شعر ياسمين هرموش. لبنان
إِخرَسي !!!
تَعرفين ماذا تَقولينْ
وَ كيفَ ترقصينْ
على وتَرِ الوَتينْ!
سَأكسركِ!
أُبَدُّلُكِ بمرآةٍ لا تَحكي لُغَيتينْ
لا تبوح أمامي
سِوىٰ بالأناةِ والإطراءِ الرَزين
أنتِ مَنْ شاختْ فيكِ السنينْ
وَ تَخطَّيتِ العُمرَ بعُمرَينْ
تَهْذينَ بما لا تَعرفينْ
أصابَكِ “الذُّهانُ” و “الهَذيان”
وَ شهادتُكِ مَهدُورَةٌ
أَزاءَ القضاء
لن يُرجح أقَوالكِ
كُل القُضَاة
ولو بقسمِ شَاهِدين
وحُجّة وبُرهانين
فمَا عَساكِ تَقولينْ؟
:- “مَخالبُ الشَّيبِ
تُحاول غزو رَأسي!
وَ عَنكبوتُ الدَّهرِ
سيَغزل خُيُوطَهُ
من حَولِ عَيني
ليُكحل طَرف جِفني!
أَوَ صُفرة الخَريفِ
اِحتلَّتْ بشَرة خَدِّي
وَ جَفافُ الكَآبَةِ
زَيَّنَ شِفاهَ مَبسَمي! ”
أَيَّتُها الصَّقيلَةُ البَلهاءُ
عَبثًا تَحاولينَ سَحقي بِغَباء
لَـنْ تَهزُّني شَزرة نَظراتُكِ
و لا بَربرَيَّة مَنطوقكِ
أوَما عَلِمتِ ؟!
المَلكَةُ “أحلام” كَيف
غَدَتْ أَيقُونَةً للجَمَاليات
فَبوركتْ
إبرِ ” الفيلر” وتَحيا
غُرفِ العَملياتِ
لا تَعِظني بالصَّبرِ
علـىٰ صقيعٍ وَ أنتَ تَلتحفُ مِعطَفًا
وَ قِفّازًا..
لا تَعظني بالصَّبرِ
علـىٰ جُوعٍ وَ أنتَ تَتَجشَّأُ تُخمةً
وَ شَبعًا…
لا تَعظني بالصَّبرِ
علـٰى قُنُوطٍ وَ أنتَ تَرقُصُ فرحًا
وَ سَعدًا…
لا تَعظني بالصَّبرِ
علـىٰ شَظَفٍ وَ ضَنَكٍ وَ أنتَ تفطرُ خَبزًا وَ عَسلًا..
لا تَعظني بالصَّبرِ
علـٰى سَقْمٍ وَ داءٍ وَ أنتَ تَجرعُ دواءً
وَ تِرياقًا…
لا تَعظني بالصَّبرِ
علـىٰ فَقدٍ وَ منْ حَولكَ أواصرُ الرَّحمِ وَ خلاّنِكَ..
لا تَعظني بالصَّبرِ
علـىٰ قَهرٍ وَ ظُلمٍ وَ أنتَ بالرَّفاهِ
وَ الرَّخاءِ تَنعَمُ…
لا تَعظني بالصَّبرِ
علـىٰ جَزعٍ وَ حَربٍ وَ أنتَ
بِالأُفْحُوصِ تَختَبئُ…
لا تَعظني بالصَّبرِ
علـىٰ دَويِّ ” آر بي جي ” وَ أنتَ لِمعزُوفَةِ ” بيتهوفن” تَنصِتُ..
إنزلْ إلـىٰ مَنزلَتي،
أو اِكْتَفِ بِنَواميسِ الغَابِ..
وَ اَصْمِتْ!
(ياسمين عبد السلام هرموش)
…………………………….
*رصيف رقم عشرة*
أ تَذكرُ العام الذي مضى؟!
عند رصيف رقم عشرة
ذلك المقهى؟!
جلسنا سويةً على
مقعدِ الطاولةِ المربعة
طلبتَ لي بسكويتاً وكوب قهوة
وسِحتَ في تقاسيم وجهي
تتأمل دون ملل
وكأنّنا وحدنا
في كل هذه المجرة
وكنتُ من أمريّ حيرة
كيف ستمر هذه الليلة الخطرة؟!
تخضّب خدّي بهدية
قلم الحمرة
ثم تركتك ومشيت
برفقة المارّة
فاشتريت لي
قارورة عطر
وصورة وزهرة
وتغزلت بيّ حتى بزوغ
سحر الغلس
وقلت :”لا تخجلي منّي
يا أحلى الزهر”
ألا تذكر ؟
هسهسة نسيم الفجر
وسواس فوانيس القمر
ألا تذكر ؟!!
صوت فيروز المخمليّ
و سقسقة العصفور الندي
ألا تذكر ؟!
كم صغت إليّ من
القصائدِ والأشعارِ
وحين لاطفتك و قلت:
“أو تحسب نفسك
جبران أو نزار ؟!”
مزّقت كل الصفحات
تركتني وحدي
وذهبت لطاولة الشّقراء
كانت حجّة جدّ بلهاء
ولكني جمعتُ وألصقت
تلك المتفرّقات
ومازلت حتى الآن
اقرأ بالكلمات ..
وأتوق إلى
حنيّن الذكريات.
ياسمين عبد السلام هرموش
……………………………