حكايتى مع الشباب إنطلاقا من الحوار الوطنى .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلـم :
#الكاتب_الصحفى
#النائب_محمود_الشاذلى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحوار أراه حق إنسانى للوصول لليقين بالحقيقه ، وكذلك منطلق الحياه الكريمه ، ونبراس وجود الإنسانيه المتمثله في إحترام الآخر ، لذا لايجب أن نضيق صدرا بالآخر حتى ولو طال أي شيىء وكل شيىء طالما كان منطلقه الموضوعيه والإحترام والحجه والبيان ، لأن مصادرة الرأي مردوده كارثى على المجتمع ، ويدفع إلى السير فى طريق مظلم ، ولايؤسس لحياه يسودها المحبه ويكتنفها الإحترام . فالنسمع الشباب ولاننخدع فى صمتهم ونوضح لهم الأمور بالمنطق السليم ، ولانصادر فكرهم حتى لايتلقفهم مغرض فيعبث بعقولهم ويضللهم . قد يتعجب البعض مما أقول ويضحك مما أطرح لأن هذا لم يعد فى أولويات أى أحد حتى من تبقى من أبناء جيلى من الساسه أو الذين مازالوا يعيشون فى أجواء الأداء الحزبى قديما وأرى فى ذلك طبيعى ولاأنزعج منه لأن مرجع ذلك الحياة المعيشه الصعبه لذا أخرج مابداخلى ولو على سبيل الفضفضه لعلها تلقى ٱذانا صاغيه .
إنطلاقا من ذلك كان تفاعلى مع الشباب حين سألونى منذ أيام عن الحوار الوطنى وماذا عنه ؟، وعما إذا كانت قناعاتى بشأنه كما سبق وأن طرحتها أم طالها تغيير؟ ، فأجبتهم ليقينى بأن منطلق أسئلتهم البحث عن الحقيقه وليس المزايده ، مشيرا إلى أن يقينى الوطنى مع الحوار على أي مستوى ، مؤكدا على رسوخ قناعاتى التي سبق وأن طرحتها والمتمثله في أنه لاشك أن الحوار الوطنى دعوه طيبه تتسم بالوطنيه ، وهدف نبيل ينشده كل الوطنيين وهم كثر بفضل الله تعالى فى وطننا الغالى ، بل إننى أعتبر مجرد تدشينه نقطه هامه يجب أن ننطلق من خلالها لما هو أفضل ، متمنيا أن يتمخض عنه تنشيط الحياه الحزبيه ، ودعم الممارسه النقابيه ، وترسيخ عطاء المجتمع المدنى ، ووجود نظام سياسى قوى وفاعل فى الحياه السياسيه والمجتمعيه يتسم بالمصداقيه ، وأراه محاوله جاده لإعادة التوازن السياسى بالمجتمع بعد أن فقد القيمه بتصدر المشهد حزب واحد ، يطرح رؤيه واحده ، ويفرض وجودا واحدا ، إنطلاقا من النظر للأحزاب السياسيه على أن وجودها منطلقه إستكمال الديكور الديمقراطى ، والتجسيد لواقع يجعلها أحزاب كرتونيه ، خاصة بعد تهميشها وتقزيم أداء كل المنتمين لها ، وهذا بصراحه شديده لن يتأتى إلا إذا كان هذا الحوار فرصه لإعادة حلحلة الحياه الحزبيه التى فقدت وبحق كثيرا من المصداقيه تأثرا بمناخ عام فرض عليها الإنزواء فى مقراتها ، وهذا إنعكس سلبا على واقعنا السياسى حيث نستشعر بهذا التقزيم إنصراف قامات سياسيه ومجتمعيه رفيعة المستوى عن كل الأحزاب ، وحتى عن أداء أى دور حقيقى بالمجتمع سياسى كان أو مجتمعى ، فحرم الوطن بصراحه من عطاء لاشك كان سيكون له مردود رائع على واقعنا .
واجهنى الشباب بما سبق وأن قلته في السابق من أننى أدعم بكل قوه مبدأ الحوار إنطلاقا من الحوار الوطنى على أي مستوى وذلك كبرلمانى ، وممارس للعمل السياسى وأحد قدامى الوفديين ، وبحكم تخصصى الصحفى فى الشئون السياسيه والبرلمانيه والأحزاب ، حتى وإن لم أكن مشاركا في فعالياته ، ولعل مرجع دعمى أن القناعه راسخه بمبدأ الحوار على أى مستوى ، شريطة أن يكون له نتائج مرجوه تحدث تغييرا حقيقيا فى واقعنا السياسى والمجتمعى ، وليس مكلمه لتصدير واقعا متغيرا منطلقه مزيف ويفتقد للمصداقيه ، وهذا لن يتأتى إلا بمستوى أطراف الحوار، وقيمة مايتم طرحه ، وواقعية مايتم من نقاشات تتسم بالوضوح والصراحه ، ومايصدر عن أي حوار كائنا ماكان من تصورات وأطروحات تترجم لقرارات تنفيذيه ، أو مشروعات قوانين للتطبيق ، يزيد على ذلك توافر الإراده الحقيقيه لإحداث مشاركة يقينيه فى النهوض بالوطن ، عبر طرح برامج واقعيه وليست حالمه ، وأن يجلس قادة حزب السلطه المدعوم من كل الأجهزه على مائدة الحوار مع قادة الأحزاب تعميقا لمبدأ المشاركه ، ولعلها فرصه أن يتم في أي حوار كائنا من كان موضوعه التخلص من تعاظم الأنا الذى يلازم كل أعضاء حزب السلطه حتى المارين أمام مقراتهم ، أو جيرانهم فى السكن ، بغير ذلك يكون اى حوار مضيعه للوقت ، وسيتمخض عنه إحباطا غير مسبوق سيكون له مردود كارثى على مجريات الحياه .
لم أختلف مع الشباب من أنه يجب أن يتمخض عن أى حوار آليات حقيقيه تصب فى إتجاه رفع المعاناه المعيشيه عن المواطنين ، وتوفير فرص عمل للشباب ، وإضفاء حاله من التواصل المجتمعى ليتعايش المسئولين مع هموم الناس ، لأنه كيف لجائع أن يفكر فى أى شأن من شئون الحياه السياسيه وحتى المجتمعيه ، وكيف لمكبل بالأغلال أن يصحح المفاهيم عند الشباب ، بالمجمل أن ينتهى الحوار إلى نتائج حقيقيه فعاله ، يستشعر نتائجها كل الشعب ، يبقى من الخطيئه أن يصدر هذا الحوار ، تأثرا بمايتمخض عنه ، ونوعية المشاركين فيه ، ومستواهم السياسى ، إحباطا يقينيا ، وهذا مالانتمناه لأن هذا النهج يصدر لدى الجميع أنه حوار لاطائل منه ، ولانتيجه مرجوه له .
على أية حال وجدت في بحث الشباب عن الحقيقه ومفهومهم عن الحوار توجها محمودا يستحق أن أطرحه ، خاصة وأن مايتم طرحه في الحوارات ماهو إلا من قبيل الأمانى ، بل ومايتعلق بشأن أي نقاشات تتعلق بقضايا مجتمعيه وسياسيه شديدة الأهميه ، والحساسيه ، لاتخفى على أى أحد حتى المواطن البسيط ، وبالتالى لاتخفى على الأجهزه إنطلاقا من الوعى والفهم والإدراك ، وكذلك لاتخفى على متخذى القرار ، لذا يتعين أن يتم إتخاذ قرارات تتعلق بالبعض منها تلك التي يستشعرها المواطن ، كبادرة حسن نيه أنه حوار حقيقى يستحق المتابعه ، والرصد ، وليس كما قال لى بعض الشباب أنهم يستشعرون أن دائما مايكون أي حوار جانبا منه إستعراض لساسه من ساكنى الكمباونتات ، والأحياء الراقيه ، والأماكن الفخيمه ، أمامهم المياه المعدنيه ، ويناقشون معاناة الناس من القاعات المكيفه والفخيمه ، التى لاعلاقه لها بالمواطن المصرى الذى يئن من الوجع ، والذى هو المكون الحقيقى للمجتمع حيث يقيم فى النجوع والقرى ، هنا يتعين أن ننتبه للحقيقه اليقينيه التى سبق وأن نبهت لها والتي مؤداها أنه إذا لم يلمس المواطن قرارات تؤثر فى حياته يتمخض عنها أي حوار فإن هذا الحوار سيعمق فى نفوس الناس مزيدا من عدم المصداقيه فى الجميع فى القلب منهم البهوات متصدرى المشهد السياسى ، والشعبى ، والحزبى ، وتلك مصيبه كبرى أن يفقد المواطن الثقه فى كل شيىء وأى شيىء حتى نفسه ، وينظر إلى مايدور من حوار على أنه مكلمه لاطائل منها ولارجاء لفعالياتها ، بل إنها إستعراض لمجموعه من الوجهاء الذين لاعلاقة لهم بالقاعده العريضه من الشعب الأمر الذى معه يضيعون وقتهم ، ويبددون جهدهم فيما لاطائل منه .
خلاصة القول .. يتعين أن نأخذ تساؤلات الشباب موضع الجد ، ونبحث في مضامين ماطرحوه ، ولانتغافله ، بل وأهمية المبادره بترسيخ بعض الحقائق كبادرة حسن نيه بالتفاعل مع مضامين مايتم طرحه بفى أي حوار والذى من أهمه ترسيخ حقائق مجتمعيه أبرزها أن يكون الطريق للبرلمان عبر إراده شعبيه حقيقيه إنطلاقا من ضمير المواطن ، وإرادة الجماهير ، وأن تمارس الأحزاب السياسيه دورها الوطنى بمصداقيه فى مناخ يعمق المزيد من الحريات العامه ، وتوسيع دائرة إنفتاحها على المجتمع ، وإفساح المجال أمام حرية الرأى والتعبير فى إطار من الموضوعيه والإحترام ، والحجه والبيان ، وإطلاق حرية الصحافه المسئوله والإعلام المنضبط ، وإعادة تفعيل المجالس المحليه عن طريق الإنتخاب ، وليس عن طريق تعيين مجالس مؤقته من أعضاء الأحزاب إنطلاقا من إنتخابات شكليه هزليه ، ولعلها فرصه أن نجعل من الحوار الوطنى أملا حقيقيا فى إحداث تغيير مجتمعى حقيقى وترسيخ المصداقيه فى النفوس ، وشحذ الهمم بالمشاركه فى النهوض بالوطن والذى لن يتحقق إلا إذا توافرت الإراده الحقيقيه فى جعل ماطرحته ككاتب متخصص ، وسياسى ، وبرلمانى محل دراسه وكذلك ماطرحه غيرى من الراصدين لمايحدث عن بعد ، نظرا لأنهم لاعلاقه لهم بتلك الحوارات اللهم إلا التمسك بأن يكون وطننا الغالى أعظم الأوطان . ولعلها محاولة لإبراء الذمه أمام الأجيال القادمه ، أن يكون هناك رؤيه فيما يتعلق بنهج الحوار رغم ضبابية المشهد كيف ؟ تابعوا مقالى المنشور بعد غد السبت بإذن الله تعالى بموقعى #صوت الشعب نيوز الإخبارى ، والرأى العام .