فالنتمسك بأن نكون فى معية الله تعالى حيث الأمن الحقيقى والأمان الصادق .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فالنطوى صفحة الماضى بكل مافيها من آلام وننطلق للمستقبل المشرق .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلـم :
#الكاتب_الصحفى
#النائب_محمود_الشاذلى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كل عام وأنتم بخير .. بالأمس كان نهاية عام مضى واليوم بداية عام جديد ولعلها فرصه نفتح فيها صفحه جديده مع الحياه ، تمتلىء بالأمل ، ويعمها التفاؤل مهما كانت المعاناه ، واليقين أن القادم أفضل بإذن الله تعالى ، وأنه سبحانه وتعالى عنده كل الخير ، ولنعمق المحبه ، ونرسخ الإحترام ، ونسعى بين الناس بالخير ، ونجبر الخاطر ، ونحتضن المساكين ، ونتوقف عن جلد الذات ، وقهر النفس ، ونتمسك بالقيم والمبادئ والأخلاقيات منطلقا في الحياه ، ونتكاتف جميعا في خدمة أسيادنا من المرضى ومواجهة الأمراض الفتاكه التى باتت تحصد الأرواح ، بكل الأعمار ، وباتت تنهش فى الأجساد حتى أصبح مواجهتها فوق قدرة كل الأطباء الذين يبذلون جهدا خارقا ، وحتى الدوله متمثله فى وزارتى الصحه والتعليم العالى الذين تؤدى مستشفياتهما الجامعيه في القلب منها مستشفيات جامعة طنطا خدمة طبيه على أعلى مستوى ، كما يبذل الأطباء ماعليهم لعلاج المرضى ، لكن كيف ذلك وتلك الأمراض لم تكن فى أسلافنا الذين مضوا .
هكذا الحياه .. التي فيها عايشت معكم عاما مضى عانينا فيه كثيرا معيشيا ، وإقتصاديا ، وإجتماعيا ، حيث تشابكت الحياه ، وإستحوذت مجرياتها على إهتمام الجميع بحثا عن لقمة عيش شريفه ، بعد أن تعقدت السبل إليها فلاتجاره رابحه نظرا لهذا الغلاء الذى فاق كل وصف ، ولامصنع يعمل به أصحاب الحاجات وهم كثر بعد أن إهتز الجنيه أمام الدولار ، وتأثر الإستيراد بتعويم الجنيه ، مما ترتب عليه صعوبه شديده فى المعيشه بعد أن بات معظم الناس ينتمون للطبقه المتوسطه التى يمكن أن نقول أنها باتت طبقه معدمه ، وأصبح المواطن فى تيه تأثرا بمحاولة توفير قوت يومه والطعام لصغاره ، وفرصة عمل لأبنائه الذين قهر نفوسهم مايعانونه من بطاله بعد سنوات تعليم إنتهت بمؤهل جامعى .
تعالوا نطوى صفحة الماضى بكل مافيها من آلام ، ومحن ، وصعاب ، ولنحول الإحباط إلى تفاؤل ، ونستلهم العبر مما فات ، ولاضير أن نتوقف كثيرا أمام مامر بنا ، شريطة أن يكون منطلق ذلك القفز للمستقبل وليس البكاء على الأطلال ، وفى رحابكم أختلى مع نفسى ، أحتضن ذاتى ، وأتناغم مع قلمى وأتركه يعبر عما فى قلبى ، ومايجيش فى صدرى ، وما يتعايشه وجدانى ، طارحا لحظات صدق أعيش معها وبها ، أنطلق منها لتهذيب النفس ، وضبط إيقاع الكيان ، لعلنى أستطيع إحداث مراجعه صادقه لما مررت به فيما مضى ، أملا أن تستقر النفس ، التى تأثرت كثيرا بفقدان أحبه وإنحصار الخير ، وتلاشى العطاء ، وقلة الإيمان حتى فرغت المساجد من المصلين ، وصمت الدعاه الذين صدروا لنا أنهم بتوع ربنا ، وكثيرا ماصدعوا أدمغتنا بالمواعظ ، ومع ذلك فقدوا القدرة على الجبر بخاطرنا مما نعانيه ، أو يطيبوا نفوسنا التى أتعبها معاناة البحث عن حياه كريمه .
تعالوا نعيد البسمه التي تلاشت ، والفرحه التي غادرتنا ، تأثرا بمن رحل من الأحباب إلى مستقر رحمة رب العالمين سبحانه ، ومن غاب منهم وشغلته هموم الحياه ، ومانتعايشه مع المرضى وأهاليهم صباح مساء وكل الوقت ، هؤلاء الذين كثيرا ماأشاركهم بالمستشفيات البكاء تأثرا بأحوال ذويهم المرضيه ، أطفال فى عمر الزهور يتألمون من المرض وكأنهم يرجون رحمة رب العالمين ، وشباب ، وشابات كتب الله عليهم أن يصابوا بالسرطان هذا المرض اللعين الذى يقتل البراءه داخل الإنسان ، وتلك القلوب التى لم تعد تتحمل ظلم العباد ففقدت القدره على التحمل فكانت عمليات القلب المفتوح ، والقسطره لتركيب دعامات لكل الأعمار ، ويالها من قسوه عندما يقبع المريض وأهله خلف جدران المستشفيات ، يتمنون لحظة سعاده ، أو بشرى تحمل لهم أمل فى الشفاء .
خلاصة القول .. اليوم بداية عام جديد لعله فرصة نعيد فيه حساباتنا مع أنفسنا وننتبه أننا فى دار فناء ، يتعين علينا أن نعمل ، ونجتهد ، ونعمر الكون فى إطار مشروع ، وخشيه من رب العالمين سبحانه ، وأن نتمسك بأن تكون كل أحوالنا فى معية الله تعالى ، ووفق إرادته ومشيئته ، وفرض المحبه سلوكا ، والإحترام منهجا ، والإنتباه أننا جميعا راحلون ، أقول ذلك تعبيرا عما فى النفس ، إجتهادا لأننى لست داعيه ، أو واعظا إنما أنا مواطن يحمل بين ضلوعه قلبا يئن من الوجع تأثرا بمعاناة الناس ، ويحب الخير لهم ويتمنى أن يعيشوا فى رحاب الله تعالى حيث الأمن الحقيقى ، والأمان الصادق .