كتب- احمد الجعفري :
إنّ للصلاة شأناً عظيماً في ديننا الحنيف، ويعدّ الالتزام بها وأداؤها في أوقاتها من أجلِّ وأسمى ما يتقرّب به المسلم إلى الله، كما ورد في حديث عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه-: “سَأَلْتُ النبيَّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: أيُّ العَمَلِ أحَبُّ إلى اللَّهِ؟ قالَ: الصَّلاةُ علَى وقْتِها، قالَ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: ثُمَّ برُّ الوالِدَيْنِ، قالَ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: الجِهادُ في سَبيلِ اللَّهِ”، وقوله عليه السلام :”الصلاة على وقتها”؛ أي أداؤها في أوّل الوقت، فيتضح من الحديث الشريف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم- عدّ أداء الصلاة في أوّل وقتها والمبادرة إليها من أفضل الأعمال البدنيّة التي يتقرّب بها المسلم إلى الله تعالى وعليه فإن ترك المسلم صلاته لآخر الوقت يعدّ تهاوناً وتقصيراً منه في حق الصلاة، إلا إذا كان عنده عذرٌ مقبول.
وهناك فضل عظيم عند أداء صلاة العصر في وقتها ليس فقط لأنها إحدى الصلوات الخمس اليومية المكتوبة، وإنما كذلك لأن صلاة العصر هي الصلاة الوسطى لها مكانة خاصة، حيث ورد الحث بالمحافظة عليها في القرآن الكريم، فقال تعالى: « حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ » الآية 238 من سورة البقرة، بما يدل على أن فضل صلاة العصر في وقتها عظيم ، وقد لا يعرفه البعض لذا يتهاونون في هذه الصلاة ويؤخرونها، لانشغالهم بأمور الدنيا.
فضل صلاة العصر في وقتها
1- من يُصلي الفجر والعصر حاضرًا لن يدخل النار.
2- سيدخل الجنة مباشرة دون سابقة عذاب ولا عقاب، ففي صحيح مسلم عن عُمَارَةَ بْنِ رُؤَيْبَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «لَنْ يَلِجَ النَّارَ أَحَدٌ صَلَّى قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، وَقَبْلَ غُرُوبِهَا» – يَعْنِي الْفَجْرَ وَالْعَصْرَ .
3- صلاة العصر هي الصلاة الوسطى ، التى قال تعالى: « حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ » الآية 238 من سورة البقرة ، لأن الناس إذا شُغلوا عن الفجر بنومهم ، شُغلوا عن العصر بمعاشهم.
4- من صلى العصر في جماعة كتبته الملائكة من الساجدين الراكعين المُصلين القائمين الخاشعين، وصعدت إلى الله تعالى تقول: يارب عبدك فلان جئناه وأتيناه وهو يُصلي، وتركناه وهو يُصلي، حيث تتناوب الملائكة في هذين الوقتين، في صلاة العصر والفجر.
5- صلاة العصر تجعل الملائكة تشهد لك عن الله سبحانه وتعالى.
6- والدعاء بعد صلاة العصر مستجاب، حيث إن الدعاء بعد الصلوات المكتوبة مستجاب ، وصلاة العصر أوسطها.