يقينا .. الآراء والقناعات لاتحمل قداسه ، وليست قرآنا ، ومن الخطيئه أن تكون دليل إدانه أبديه يظل يدفع ثمنها الساسه .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من المناسب أن يكون لنا وقفه مع أحداث الماضى لعلنا نستطيع بناء ثقه عند الشباب .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الآن أتعجب لحالى عندما هاجمت رئيسا الوزراء الدكتور أحمد نظيف والدكتور عاطف عبيد .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مدين بالإعتذار للوزير كمال الشاذلى وكل رموز النظام السابق .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلـم :
#الكاتب_الصحفى
#النائب_محمود_الشاذلى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مضى قطار العمر ولم يعد باقيا منه مثل مامضى ، لذا كان الزهد طبيعى في كل شيىء بعد أن حققت في الحياه بالجهد والعرق طموحات وظيفيه ، وسياسيه ، ومجتمعيه ، لم يستطع كثر من أبناء جيلى تحقيقها ، وقبل أن أغادر هذه الحياه إلى مستقر رحمة رب العالمين سبحانه يتعين الإعتراف بالحقيقه ، عبر دروب الصدق المفتقد الآن فى هذا المجتمع ، هذا الإعتراف يأتى بعد رحلة كفاح ونضال طويله بدأت بالإتحادات الطلابيه منذ المرحله الثانويه ، ونهاية بتحمل المسئوليه البرلمانيه كنائبا عن الشعب ، وصحفى صاحب قلم تربى سياسيا وصحفيا فى حضن المعارضه الوطنيه الشريفه والنظيفه حيث الوفد فى زمن الشموخ ، لذا أجد نفسى من الطبيعى وكأننى فى حاجه للجلوس على كرسى الإعتراف ، لعل ماأقول به إنطلاقا من تجارب الحياه ، يستفيد منها الجيل الحالى والأجيال القادمه من الشباب لأنهم أمل هذه الأمه ، ومستقبل هذا الوطن ، لعل أبرز منعطفات الإعتراف الإتهامات الكثيره التى كنت أوجهها فى شبابى للساسه عندما تتغير آرائهم ، وتتبدل أحوالهم وكنت أنعتهم بالنفاق على عدم درايه ووعى وخبره ، وبمرور الأيام وجدت نفسى فى موضع قد يتهمنى فيه البعض بهذا الإتهام البشع عندما أعلن عن تصويب لرؤيتى السياسيه .
مايطيب الخاطر ، ويهدأ النفس أن تلك الرؤيه مرتبطه بمعطيات ، وآراء تحتمل الصواب والخطأ ، لذا فهى لاتحمل قداسه ، وليست قرآنا ، ومن الخطيئه أن تكون دليل إدانه أبديه يظل يدفع ثمنها الساسه ، أو منطلق محاسبه ذات يوم ، لأن في هذا النهج مخالفة لأوامر ديننا الحنيف ، والذى يعظم تعاليم رب العالمين سبحانه حيث يقبل التوبة عن عباده مهما كان الذنب كما أكد العلماء ، حيث قال تبارك وتعالى: (( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )) [الزمر:53] ، بل إنه سبحانه حثهم على التوبة في قوله تعالى : (( وهو الذي يقبل التوبة عن عباده )) ، وما ورد في شرح الأحاديث القدسية للشيخ الشعراوي بشأن هذا الأمر يكفى للدلاله خاصة في تفسيره لحديث عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : قال الله تبارك وتعالى : “يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي ، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي ” ، فكيف إذن نحكم على المخالفين في الرأي والنهج السياسى ذات يوم أنهم مجرمين ملاعين يجب سحقهم وتهميشهم ومصادرة آرائهم ، وحرمان الوطن من خبرتهم وعطائهم ، دون إدراك أن مثل هؤلاء لم يعد لديهم رغبه على الإطلاق ليس فى مشاركة سياسيه فحسب بل في الحديث عن أي أمر سياسى ، وباتوا يحتفظون بخبرتهم وآرائهم لأنفسهم ، لذا الوطن هو الذى في حاجه إليهم ، يضاف إلى ذلك أن من الثوابت أن ما يقول به الإنسان من آراء فى فتره زمنيه معينه وارد أن يتراجع عن تلك الآراء عندما تستجد معطيات جديده ، ويبرز فكر آخر أنضج مما كان هو عليه فرؤية الصبى للأمور حتى فى الحياه العاديه ، تختلف عن رؤيته كشاب ، بل إن رؤيته وهو فى سن الأربعين تختلف عن رؤيته فى سن الستين ، الأمر الذى معه أرى من الخطأ أن ننعت أى أحد لو تغيرت آراؤه بأنه منافق خاصة وأن تلك الآراء المتغيره يكون لها حجيتها وقناعتها ومبرراتها .
أتعجب لحالى عندما هاجمت الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء هجوما شرسا عندما قال عقب عودته من زيارة لأمريكا أن شعبنا أمامه عشرات السنين حتى يعرف الديمقراطية الحقيقة ، وقد إعتبرت هذا التصريح إهانه لشعبنا من وجهة نظرى .. الآن أدركت من خلال التعايش والممارسه صدق رؤيته ، وعظم رأيه وصواب ماقال به الأمر الذى أمتلك معه الشجاعه أن أعترف بخطأ ماكنت عليه ، بل ومدين له بالإعتذار .
كنت أحد المرشحين فى قائمة التحالف الديمقراطى من أجل مصر فى الإنتخابات البرلمانيه التى كان يتصدرها الإخوان ، وذلك عن التيار المدنى كوفدى إسترشادا بما سبق وأن فعله زعيمى فؤاد باشا سراج الدين في الثمانينات ، وذلك كتفا بكتف مع التيار الناصرى حيث الصديق النائب حمدين صباحى الذى نجح لتياره فى هذه القائمه 7 مرشحين ، ودافعت عن رؤيتى رغم أن كثر من فصائل الإخوان إعترضوا على ترشيحى بالقائمه بوصفهم كانوا يتصدرونها رغم أننى كنت رقم 5 بالقائمه وهو موقع متأخر ، وعندما إعترضت لأننى كنت نائب بالبرلمان أقنعنى بعض القاده منهم أن من يلينى بالقائمه سينجح أيضا وليس أنا فقط وصدقت ، لكن فصائلهم لم يبذلوا الجهد حتى لاتصل نسبة الأصوات أن أنجح فى هذه الإنتخابات وعبثا حاول قادتهم إقناعهم بألا يأخذوا هذا الموقف منى دون جدوى ، وكل مابذلته إنطلاقا من شعبيتى ، ومابذله معى المقتنعين بشخصى وعائلتى كان لإنجاح مرشحيهم والآن أعترف بكل شجاعه بخطأ رؤيتى .
كثيرا ما وجهت نقدا لاذعا للدكتور عاطف عبيد رئيس مجلس الوزراء وحكومته ، رغم خصوصية الصداقه بيننا والتى وصلت إلى العلاقه الأسريه الأمر الذى تشرفت بزيارته لى لتقديم واجب عزاء ، وهو من ساعدنى فى الحصول على مائتى مليون جنيه فوق الميزانيه لإقامة محطه لمياه الشرب وإدخال الصرف الصحى لأربع قرى بدائرتى صالحجر ، والفرستق ، وقرانشو ، وكتامه ، وإنهاء مشروع الصرف الصحى بمدينة بسيون وقريتى كفرجعفر والقضابه وحضر المهندس محمد إبراهيم سليمان وزير الإسكان إلى بسيون وقام بإفتتاحهم ، وكذلك موافقة المهندس سامح فهمى على إدخال الغاز لبلدتى بسيون تلك الموافقه التى إستكملت أوراقها وتجمعت لدى إبن قرية الفرستق الأستاذ إسماعيل رشاد مدير الحسابات بمجلس مدينة بلدتى بسيون فى ذلك الوقت لكنها توقفت بعد أن إنتهت فترة تكليفى كنائب وظلت تترنح مع كل موافقه يحصل عليها نائبا بدائرته بالغربيه ليتم تنفيذهم معا وأعتقد أنه سيتم تنفيذها عندما يأذن الله تعالى ويسبب الأسباب ، وكذلك تابع ذلك كله الخلوق المحترم صديقى الدكتور صفوت النحاس الأمين العام لمجلس الوزراء متعه الله بالصحه والعافيه ، تجلت العلاقه والصداقه بالدكتور عاطف عبيد رحمه الله ليكون هو من رتب أمر دخول والدتى رحمها الله لمستشفى الدكتور إبراهيم بدران بالمهندسين ، وكان قد سبقنى للمستشفى ، وكان الرجل واسع الأفق ، عميق الرؤيه ، أعترف أننى أخطأت فى حق هذا الرجل وكنت حادا معه ، الآن لايستطيع نائبا توجيه ربع ماوجهته تحت قبة البرلمان له ، أو طرحته بقلمى بحقه لموظف بسيط ينظم الدخول لمبنى مجلس الوزراء أو مكتب رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى لذا أنا مدين له بالإعتذار رحمه الله .
رغم القرابه التى جمعت بينى وبين الوزير كمال الشاذلى أحد أبرز رموز النظام السابق ، وفى عز مجده ، وماالمواجهة الشهيره التى تمت بينى وبينه تحت قبة البرلمان ببعيده والتى سطرها بجريدة الأخبار ببراعه صحفيه فائقه الكاتب الصحفى الكبير الزميل رفعت رشاد مدير تحرير الأخبار والمرشح السابق لنقيب الصحفيين إلا خير دليل . الآن أعترف أننى مدين بالإعتذار له رحمه الله ، وأضيف للإعتذار إعتذارا آخر ، أننى أردت إثبات لنفسى كصحفى عما كان يتردد عنه بشأن مسألة الرشوه التى قيل أنه يتقاضاها من الناس ، وفى بعض الوقائع وعن يقين قيل أنه أخذ رشوه وإذا بى عندما أجريت إستقصاءا من المنبع ومع جميع الأطراف إكتشفت أنها مجرد سمعه لصقت بالرجل بدون وجه حق فتأكد لى أن السياسى لابد وأن يحتسب جزءا من سمعته ويتصدق ببعضا من عرضه ضريبه فى العمل العام . تلك شهاده أمام الله لايكتنفها أى نفاق لأن الرجل بين يدى الرحمن ، ونجله تم الإطاحه به من البرلمان الأمر الذى جعل من لديهم ولو بعضا من فهم أن يستقر يقينهم أن دوام الحال من المحال .
الآن أجد أنه من المناسب أن يكون هناك مراجعات للآراء والأفكار والتصورات لعلنا نستطيع بناء ثقه عند الشباب ، وإعداد كوادر سياسيه قادره على الفهم والوعى والإدراك ، بعيدا عن الإستقطاب المحموم ، والشعارات الجوفاء ، ونعيم أحزاب السلطه التى تفرخ أجيالا هشه ضعيفه سياسيا لإفتقادها لتجارب حقيقيه تأثرا بالحضن الدافىء ، وأرى أن ذلك من الواجبات لأن الهدف أن يظل الوطن الغالى تاجا على كل الرؤوس ، ولأننا يجب أن نكون صادقين على أن نزود عن وطننا الغالى كل مكروه وسوء ، ونصدر للأجيال القادمه الصدق ثم الصدق خاصة وأننى أحد أبناء جيل لاأطمع فى شيىء ، ولاأبحث عن دور ، ولاأنكفأ من أجل مصلحه ، ولاأطبل من أجل أن يسمعنى من لاقدر لهم ، بل أفخر عندما أكرر بأننى حققت ما أتمناه سياسيا ، وبرلمانيا ، ومجتمعيا ، ووظيفيا ، بإراده شعبيه حقيقيه وليس عبر التبرع بالملايين لتصدر المشهد ، أو الإعتماد على أن يدفع بى أحدا للأمام كائنا من كان ، ولست على إستعداد لإهدار قيمة هذا التاريخ من أجل أى مكسب دنيوى أجد أنه رخيص مهما كان قيمته أو قدره أمام المبادىء والقيم والأخلاقيات .