إدمان الإنترنت والفومو وعلاجه
بقلم/ د. حنان عبد الباقي محمد خليل
الأستاذ المساعد بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا
لقد أصبح استخدام الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي لا غنى لنا –جميعا- عنه في أعمالنا وبيوتنا ومن أجل الاطمئنان على ذوينا وأقاربنا داخل بلدنا الحبيبة مصر وخارجها.
ومع ظهور جائحة فيروس كورونا المستجد أصبح الاعتماد على الإنترنت وبالأخص التعليم الإلكتروني هو نظام التعليم الحالي المعتمد والمعمول به تقريبا في نظام التعليم في كل مدارسنا وجامعاتنا الحكومية والأهلية.
حيث يتم إرسال المحاضرات والأبحاث واستقبالها كبديل لامتحانات نهائي الفصل الدراسي الحالي في كل مدارس مصر وجامعاتها والذي أثبت فعالية كبيرة في تقوية التواصل بين الطلاب ومعلميهم أو أساتذتهم بالجامعات التي يدرسون بها.
وفي الجانب الآخر نجد أن عددًا لا بأس به من كل الفئات العمرية ما بين أطفال وشباب في سن المراهقة بل ومن كبار السن يستخدمون الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي بصورة مفرطة ولا يستطيعون الاستغناء عنه ولا لساعة واحدة.
ومن هنا تنشأ المشاجرات بين الآباء والأبناء والزوجات وأزواجهن بسبب إدمان استخدام الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي ليس للأغراض التعليمية/ التثقيفية ولكن للتسلية وتقضية الوقت فيما لا ينعكس على الأسر المصرية بأثر إيجابي.
ومن هنا ظهر ما يسمى بظاهرة “الفومو” والذي عرضه بالتفصيل الأستاذ الدكتور وائل حامد الأستاذ المشارك للصحة النفسية بجامعة الملك سعود بالرياض ومؤسس المشروع القومي “الذكاء والصحة النفسية”، وهو ما يُعرف بـ (هوس استخدام الفيسبوك) ومن أعراضه:
– تعارض هذا الاستخدام مع انتاجيتك وعملك.
– ظهور أعراض القلق الشديد عند انخفاض مستوى شحن بطارية هاتفك المحمول.
– القلق والضجر عند عدم حصولك على عدد كبير من الإعجابات على منشوراتك.
– أن تتفحص إشعاراتك باستمرار دون توقف.
إذا كان لديك تلك الأعراض فإنك مصاب بما يعرف بظاهرة “الفومو” أو الهوس باستخدام الفيسبوك.
وهي ظاهرة ليست بالجديدة؛ فالاستخدام المفرط لأي تطبيق والقلق الشديد الذي ينشأ عن عدم استخدامه هو نوع من الإدمان ومنه أيضا ما يسمى بإدمان مشاهدة التلفاز وهو ظاهرة علمية معروفه وتدرس بكليات الطب وأقسام علم النفس بكليات التربية وتسمى بالإنجليزية بـ Tele Addictأي إدمان مشاهدة التلفاز حيث يقضي الشخص يومه كله أمام التلفاز وقد يترك عمله لمتابعة أحداث أو برامج معينة وشعوره الوهمي بأنه سيفوته أمر مهم إذا ما أغلق التلفاز وقد يصل هذا الشخص للنوم والأكل أمام التلفاز وعدم الاهتمام بآبائه أو زوجته وإهمال شئونه كلها والاكتفاء بمشاهدة التلفاز.
فالفومو، إذن: هو ظاهرة الخوف من أن يفوتك شيء.
وقد أظهرت إحدى الدراسات بأن 56% ممن يستخدمون الفيسبوك يعانون من ظاهرة الفومو.
ولعلاج تلك الظاهرة يتوجب على المحيطين بهذا الشخص توجيهه إلى أنه يعاني من مشكلة خطيرة وتعريفها له وبأنها ستؤثر سلبا على حياته لأنه قد يكون غير مدرك لها ولآثارها السيئة الضارة بمستقبله وبصحته، وضرورة استبدال هذا الوقت المهدور بأنشطة أخرى مفيدة/ بديلة والتقرب أكثر لأسرته وإخوته وأبنائه وزوجته وللمحافظة على الصحة النفسية للأسرة كلها.
ويتوجب كذلك تعريف ذلك الشخص الذي يعاني من تلك المشكلة بأن الاستخدام المفرط للهاتف المحمول والإنترنت له آثار صحية سيئة جدا على الصحة العامة للأشخاص.
فقد أثبتت الدراسات على الأشخاص الذين يستخدمون الهاتف المحمول لفترات طويلة ومتواصلة بأن هذا الاستخدام المفرط يؤثر سلبا على الجهاز العصبي والمخ والعين.
وقد سجلت كثير من الحالات ما يسمى بارتشاح في المخ والعصب البصري وغيرها من الأمراض.
وينصح الأطباء بعدم السماح للأطفال باستخدام الهاتف المحمول وبخاصة من هم دون سن العاشرة لأن الإشعاع الصادر من الموبايل وكذلك موجاته التي تصدر منه يمكن أن تؤثر سلبا على تكوين مخ الأطفال.
ونختم موضوعنا بأنه يكفي استخدام الهاتف المحمول لمدة ساعة واحدة أو ساعتين على الأكثر يوميا للحفاظ على الصحة العامة والصحة النفسية للأسرة والطفل.