الشعب المصرى العظيم لايستحق أن نرسخ لديه هذا النهج الغير منطقى بشأن تكليف الخريجين .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أب يستجير بالرئيس ورموز مجتمعيه للنظر لمعاناة إبنته الصيدلانيه . فمن يستجيره .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلـم :
#الكاتب_الصحفى
#النائب_محمود_الشاذلى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أشعر بالإنزعاج الشديد مما يتخذه بعض الوزراء بالحكومه من قرارات ، ومايقررونه من إجراءات والتي أراها بمنتهى الإحترام تفتقد للمنطق ، ولاتتحلى بالعقلانيه ، خاصة مايتعلق بنظام تكليف الأطباء والصيادله وتوزيعهم على المستشفيات فى ربوع الوطن ،
والذى أراه أيضا بمنتهى الإحترام يتنافى مع أبسط قواعد الحفاظ على الأسرة المصرية من الإنهيار ، لأنها تصب في خانة تشريد أبنائهم من الخريجين ،
وذلك من خلال توزيعهم على المناطق النائيه أو البعيده عن محل إقامتهم ، الأمر الذى معه وكأن ذلك سبيلا للعقاب على تميزهم ، وإلتحاقهم بكليه من كليات القمة ،
الأمر الذى معه قد يظن البعض أن هناك من يريد أبناء الشعب فئه من الجهال ، وهذا لايقبل به إلا من يريدون ترسيخ الجهل وجعل الجهاله منطلقا في الحياه ، بل ونبراس وجود ، وأعتقد أن هذا الوطن الغالى عافاه الله تعالى من تلك الفئه من البشر مواطنين كانوا أو مسئولين ، وأن ماحدث ماهو إلا سوء فهم ، وعدم الإنتباه إلى كارثية هذا النهج .
إستغاثه أطلقها الأخ العزيز مصطفى النجار أحد رموز التربيه والتعليم في 9 فبراير الماضى عبر صفحته على الفيس بوك مستنجدا بالرئيس عبد الفتاح السيسي ، ورئاسة مجلس الوزراء المصري ، ومعالى النائب سامح فتحى حبيب وشخصى الضعيف ، بصفته ولي أمر يرى إبنته في حيرة من أمرها وهو مكتوف الأيدي ، وليس له على حد قوله غير مناشدة وزير الصحة للموافقة على الرغبة الواحدة التي تختارها كل متزوجة بصفحة التظلم الخاصة بالمتزوجات خريحات الصيدلة ، وذلك قبل إنتهاء موعد التظلم والتي تتضمن تلبية رغبتها في تعديل تكليفها إلى مكان قريب من محل سكنها حيث تقيم ببلدتى بسيون ، وذلك نظرا لتكليف إبنته المتزوجه والحاصله على بكالوريوس صيدله فى كفرالشيخ ، والتي تبعد عن إقامتها ثلاثون كيلو ، ولايوجد مواصلات مباشره لها ، ومن المتوقع أن تتضاعف تلك المسافه مرتين لو تم توزيعها فى أطراف المحافظه في منطقه ” كزرزاره ” وهذا هو المتوقع ، وهذا يتنافى من أبسط قواعد الإستقرار .
نبهتنى تلك الإستغاثه الأبويه لهذا النهج الخاص بتكليف الصيادله في تلك الأماكن البعيده عن محل إقامتهم أو إقامتهن ، ونظرا لعدم منطقيتها كان ذلك مثار حوار بينى وبين صديقى العزيز معالى النائب عبدالمنعم شهاب ،
لكننى أصابنى الذهول عندما أدركت أن هذا واقعا حقيقيا حيث أكد لى أن الوزير رضخ لمطالب النواب بشأن تكليف خريجى الصيدله بشرط توزيعهم على الأماكن التى يرى فيها عجزا وهنا الأمر طبيعى لأن المنطق ، والعقل ، والبعد الإجتماعى ، والإنسانية
تقول أنه يمكن تكليف خريجى الغربيه داخل المحافظه في أقرب مكان للسكن خاصة المتزوجات ، بما كنا نسميه أيام تشرفت بعضوية البرلمان وإتفقنا عليه في لجنة التعليم بالبرلمان مع الدكتور حسين كامل بهاء الدين وزير التربيه والتعليم بشأن توزيع المعلمين سد العجز بالإزاحه ، يعنى بالنقل لأقرب مكان لمحل الإقامه أو السكن ، بمعنى المدرس أو المدرسه من أبناء مدينة بسيون ، يمكن تكليفهم للعمل بأقرب قريه لسكنهم وليس أبعد قريه ، فماذا يكون الحال بالنسبه للتكليف من محافظه لمحافظه لخريجه متزوجه ، ولديها طفل ، وتسكن في شقه مستقله بعيدا عن أسرتها ، وأسرة زوجها الذى يذهب للعمل .
يقينا .. الدكتور خالد عبدالغفار وزير الصحه مصرى ، وعضوا فى حكومة مصريه لها جميعا كل التقدير والإحترام رئيسا وأعضاء ، ويعرف التركيبه المجتمعيه وما يتقاضاه الخريج حال تكليفه ، وتلك المعاناه التى تعيشها الأسره المصريه بسبب الغلاء ، وهذا الإرتفاع في معدل الجريمه الذى سجلته ملفات الشرطه نظرا لهذا التفسخ المجتمعى وضغوطات الحياه ، فكيف إذا بالمنطق والعقل تأمن أسره على إبنتها التى يتم توزيعها طبقا لهذا النظام الذى يفتقد إلى الحد الأدنى من الإنسانيه في محافظه أخرى ، يضاف إلى ذلك حتى ولو كان شابا خريجا ، ألا يعرف الوزير لوسافر كم سينفق ، ولو أقام في مكان تكليفه الجديد في سكن مستقل وأسرته معه كم سينفق ، ومايتقاضاه من راتب يكاد أن يكفى السكن وبالكاد ، قد ألتمس العذر للوزير إذا كان ينتمى لطبقة البهوات ، وبالتالى يعيش فى فيلا بالملايين في كمباوند من الكامبونتات ، ولديه دخل يجعله يعيش فى نعيم ، لذا من الطبيعى ألا يشعر بكارثية هذا القرار الغريب ، والعجيب ، لكننى أراه جزءا من كيان الشعب ، ينتمى إلى عموم المواطنين ، ويعى المعاناه التي يعيشونها كمواطنين مكافحين على لقمة العيش ، لذا أتعجب أن تكون قراراته بشأن تكليف هؤلاء الخريجين على هذا النحو .
خلاصة القول .. أنا لاأناشد رئيس الحكومه المحترم الدكتور مصطفى مدبولى ، ولاالأجهزه المعنيه ، ولامعالى وزير الصحه بل أنضم إلى والد هذه الخريجه وكل والد خريجه كأب ، قبل أن أكون كاتب متخصص يعيش هموم المواطن ويتعايش مع مشاكل المواطنين ، مخاطبا مابداخلهم من إنسانيه وهى باليقين حقيقه واقعه ، وأطالبهم بحكم وطنيتهم أن يتدخلوا ويصوبوا هذا النهج الذى أراه ليس بغيضا وفقط بل مستهجنا أيضا ، ويرسخ لنهج الإداره بمنطق الأسياد والخدم ،
لذا فالنتكاتف جميعا لتصويب الخلل فى هذا الشأن إنقاذا للأسر ، وحفاظا على مستقبل أبنائنا الذين باتوا بين أمرين كلاهما كارثى ، إما أن يجلسوا فى بيوتهم وكأنهم لم يتعلموا أو يقبلوا بتلك الشحططه التى سيكون لها لاشك ضحايا .