جميعا سنكون ذكرى ، فالنجعلها ذكرى طيبه ، يتناقلها الأجيال نبراسا للحقيقه .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلـم :
#الكاتب_الصحفى
#النائب_محمود_الشاذلى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالأمس بكيت وكيف لاأبكى وأنا أتذكرأمى نبض القلب وكل الحنان ، وقد رحلت عن عالمنا إلى حيث الصدق والحقيقه ، ولولا يقينى أنها كانت من فضليات النساء لما هدأت نفسى ، وماإرتاح قلبى ، رحمها الله رحمة واسعه ، عايشت إحساس محافظنا المحترم الدكتور طارق رحمى وعيناى ترصد أحواله وهو يتلقى العزاء في والدته الكريمه بالقاعه الرئيسيه بمسجد المشير طنطاوى مستحضرا يوم رحيل أمى رحمها الله ، وكيف كنت وإخوتى بارك الله فيهم في تيه ، لاأنسى وأنا أشعر بالإمتنان لكل من طيب خاطرى بمواساته حيث كنت أتلقى العزاء ، وكل طارق لبيتنا لتقديم واجب العزاء ، وكيف خفف عنا فقدانها طيب الكلمات ، وصدق المشاعر الجياشه ، وكيف طيب خاطرى تقديم رئيس الوزراء الصديق الدكتور عاطف عبيد رحمه الله واجب العزاء وبعض الكرام من الوزراء الذين تشرف بهم جميعا بيتنا في لفته إنسانيه لم تحدث في تاريخ بلدتى بسيون ليطوقوا رقبتى بجميل صنيعهم ، ويجعلوا جبر الخاطر منطلقا في حياتى كما جبروا بخاطرى ، وكيف خفف عنى كثيرا تقديم محافظنا العظيم الدكتور طارق رحمى العزاء في والدتى الثانيه والدة زوجتى رحمها الله التي كانت من الصالحات حيث تشرف بيتنا أيضا بشخصه الكريم ورئيس مدينتنا المحترم إسلام النجار .
لاأعرف لماذا إنتابنى حاله من الإعتزاز بأهمية جبر الخاطر والحرص على تأدية الواجب ، وأنا أرصد كثر قدموا من أقاصى البلاد ليجبروا بخاطر محافظنا المحترم الدكتور طارق رحمى لأنه كثيرا ماجبر بخاطر الناس ، وكيف أننى لم أجده إلا إنسانا نبيلا لذا ساق الله تعالى له من يجبر بخاطره أكرمه الله، ويكفى أن يعرفه البسطاء بأنه أبو الواجب ، أدركت في تلك اللحظات أهمية أن نحتضن جميعا كل أحبابنا الذين ينعم عليهم رب العالمين سبحانه بنعمة الإبتلاء ليجعلهم أكثر ثباتا ، وإيمانا ، وتسليما بقضاء الله وقدره .
أدركت في هذا العزاء كيف أن المصريين طيبين يؤثرهم الكلمة الطيبه ، والتصرف الحميد ، والإحساس بالآخر كيانا ونفسا وذاتا ، وأن مصرنا الحبيبه بخير ، ووطننا الغالى بخير ، وشعبنا العظيم بخير ، وأدركت أيضا ضألة الحياه ، وأننا جميعا زائلون وسيبقى الوطن إلى أن تتحقق مشيئة الله تعالى بأن يرث الأرض ومن عليها ، وإلى أن يتم ذلك يسجل الأجيال المتعاقبه أحوال البشر ، ويتركون ميراثا كبيرا إما من العزه والفخار أو من الخجل والإنكسار .
ماأعظم الملمات رغم آلامها لأنها هي التي تخرج مافى أعماق المصريين من خير ، ومافى نفوسهم من طيبه ، ومالديهم من صنائع المعروف ، يبقى علينا أن ندرك جيدا أننا جميعا زائلون ولن يخلد أحدا كائنا من كان على ظهر البسيطه ، وجميعا سنكون ذكرى ، فالنجعلها ذكرى طيبه ، يتناقلها الأجيال نبراسا للحقيقه ، ودافعا لترسيخ الحق الذى هو إسم من أسماء الله تعالى ، فالنقدم الخير ونحتضن البسطاء ، ونكون خداما لأسيادنا من المرضى ، ولنصنع المعروف في أهله وفى غير أهله فإن اصابت أهله فهو أهله ، وان لم تصب أهله فنحن أهله كما قال نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم .