فالنجعل من تاريخنا العظيم مصدر إلهام نعظم به حاضرنا ونبنى مستقبلنا .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلـم :
#الكاتب_الصحفى
#النائب_محمود_الشاذلى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دائما في يوم الجمعه نتعايش مع المصداقيه ، ونستحضر التاريخ العظيم ، ونتعايش مع الماضى الجميل ، ونتذكر الكرام من أبناء هذا الوطن الغالى ، خاصة الذين رحل منهم وبات في ذمة التاريخ ، إنطلاقا من ذلك يتعين التأكيد في هذا اليوم الطيب من أيام الله تعالى على أن شعبنا شعب البطولات والنضال ، وذا حضاره وتاريخ الأمر الذى معه تكون التحيه واجبه إلى أبطالنا بمدن القناه السويس ، والإسماعيليه ، وبورسعيد ، وإلى روح زعيمى فؤاد باشا سراج الدين صاحب عيد الشرطه الذى أمر قوات الشرطه كوزيرا للداخليه بالتصدى للمحتلين ، وإلى روح أستاذى الجليل والعظيم مصطفى شردى إبن بورسعيد الباسله .
تحيه واجبه إلى نبع الحضاره والرجوله حيث صعيد مصر ، الذين فى رحابهم ندرك أن مصر ذات حضاره عريقه لانقاش فى ذلك ولاجدال ، بل إنها كانت فخرا للعرب ، والدعوات الطيبات والأمنيات الطيبه أن تظل بإذن الله فخرا وعزه لكل الأمه العربيه ، والمصريين منذ الحضاره الإنسانيه كانوا مضرب الأمثال فى الشهامه ، والرجوله ، والعطاء ، وعلى أكتافهم فى العصر الحديث بنيت دول ، وتأسست مجتمعات حتى أن معلميهم أسسوا لبناء مكونات تعليميه لدى شعوب كثر خاصة فى دول الخليج ، لذا إستحق المصرى أن يقال عنه أنه جبار لقيمته وقدره وعظم عطائه وقوة تحمله للصعاب .
كثيرا ماكانت البهجه تعم كيانى كلما أدركت أبناء وطننا الغالى فى أدغال أفريقيا ، ومدن أوروبا خاصة فى ألمانيا ، ولندن ، وباريس ، وفى مهمات صحفيه ، وجدتهم حتى فى الدول التى تركب الأفيال يقدمون الخير لأبناء تلك الشعوب ، وهؤلاء الذين يأخذون بأيدى من وجدتهم على الفطره حيث كانوا لتوهم متحررين من الشيوعيه فى كازاخستان ، وأذربيجان ، وتركمانستان ، وطاجيكستان ، الأمر الذى معه بات من السعاده ماألمسه لدى بعض شعوب العالم من قيم وأعراق وثوابت تبعث الأمل فى النفوس بأن المجتمعات العربيه بخير ، ولعل أبرزهم الأمازيغ حيث بلاد المغرب العربى ، بل إن السعاده تغمرنى كلما إستحضرت التاريخ حتى يمكن النظر لواقعنا بإنتباه لعلنا نستطيع تغييره حتى يليق بعراقتنا وتاريخنا .
كثيرا مايدور حوار بالبرلمان مع بعض النواب ومرافقيهم بحكم تشرفى بعضويته عن المعارضه الوطنيه الشريفه والنظيفه حيث الوفد في زمن الشموخ ، وكذلك عضوية البرلمان العربى الأفريقي ، وبحكم تخصصى الصحفى فى الشئون السياسيه والبرلمانيه والأحزاب ، كانت المفاجأه أن الأسئله هى نفس الأسئله التى واجهنى بها بعض الشباب فى سنوات سابقه وكأن الزمن توقف عند تلك الأفكار ، لاشك أن مستوى الأسئله أزعجنى ويقينا يأتى إنزعاجى من مستوى فهم وقيمة الأشخاص الذين طرحوا هذه الأسئله والتى تناغمت تماما مع أسئله دائما مايحاصرنى بها بسطاء الناس الأحباب الذين أفخر بأننى جزءا من كيانهم ، وقطاعا كبيرا من الشباب والمرأه إلتقيت بهم عبر حوار ممتد يتعلق بالتنميه البشريه والواقع المجتمعى خاصة فى أروقة كلية الآداب ، من إلتقيتهم وألتقيهم كانت أسئلتهم متناغمه مع واقع المجتمع ، وهى أسئله أراها مشروعه وتمثل قمة الشفافيه التى ننشدها ، أصدقكم القول إعترانى الألم ليقينى أن الجميع يتألم ولكننى كثيرا ماكنت أصمت لأن الإجابه لاشك تزيد من آلامهم وترسخ لأحزانهم ، بل إن الإستطراد فى الحديث قد يضيف لهمومى هما جديدا بتناول الواقع المرير .
تعلقت أسئلتهم بالإشكاليه الخطيره إذا كنا ذات حضاره وأحفاد مجددين وفراعنه فلماذا واقعنا الآن على هذا النحو المؤلم ؟ وهو سؤال جوهرى وموضوعى ومشروع خاصه عند النظر لهذا التنامى السريع والمريب لترسيخ الأكاذيب بالمجتمع ، وتهميش الشباب ، والإصرار على أن إبن البيه بيه ، وإبن البسطاء من الناس لاقدر له ، الأمر الذى فرض على واقع الحال أن يكون الكذب من المسلمات ، والأحقاد من الثوابت ، والظلم من المقومات الطبيعيه التى يقوم عليها المجتمع . والأخطر إنعدام الصدق ، وتبلد المشاعر فى النفوس ، وضياع الإحساس بالقيمه عند المثقفين ، والساسه ، والمفكرين ، وأصحاب الرأى ، وإمتد ذلك حتى وصل إلى داخل الأسر المصريه ، حتى أن الجميع فشلوا فى الحفاظ على أقدار العباد الذين أعلى الله من شأنهم ، وأوصى النبى صلى الله عليه وسلم بالتفاعل مع كيانهم . تلك كانت إطلاله على حضارات راسخه ، وطرح لأوجاع مشروعه ، لذا فالنجعل من تاريخنا العظيم مصدر إلهام نعظم به حاضرنا ونبنى مستقبلنا .