانه ، حتى أننى قلت أنه خلق ليكون دبلوماسيا رفيعا ، وسفيرا لمصر فوق العاده ، وظللنا على تواصل بعد عودتى من ألمانيا ، فهو شرف وفخر للدبلوماسيه المصريه ، أما فيما يتعلق بنموذج المحافظين يبقى أن أطرح بكل فخر أخى وصديقى وزميل العمر والدراسه اللواء أبوليمون محافظ المنوفيه المجدد له ، وهو نموذج رائع على المستوى الشخصى ، والإنسانى ، والوظيفى ، ويكفى أنه كان منوطا به ردع الفساد وإجتثاثه من جذوره إنطلاقا من الرقابه الإداريه ، ومنذ صبانا وهو ذا فراسه ممزوجه بإحترام ، وهو وبحق صاحب عقليه متفرده فى الإداره ، ونظيف اليد ، ولايضع نفسه على الإطلاق موضع شبهة ، لذا كان محل ثقة القياده السياسيه ، وتقدير كل من إقتربوا منه ، يضاف إلى ذلك أنه إبن أصول بحق .
إستوقفنى بعض جوانب التشكيل الوزارى وحركة المحافظين فيما يتعلق بالحفاظ على دولاب العمل وٱلياته ، تجلى ذلك فى تعيين الدكتور محمود عيسى رئيس مدينة طنطا نائبا لمحافظ الغربيه ، خلفا للخلوق المحترم الدكتور أحمد عطا الذى بذل جهدا كبيرا ويمتاز بالعمق العلمى ، خاصة وأن الدكتور محمود عيسى رجل معطاء وفاهم ونشيط وحصوله على الدكتوراه فى القانون جعلته يمزج الأداء بالإنضبط القانونى ، فحقق نجاحات ، وكذلك وجود الدكتوره جيهان القطان كمدير عام مكتب المحافظ ، وهى سيده ليست بمائة رجل بل بألف رجل ، تعرف مالها وماعليها ، وتدرك حدود وصلاحيات وظيفتها ، وتتمتع بإحترام فاق الوصف ، وإداره منطلقها حرم جامعة طنطا حيث الأداء المحترم القائم على منهج علمى ، وبوجودهما سيستطيع المحافظ الجديد للغربيه اللواء أشرف الجندى القادم من جهاز الشرطه التناغم مع الملفات بسرعه شديده تجعله يحقق نتائج فاعله .
يبقى أن نستلهم الدروس والعبر على خلفية تلك التغييرات التى شملت وزراء ومحافظين ، فى التشكيل الجديد للحكومه وحركة المحافظين ، لعل أبسطها اليقين بأن من لم يأتى من الوزراء والمحافظين فى التشكيل الجديد لاشك هو محل تقدير وإحترام وتوقير ، ويكفى أنهم نظيفى اليد ، وسمعتهم طيبه ، وأنهم أعطوا فى ظروف غايه فى الصعوبه ، وكل من سبقهم من المسئولين خاصة فى التغييرات التى شملت من سبقوهم من وزراء ومحافظين ، ولى أن أسجل للتاريخ نماذج هى فخر لهذا الوطن تركوا المنصب لكنهم تربعوا فى قلوب كل من تابع جهدهم ، وإقترب من نشاطهم وعطائهم ، فى القلب منهم المحترم والوطنى الوزير اللواء أحمد ضيف صقر ، والرائع والنشيط والإنسان الدكتور طارق رحمى محافظا الغربيه الذى أطلق عليه أبناء الغربيه جابر الخواطر ، ومابذله من جهد عظيم سيكون محور تناول للمنصفين جيلا بعد جيل ، وكلاهما أحبهم الناس لنزاهتهم وجهدهم ، لذا الحرص على التواصل معهما وصداقتهما بعد أن تركوا المنصب شرف وفخر وعزه .
يتعين أن ننتبه للجانب الإيمانى فى حياتنا إنطلاقا من التشكيل الحكومى وحركة المحافظين مؤداها ، أن دوام الحال من المحال ، الأمر الذى معه يتعين على كل من يشغل منصب أن ينتبهوا أنهم سيتركون الكرسى الذى يجلسون عليه يوما ما هو قادم لامحاله ، وسيجلس عليه غيرهم ، وسيتجردون من السلطه ، ويغيبون عن الأنظار ، ويختفى من حولهم الصولجان ، ويتوارى المداحين ، والمنافقين ، وحملة المباخر ، ولن يذكرهم إلا أبناء الأصول والمخلصين الذين يدركون قيمة الوفاء ، فلاينخدع الوزراء الجدد والمحافظين بالمداحين ، ولايطربهم المنافقين ، ولينتبهوا لمن يبصرهم بالأخطاء من المنصفين ، ويتقبلوا مايوجه لهم من نقد طالما كان يتسم بالموضوعية والإحترام والحجه والبيان ، ويبتعد عن المزايدات ، وليدركوا جيدا أنه سيكتب حملة الأقلام من الزملاء الصحفيين عنهم إنطلاقا من مسئولياتهم المهنيه كشهود على العصر ، بعد أن يتحللوا من المنصب شهادات من أرض الواقع تتضمنها صفحات التاريخ ، وتكون فى معية الأجيال القادمه ، فاليجعلوها نورا ينير الطريق للأجيال القادمه ، وفخرا لأبنائهم وأحفادهم ، فسيرة الإنسان أطول من عمره .