المخطئون من النواب ضحايا سياسه تخالف التأسيس لجمهوريه جديده .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عايشت ماضى جميل منذ أن كنت صبيا جعلنى مشروع نائب بالبرلمان .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلـم :
#الكاتب_الصحفى
#النائب_محمود_الشاذلى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لاشك أن ماحدث بالبرلمان الأحد الماضى من إعلان معالى المستشار الجليل حنفى جبالى رئيس مجلس النواب عن رفع الحصانة عن النائب مجدي الوليلي في واقعة إصدار شيك بدون رصيد ، وإحالة النائبة نشوى رائف للتحقيق في واقعة الغش والتعدي على المعيدة بالضرب أثناء تأديتها إمتحانات الفصل الدراسي الأول للفرقة الثالثة بكلية الحقوق جامعة الوادي الجديد ، أمر جلل لأنه لم يكن متوقعا على الإطلاق حتى من النواب أنفسهم المخطئين الذين ظنوا أنهم فوق القانون تحميهم الحصانه ، وينبهنا إلى ضرورة الإنتباه لآلية إختيار النواب ، وضروة تصويب المسار فيما يتعلق بهذا الشأن وفورا لصالح هذا الوطن الغالى ، ولعله من المناسب أن يفجر ذلك بداخلنا الرغبه في تناول بعض القضايا البرلمانيه التي نستلهم منها الدروس المستفاده .
يقينا .. هؤلاء النواب الذين تم الإعلان عن إتخاذ إجراءات بشأنهم لإرتكابهم أخطاء ، ومن لم يتم الكشف عنهم من النواب المخطئين ، جميعهم ضحايا سياسه خاطئه تتعلق بإختيار النواب ممثلي الشعب عن حق ، على أي منحى كان حزبى أو مستقل ، لأنها قولا واحدا باتت تخالف التأسيس لجمهوريه جديده ، لأنها ليست قائمه على الرأى والرأى الٱخر في إطار من الموضوعيه والإحترام ، والحجه والبيان ، إنما قائمه على المحسوبيه ومن يدفع أكثر ولو بإحترام شديد عبر آلية التبرع لأحزابهم ، أو مساعدة من لديه قريب صاحب قرار ، أو يعرف أي أحد من البهوات ، الأمر الذى معه حمدت الله تعالى أننى لست جزءا من تشكيلة البرلمان الحاليه ، ولن أكون وكل الفاهمين أصحاب الخبرات والتاريخ طالما كان هذا النهج منطلق إختيار النواب ، وتعظيم القضاء تماما وبصراحه شديده على الإراده الشعبيه في إختيار النواب ، وسحق نهج ضرورة أن يتمتع النائب بخبرات تلك الخبرات هي التي تثقله لاشك في ذلك فيعطى لصالح الوطن الكثير ، يضاف إلى ذلك أن يكون صاحب تجارب عبر المجالس الشعبيه المحليه التي أصبحت في خبر كان .
يرجعنى ماحدث إلى ماضى جميل أراه هاما للدلاله على عمق رؤيتى ، إنطلاقا من شخصى وتجربتى ، والتي فيها عشقت السياسه طفلا ، وصبيا ، وشابا وتعلمت فى تلك المراحل بعض دروبها حتى أن نائبنا محيى بك الشاذلى القنصل الفخرى لهولندا بمصر ورئيس نادى إسبورتنج إسكندريه ، ورئيس شركة التبادل التجارى فيما وراء البحار ، ونجل نائبنا عبدالسلام باشا الشاذلى أول وزير شئون إجتماعيه وأوقاف في مصر ، ومؤسس محافظة البحيره ، رحمهما الله تعالى توقع وأنا صبيا أن أكون نائب بسيون خلفا له حيث لمس جهدى الذى كان منطلقه الإتحادات الطلابيه ، ودورى معه في الانتخابات التي كان يخوضها ، حيث كان أبى رحمه الله يسند لى دورا يتناسب مع سنى فى الحمله الإنتخابيه لنواب بلدتى دائرة بسيون خاصة شخصه الكريم ، واللواء عبدالمنعم الشاذلى رئيس نادى هليوبوليس ونائب بسيون ، تعاظم ذلك عندما كنت أهتف مع أبى رحمه الله للوزير الوفدى عبدالفتاح باشا حسن نائب بسيون ، وكثيرا ماعايشت غرفة عملياته التى كان يقودها الوفدى الأصيل الحاج عبدالحميد الحفناوى رحمه الله .
لاشك أن ماحدث ينبهنا إلى ضرورة إعادة النظر في الحياه السياسيه برمتها ، وإعادة المحليات لواقعنا المعاصر ، والإتحادات الطلابيه بجد إلى الممارسة الطلابيه ، لأنهما الحاضنه الأساسيه لنواب وقادة المستقبل ، وحتى تتضح الرؤيه فيما أقصده أجد أن أجعل من نفسى نموذجا في توضيح تلك الرؤيه ، فعندما دارت الأيام دورتها وأصبحت أحد قيادات الإتحادات الطلابيه بالمرحله الثانويه على مستوى الجمهوريه عضوا بالمكتب التنفيذي لإتحاد طلاب الجمهوريه للمرحله الثانويه ، تعلمت كثيرا من التجارب ، وكان هناك من يصوب مسلكى ويرشد جموحى ، ويعلمنى الصح من الغلط ، حيث كان لى مواقف عنيفه مع قيادات التعليم خاصة أستاذى الجليل عبدالمنعم خاطر القيمه الرفيعه مدير مدرسة ناصر الثانويه ببسيون ، وأستاذى العظيم عبدالعاطى البلاط رائد إتحاد الطلاب ، أسخر منها الآن حيث كثيرا ماكان يتملكنى الجموح تأثرا بكونى رئيسا لإتحاد طلاب المدرسة ، وإدارة بسيون التعليميه للمرحله الإبتدائيه والإعداديه والثانويه ، وعضو مكتب تنفيذى إتحاد طلاب محافظة الغربيه وإتحاد طلاب الجمهوريه ، حيث سيطرت الرعونه على نفسى ، وكنت أظن أننى حاجه كبيره ولست طالبا فى حاجه للتربيه والعلم .
عندما تجاوزت تلك المرحله لاشك إكتسبت خبره كبيره منطلقها تجارب السنين ، وتعلمت بعد ذلك تصويب مسلكى وسأظل إلى أن ألقى الله أتعلم من الأكثر خبره وممارسه ورجاحة عقل ، وفهم لأننا بشر ، منها أننى أخذت مواقف قويه دعما لتيارات وفصائل ظنا أنهم يستطيعون النهوض بالوطن حتى وإن جاءت فى إطار توازنات إنتخابيه ، ثم إكتشف بعد ذلك أن تلك المواقف القويه ماهى إلا مواقف بددت بها الجهد وضيعت الوقت لأنهم بلا مبادىء أو رؤيه أو منهج ، تحالفت فى الإنتخابات كثيرا وأنهكنى الأكاذيب .
ساهم ذلك كله في أن تتحقق فراسة محيى بك الشاذلى نائب بسيون وأنا طالب وأصبحت نائب بسيون عن حزب الوفد لأكون النائب الوفدى الوحيد على مستوى محافظة الغربيه في برلمان 2000 ــ 2005 الذى كان يرأسه الدكتور فتحى سرور أحد عظماء القانون في مصر ، وذلك ضمن 7 نواب هم كل نواب الوفد بمجلس الشعب ومع ذلك كنا أكبر كتله حزبيه من النواب بالبرلمان جعلتنا نمثل المعارضه الوطنيه بالبرلمان بقيادة النائب الوفدى منير فخرى عبدالنور الوزير السابق ، وكنا كنواب جميعا نعلى المصلحه الوطنيه لذا كنا يعرف بعضنا بعضا في كل الدوائر حتى في صعيد مصر وبيننا علاقات قويه تلاشى أمامها الإنتماءات الحزبيه ، تبقى منهم قليل في القلب منهم النائب المحترم الدكتور طلعت عبدالقوى نائب بسيون وكفرالزيات ، والنائب المحترم بهاء أبوالحمد نائب الأقصر ، والنائب المحترم وائل زكريا الأمير نائب إسنا بمجلس الشيوخ ، الآن أتحدى أن يعرف نائبا كل نواب محافظته بحق اللهم إلا إسما .. أطرح ذلك تجردا من أي هوى شخصى ، بل إنطلاقا من عشق لهذا الوطن الغالى ، ورغبه حقيقيه واكيده أن يكون أعظم الأوطان ، ولاأبغى إلا مصلحة الوطن ، وليس أدل على ذلك من أنه مضى قطار العمر فى معترك السياسه حيث أستشعر إحساسا بالزهد فيها لتدنى مستوى الممارسين لها ، وهبوطها هى نفسها هبوطا مدويا حتى فقدت قيمتها ، وإعتبارها ، وأصبح جواز الإستمرار فيها النفاق ، والغش ، والتدليس ، والإقتراب من الذين يملكون قرار السماح بمشروع نائب . على أية حال بين الأمس واليوم تكون الدروس ونستلهم العبر .