كتب: أحمد الجعفري
قال إمام وخطيب مسجد السيدة نفيسة، الدكتور محمد طة: ” في كل عام ومع اقتراب شهر ذي الحجة ، تهفوا أفئدة مؤمنة كثيرة إلى بيت الله الحرام ، وتتوق للحج إليه ، إنها تحلم برؤية البيت العتيق الذي باركه الله عزوجل واختصه بالخير ، وأغدق عليه وعلى من حج إليه ، سحائب رحمته وفيض غفرانه وأمنه وكرمه ، استجابة لدعوة إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام ربه، فاجعل أفئدة من الناس تهوي اليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون.
وأوضح خطيب المسجد القاهري أن الحج إلى بيت الله الحرام فرض عين على كل مسلم ومسلمة مرة واحدة في العمر كله لمن استطاع إلى ذلك سبيلاً، ومن استطاع أن يحج فلم يفعل كان عاصياً آثماً وهو على خطر عظيم قال الله تعالى “ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً ومن كفر فإن الله غني عن العالمين” .
وأبان خطيب مسجد السيدة نفيسة، أن الحج مظهر عملي للإخوة الإسلامية ووحدة الأمة الإسلامية حيث يجتمع المسلمون لأداء هذه العبادة كما أداها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً ، ويحصل بهذا التجمع منافع الاقتداء والتذكرة ، وتعظيم شعائر الله ، فالمسلم حين يقف في هذه المشاعر المقدسة يستشعر الحقائق التي كانت وقعت فيها ، ومنها قصة إبراهيم عليه الصلاة والسلام وزوجه هاجر حين قالت : إلى من تتركنا ؟ قال إلى الله ، قالت : إذا لا يضيعنا الله وقصة الرضيع الذي يفحص بقدميه من العطش وأمه تسعى بين الصفا والمروة طلباً للغوث حتى أتمت سبعة أشواط فنبع الماء من تحت قدم الرضيع إسماعيل عليه الصلاة والسلام، وقصة بناء البيت ورفع القواعد على التوحيد والإيمان الخالص لله وحده لا شريك له وقصة مقدمات النبوة المحمدية وإرهاصاتها العجيبة ، ثم النبوة والرسالة والدعوة والأذى والصبر والتحمل والهجرة ثم الفتح والانتصار .
جميع الحقوق محفوظة | جريدة صوت الشعب الإلكترونية 2020