تلك رؤيتى لواقعنا المعاصر بصدق هل من منتبه لمضامينها .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أستشعر أننى فقدت القدرة على فهم ماألمسه وأتعايشه في هذا المجتمع من متناقضات أصبحت أتعايشها صباح مساء وكل الوقت ، يتعاظم ذلك فقدان إرادة الشكوى ، أو حتى فضيلة الإنتقاد ، أو التفاعل مع مايحدث بالشأن العام خاصة فيما يمس حياة الناس مثل رغيف العيش ، يبقى أننى لست وحدى من ينتابه تلك الحاله الممزوجه بالإذبهلال بل كثر من أبناء شعبنا العظيم في القلب منهم الزملاء الكتاب المنوط بهم التعبير عن واقعنا المجتمعى ورصد أحوال الناس ، يبقى السلوى أننى أجد ذلك من الطبيعى لاإستهجان فيه ، ولاإنزعاج منه لأن المنوط بهم التصدى لذلك بالنقد أو حتى التوضيح أو المناقشه وإفهام من يفعلون ذلك نواب كانوا ، أو ساسه ، أو قادة أحزاب وأعضاء لجانه النوعيه ، ليسوا صامتين وفقط ، بل تلاشوا من الوجود المجتمعى ، لذا بات لايعنيهم ذلك أو يؤثر فيهم لأنهم أصبحوا بحكم حيثياتهم من طبقة النبلاء ، والبهوات الذين بحكم وضعهم البهواتى ودعوا من زمن بعيد رغيف العيش وتعودت معدتهم على الباتيه ، والكرواسو ، والبقلاوه ، خطورة ذلك إفتقاد الهمه لدى المواطن ، والفاعليه لدى الناس ، وتلاشى العطاء أو التفكير فى البناء وتحقيق التقدم ، وحقا ماقيل ليس لمحبط تحقيق التقدم والإزدهار ، ولاأعرف كيف لهؤلاء البهوات أن ينعموا بالعيش وسط شعب يصدر كل من فيه الكٱبه والإحباط تأثرا بالمعاناه المعيشيه التي طالت الأكل والشرب ، هذا التعايش هو حتمى لافكاك منه بحكم المكون المجتمعى الذى يضم كل فئات المجتمع ونوعيات البشر .
تلك رؤيه صادقه نابعه من ضميرى الوطنى بلاتزييف للحقائق ، أوتزوير للواقع ، أو تجميل للقبح ، بغية التنبيه لواقعنا المعاصر وماهو قادم من الأيام ، والذى يتعين أن يتوقف أمامها كل صاحب قرار إذا كان يريد الأمان ، وينشد الإستقرار ، ويبتغى التقدم والإزدهار ، وأبدا لايظن هؤلاء البهوات من ساكنى القصور والفيلات ، والمنتجعات أنهم سينعمون بذلك لأن المكون المجتمعى ليس مقصورا عليهم بل يضم كل فئات المجتمع وطوائفه ، بل إن هؤلاء الذين أصبحوا بهوات لن يستطيعوا العيش بدون المكون المجتمعى جميعه خاصة هؤلاء الذين يعملون في مهن ينظر إليها هؤلاء وكثر من الذين على شاكلتهم أنهم لايستحقون حتى النظر إليهم ، ويحضرنى فى هذا السياق مع فارق التشبيه ماعلمه لنا أستاذنا الجليل مصطفى شردى أول رئيس تحرير لجريدة الوفد ومؤسسها قبل حوالى أربعين عاما عندما أدرك تعاملنا الممزوج بالرعونه كشباب مع عمى ” فولى ” وعمى فولى هذا كان رجل طيب أسود البشره ، يأتى ليعمل لنا الشاى بجريدة الوفد ، وينظف المكاتب ، وكنا نعامله كشباب معاملة أننا بهوات وهو من فئة متدنيه من البشر ، فقال إحترموا هذا الرجل العظيم لأنه صاحب فضل علينا ، بدونه لن تجدوا مكانا نظيفا تجلسون فيه ، أو يستطيع حتى أحدا فيكم تنظيف المكتب الذى يجلس عليه ، أو تشربون القهوه والشاى ، فهو يؤدى دورا لايقل أهمية عن الدور الذى نؤديه ومنذ تلك اللحظه كنا جميعا نناديه بعمى فولى .
أطرح ذلك بوازع من ضميرى الوطنى أبتغى به الصالح العام ، وصالح الوطن والمواطن ، لعل هناك من يتوقف أمام مضامينه مخلصين لهذا الوطن يريدون له التقدم والإزدهار ، ومن يراه من البهوات أنه هزل لامحل له من الإعراب ، أعتذر لهم لأن يقينى راسخ أنهم مغيبون لأن من حولهم أفسدوهم حينما أفهموهم أننا كشعب ننتمى لطبقة الرعاع ، وهم يرجع أصولهم لطبقة النبلاء ، ودللوا على ذلك بكل الصامتين مثلهم من ساسه ، ونواب ، وقادة أحزاب ، ولايدرك هؤلاء جميعهم أن الصمت والإنزواء من الناصحين نوعا من التناغم النفسى واليقين أن تداعيات ذلك إنهزام نفسى سيطالهم ، بعد فشلهم في تحقيق تقدم أو إزدهار أورفعه أو بهجه أو سعاده ، ويوما قريبا في تقدير رب العالمين سبحانه سيرينا فيهم آيه حينما يكتب عليهم الإنزواء في ركن ركين لايلقى أحدا عليهم السلام ، أو ينعمون حتى بالطعام ، ليكونوا آيه من آيات رب العالمين سبحانه للعالمين .
يعلم الله أننى لاأبتغى مماطرحت إلا الصالح العام وليس لى طموح فى شيىء سياسى كان أو وظيفى ، وليس أدل على ذلك من أننى حققت الكثير وظيفيا كقياده صحفيه ، وحزبيا كقيادة حزبيه ، وشعبيا كنائبا بالبرلمان عن المعارضه الوطنيه الشريفه والنظيفه حيث الوفد في زمن الشموخ ، ومع ذلك زهدت فى هذه الحياه بكاملها سياسيا وإجتماعيا ، بعد أن أصبحت أنتمى لجيل جميع من فيه باتوا فى خريف العمر يستعدون للقاء رب كريم ، لذا يبقى ماأقوله خالصا لوجه الله الكريم ، من يريد الأخذ بمضامينه من أصحاب القرار بالتأكيد سيستفيدون ، ولن أستفيد إلا كونى مواطنا فى هذا البلد ينعم بالإستقرار ، ومن لايريد هذا شأنه ولن يطالنى الضرر اللهم إلا شأن كل المضارين من أبناء الوطن . يبقى لله ثم للتاريخ أدركوا مابقى من قيم ، ومالدى المواطن من أمل ، وماعنده من محبه لهذا الوطن ، والإنسان الذى بداخلنا ، تلك رؤيتى لواقعنا المعاصر بصدق هل من منتبه لمضامينها .
عرض الرؤى
ترويج منشور
أعجبني
تعليق