التحالفات الإنتخابيه والتقارب الحزبى رؤيه من العمق .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلـم :
#الكاتب_الصحفى
#النائب_محمود_الشاذلى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يقينا .. أصبحت لاأرغب في تناول أي شأن سياسى ، أو حزبى رغم مالدى من خبره متراكمه بحكم ممارستى السياسيه ، وتشرفى بعضوية البرلمان ، وتخصصى الصحفى في الشئون السياسيه والبرلمانيه والأحزاب ، لكن محاولة للفهم وتصحيح المفاهيم ، أجد من الواجب طرح رؤيتى لعلها تساهم في ضبط الإيقاع وتصويب الخلل وتصحيح المفاهيم وتلك غايات نبيله لاشك في ذلك ، بل وضروريه بعد أن إختلط الحابل بالنابل ، وتاه الجميع في دروب السياسه ، وتصدر المشهد قليلى الخبره ، وإنزوى أصحاب الكفاءات إحتراما لأنفسهم وحفاظا على تاريخهم من التأثر بعد أن أصبحنا في زمن الهزل ، إنطلاقا من ذلك أرى أن المراجعات فى المواقف ، والتأمل فى أحوال العباد ، وإستلهام العبر ، ومراجعة النفس ، أراهم فرصه طيبه لطرح العديد من القضايا المجتمعيه وحتى السياسيه ، وكذلك مناقشة كافة الموضوعات بهدوء ، تصحيحا للمفاهيم ، وتوضيحا للحقائق ، وتأكيدا على الثوابت التى غفل عنها الناس أو قد يكونوا قد تغافلوها .
من أجل ذلك يكون تناول الممارسه السياسيه توضيحا وتصحيحا كما تعلمتها وإستقر في وجدانى ، هي ليست صراع ، أو تطاحن ، أو حتى إنصهار ، إنما هى تنافس شريف ، وإختلاف محترم ، ومواجهات جميعها تصب فى الدفاع عن رؤيه يرى من يطلقها أنها صواب وكذلك تصب فى صالح البلد ، نفس الرؤيه بالنسبه للممارسة الحزبيه منطلقاتها يجب أن تكون من خلال تلك المعانى النبيله ، وتقارب بين الساسه ، وأعضاء الأحزاب ، ممزوجا بحوار مستمر ، على المستوى الشخصى والعام ، بل وتتنامى تلك الرؤيه حتى قد يظن البعض أنه لاخلاف ولاإختلاف ، ولاصراعات داميه تهدر القيم ، وتبدد الجهد فيما لاطائل منه .
هذا طبيعى لأن لكل حزب أيديولوجيات ، ورؤى فى كافة القضايا تنطلق من منهجهم ، وقناعاتهم ، وكذلك لكل منهم منهج حيال كافة القضايا ، ولايمكن أن يكون جميع الساسه وأعضاء الأحزاب صوره كربونيه من بعض ، بالعكس فإن هذا التعدد يصب فى صالح الوطن الغالى ، من هنا تعايشنا كوفديين مع أصحاب الفكر الناصرى الذين تجمعوا فى الحزب الناصرى ، وإنطلقوا من فكر عبدالناصر ، وأصحاب الفكر اليسارى الذين إنطلقوا من حزب التجمع التقدمى الوحدوى الذى أرسى دعائمه خالد محيى الدين عضو مجلس قيادة الثوره والذى تشرفت بزمالته فى البرلمان ، حتى أحزاب السلطه الحزب الوطنى سابقا وحزب مستقبل وطن حاليا كان هناك ومازال تقارب مع من يحترم تلك الثوابت منهم ولم يتملكه الغرور .
بل إننى أرى أنه من الخطأ بل من الخطيئه أن يتحمل أى ممارس للعمل السياسى تبعات هذا النهج الذى تعلمناه من عمالقة السياسه ، ورموز الفكر ، وأصحاب التاريخ ، كالذين يتحملون تبعات التحالف الإنتخابى مع حزب السلطه فى حقب زمنيه مختلفه عندما يتعرض للتلاشى مثل الحزب الوطنى ، بل إننى بفضل الله كان لى رؤيه بالنسبه لمن حاولوا وضع علامة إستفهام أمام كل من شاركوا فى التحالف الإنتخابى الذى أسسه سيف اليزل وحصل بمقتضاه على الأغلبيه بالبرلمان ، والذى تمخض عنه بعد ذلك رؤيه أكثر تطورا فكان حزب مستقبل وطن .
السياسه عموما لاتحمل قداسه ، بل متغيره ومتنوعه ، لأنه يحكمها قناعات ، وحوار ممتد ومتواصل ، وتواصل لاحدود له ، الكارثه أنه قد يظن البعض أن ذلك نفاق ، أو تغيير فى المراكز الحزبيه ، أو القناعات الفكريه ، إنطلاقا من ذلك نجد سوء الظن دائما مايحكم مجريات الحياه السياسيه ، إنطلاقا من الموروث البغيض أنها صراعات داميه ، لذا كان الزعيم فؤاد باشا سراج الدين الذى تشرفت بأن أكون من الذين تعلموا السياسه على يديه ، وفى رحابه وجها لوجه حيث الوفد فى زمن الشموخ ، يبتسم عندما كنا نبدى إندهاشا ممايقوله الناس من أننا أصبحنا تابعين للحزب الوطنى والسلطه عندما قابل كزعيم حزب الوفد العريق الرئيس مبارك ، وكذلك الحال بالنسبه لأستاذى الجليل مصطفى شردى .
لم يتركنا هؤلاء العمالقه للظنون ولاللأوهام ولالإتهامات الناس لنا تأثرا بتلك التحالفات أو هذه اللقاءات ، فعلمونا أنها تحالفات إنتخابيه هى من الطبيعى لاتؤثر على قناعاتنا الوفديه ، بل هى حتميه لتحقيق إنجاز سياسى أو مجتمعى ، رافضين ماكنت أقوله وبعض أعضاء الحزب والزملاء الصحفيين من أن دفاعنا عن الذين نتحالف معهم مرحليا قد يفهم بالخطأ ، مؤكدين على ضرورة تلك التحالفات التى ترتبط بمواقف ، أو التنسيق فى قضايا ، أو المشاركه فى إنتخابات ، وليس إنصهار أفكار ، وتلاشى آراء ، متمسكين بأن يكون لدينا مصداقيه مع من نتحالف معهم ، وألانخدعهم بل نقف معهم فى كافة المواقف فى فترة التحالف .