بعد عودة الجوائز لمتحف نجيب محفوظ .حمدى زكى :
“اليوم أكاد اري ابتسامة نجيب محفوظ من مرقده”
ندوة بمتحف نجيب محفوظ بالقاهرة بمناسبة إهداء زكى مقتنياته من الجوائز المهداة لنجيب محفوظ من إسبانيا وأمريكا اللاتينية
حمدي زكي المستشار السياحي سابقا في إسبانيا يحكي قصة جوائز نجيب محفوظ الغائبة عن متحفه ويطالب بتوثيقها ووضع المتحف على الخارطة السياحية
كتب المنشاوي الورداني
عقدت بمتحف نجيب محفوظ بالقاهرة ندوة بدأت بمراسم تسليم حمدى زكى جوائز وشهادات التقدير المقدمة لأديب نوبل علي مدى ثلاثة عقود من قبل المراكز الثقافية الإسبانية ومن أمريكا اللاتينية والولايات المتحدة في الفترة من ١٩٩٤ وحتى ٢٠٠٣
ويستطرد زكى :
على مدى ثلاثة عقود اعتدت إلقاء محاضرات بإسبانيا والولايات المتحدة عن أدب نجيب محفوظ في ذكرى مولده الحادى عشر من ديسمبر لكل عام وكان صاحب نوبل يفتتح تلك الندوات برسالة صوتية عبر الهاتف وكان رؤساء المراكز الثقافية الإسبانية والمكسيكية يقدمون الجوائز وشهادات التقدير لنجيب محفوظ والذى وجه باستلامى لها نيابة عنه حيث دار الحوار التالي في مستهل إحدي المحاضرات لي عن أدب محفوظ:
” أستاذنا ..
نحن مجتمعون هنا في مدريد حيث نحتفل بعيد ميلاد حضرتك وقد قام الإعلاميون والدبلوماسيون من إسبانيا وأمريكا اللاتينية بتقديم شهادات تقدير وجوائز التكريم لحضرتك فهل من الممكن حضرتك ترسل إحدي ابنتيك لاستلامها فجاء الرد كريما مثل صاحبه
أشكر لي الحضور. كما أننى أتساءل ليه ابعث ابنتى . انت ابنى واستلمها نيابة عنى وسجل ده عندك . جاء ذلك في عامى ١٩٩٥ و٢٠٠٠. غير أننى بعد مايقرب من عشرين عاما حين زرت متحف نجيب محفوظ فوجئت بغياب إسبانيا وامريكا اللاتينية عن هذا المتحف وعدم عرض أي من عشرات الجوائز التى سلمناها للأستاذ محفوظ بمنزله وأخري عبر السفارة الإسبانية بالقاهرة وهى تربو علي الثلاثين جائزة وشهادة تقدير ولحسن الحظ احتفظت بنسخ منها والتى قررت إهداءها للمتحف كى تكون إسبانيا وأمريكا اللاتينية حاضرة و ممثلة بمتحف محفوظ وهى البلاد التى أحبها محفوظ وأحبته وأود أن أشير للدور المتميز للدكتور محمد سلماوي بدعم تلك الجهود وكذا اهتمام. وسرعة استجابة المدير الجديد لمتحف الاستاذ مجدى عثمان . ومما هو جدير بالذكر أنني حين اصطحبت وفدا إعلاميا من إسبانيا وأمريكا اللاتينية للقاء محفوظ بمنزله في مارس ١٩٩٦ قال لي أشكر المكسيكيين وبلغهم أننى أعشق المكسيك والأدب المكسيكى خاصة أنهم عملوا فيلمين عن رواياتى زقاق المدق وبداية ونهاية ويقول زكي: “واليوم أكاد أرى ابتسامة رضا من الأستاذ محفوظ في مرقده رحمه الله”.
وتحدث عن قاهرة نجيب محفوظ والعناصر التى بنى عليها محفوظ رواياته ومنها
الحارة والزقاق والمقهى والمرأة والفتوة.
وتحدث حمدي زكي عن قيامه بإهداء لوحات من ورق البردي إثر حادث زلزال في المكسيك عام ١٩٩٥ لضحايا الزلزال وكيفية احترام سفير المكسيك والشعب المكسيكي لهذه الإهداءات واهتمام السفير نفسه بعيد ميلاده أديب نوبل العظيم.
وحكى حمدي زكي عن اللقاء التاريخى الذى قام بترتيبه هاتفيا بين صاحبي نوبل نجيب محفوظ من منزله بالقاهرة واكتافيو باث من منزله بالمكسيك بينما كان الحفل والمؤتمر الصحفي بلوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأمريكية لذا أطلق عليه الإعلاميون عناق ثلاث مدن .
وأشار بأن العلاقات الثقافية المصرية المكسيكية في أوجها ويتجلى ذلك في رسالة الدكتوراة للدكتورة نادية جمال الدين والتي جاءت عن الشاعر المكسيكى اكتافيو باث بل وقبيل حصوله علي جائزة نوبل حيث كانت د. نادية رئيس قسم اللغة الإسبانية بألسن عين شمس آنذاك .
وقال زكي إن نجيب محفوظ قد حصل على عشرات الجوائز من دول إسبانيا وأمريكا اللاتينية منها عدة جوائز قام بتقديمها الحضور من المراكز الثقافية والإعلاميين أثناء محاضرات القيتها عن أدب محفوظ بمتحف حضارة مصر القديمة ببرشلونة ١٩٩٨ وحين طالبت إدارة المتحف المصرى ببرشلونة أفادوا بأنه تم. إرسالها إلى السفارة الإسبانية لتسليمها لنحيب محفوظ و هالنى عدم وجود أي من تلك الجوائز بمتحف محفوظ وتساءل عن مصير تلك الجوائز وطالب باستردادها وضرورة عرضها بهذا المتحف خاصة وأن صاحب نوبل أكد في عدة لقاءات عشقه لأمريكا اللاتينية والمكسيك وإسبانيا .
وأكد زكي أنه قد تمت كتابة أكثر من ألف مقال عن نجيب محفوظ وأعماله الروائية في الصحف والدوريات الثقافية في دول إسبانيا وأمريكا اللاتينية خلال حياة نجيب محفوظ غير أنها غير معروضة بالمتحف وتجدر الإشارة بأن الإدارة الجديدة استجابت فورا بعرض بعض المقالات التى قمت بإهدائها للمتحف .
وأشار المستشار السياحي إلى نجمة هوليوود المكسيكية لومى كافاثوث التي قرأت أعمال أديب نوبل وطلبت زيارة مصر للقائه وبالفعل تم هذا اللقاء في واحدة من دورات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
هذا وقد تم خلال الاجتماع مناقشة كيفية عرض الإهداءات المقدمة إلى الأديب المصري الكبير وكيفية الحفاظ عليها واقترحت د. ياسمين محمود رئيسة قسم اللغة الاسبانية بألسن عين شمس بعمل بعض الدراسات المتخصصة فى أدب نجيب محفوظ وترجمتها من وإلى اللغتين الإسبانية والعربية .
وقدم زكي الشكر للكاتب الكبير الأستاذ محمد سلماوى الداعم الأول للفكرة وكذا لوزيرة الثقافة دكتورة نيفين الكيلاني التى تفضلت بالموافقة علي إدراج الجوائز بمتحف نجيب محفوظ وكذا للدور الذى قام به المدير الجديد للمتحف الأستاذ مجدى عثمان وفريق العمل من وزارتى الثقافة والآثار والاستاذ جمال مصطفي نائب أمين عام المجلس الأعلى للآثار
واختتم الاجتماع بعدد من التوصيات طالب بها زكى منها :
١)
عقد اجتماع آخر قريبا لبحث أفضل الطرق لعرض مناسب لتلك الجوائز التي حصل عليها الأديب المصري نجيب محفوظ من الدول الناطقة باللغة الإسبانية
٢)
وطالب بالاتصال بالسفارة الإسبانية بالقاهرة للوقوف علي مصير تلك الجوائز وسبب اختفائها
٣)
وكذا سؤال ابنة الأستاذ محفوظ عن مصير تلك الجوائز التى سلمناها له بمنزله بحضور حرمه السيدة الجليلة نعمة الله رحمهما الله وبحضور الإعلاميين ومنهم مندوب الأهرام كما سجل التليفزيون المصرى آنذاك تقديم تلك الجوائز لسيادته من قبل الوفد الاعلامى الاسبانى ومن السفير المكسيكى بلوس أنجلوس الذين حضروا خصيصا للقاهرة لتقديمها واستقبلنا محفوظ بمنزله مارس ١٩٩٦
٤)
كما طالب بخطة لوضع متحف نجيب محفوظ بالقاهرة على الخارطة السياحية.
وقد وعد د. جمال مصطفي و مسئولو صندوق التنمية الثقافية بوزارة الثقافة بدراسة هذه التوصيات المهمة مع توثيق جوائز نجيب محفوظ خلال الفترة المقبلة. كما تقرر ترتيب لقاء آخر لاستلام الدفعة الثانية من الجوائز التى مازال حمدي زكى يحتفظ بها وقرر إهداءها للمتحف .
حرص علي حضور تلك الندوة التاريخية
د. جمال مصطفى نائب الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار و مجدي عثمان مدير متحف نجيب محفوظ ومسئولو صندوق التنمية الثقافية بوزارة الثقافة كما حرص حمدى زكى كابن ألسن عين شمس بدعوة النخبة من خريجى ألسن عين شمس فحضر كل من
د.خالد سالم والدكتورة ياسمين محمود والسيد جمال عبد الجواد والسيد أحمد نصار
كما حضر لواء عبد الرؤوف ابو العطا شقيق د.محمد ابو العطا المستشار الثقافى الأسبق بمدريد
قام بعمل التوثيق الفوتوغرافي والتلفزيوني المبدعان د. المنشاوى الوردانى والسيد النابغة عبد العزيز الديب
كما شرفتنا بالحضور من مدريد السيدة سناء كريم حرم المستشار حمدى زكى التى ساهمت في إنجاح تلك المحاضرات بإسبانيا والولايات المتحدة علي مدى عقود كما سهرت علي الحفاظ وتوثيق تلك النوادر.