الإنسانيه المفتقده في مجتمع المدنيه .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يطيب لى فى هذا الصباح الممزوج بالنقاء أن أقص عليكم أمرا خاصا بأسرتى ، ولأنه عظيم الدلاله وجدت أنه يستحق أن نستلهم منه العبر ، لأنه له علاقة بالإنسانيه ، وذلك إنطلاقا من ” مابال أقوام ” أملا أن ينتبه الغفلى لما إفتقدوه فى الحياه من إنسانيه .
بالأمس كانت إبنتى فى زياره لنا فداهما ألم الأسنان عافاكم الله منه ، هزنى تألمها الذى أشعر به كأب ، وكأحد الذين أنعم الله عليهم بخدمة أسيادنا من المرضى ، فهروبا من أصدقائى الأعزاء الكرام إخوتى الأفاضل الدكتور عبدالفتاح صدقه رئيس جامعة طنطا السابق ، ورئيس جامعة السلام الحالى ، وأستاذ الأسنان الشهير بالوطن العربى وطنطا حيث تقيم إبنتى ، والدكتور محمد الحبال ، والدكتور فتحى الشافعى ، هروبا منهم لأنهم لن يتقاضوا أى مبالغ كما يفعلون مع رقيقى الحال الذين أرسلهم لهم جزاهم الله خيرا ، فكان اللجوء لطبيب شاب في سن أولادى لاأعرفه إلا إسما ، فتواصلت معه مستنجدا تأثرا بمعاناة إبنتى فطلب منى أن تحضر وتأخذ دورها ، عبثا حاولت إفهامه بما فهمته بالطب من كثرة مرافقة أسيادى من المرضى ، أن هذا مايجب أن يكون فى الوضع الطبيعى ، يعنى العمليات البارده كما يطلق عليه بالطب ، أما العمليات العاجله كحادث ، ونزيف ، أو إنفجار بالزائده الدوديه عافانا الله وإياكم ، فإن التعامل يجب أن يكون على وجه السرعه ، ولتؤجل العمليات البارده ، وأنا شخصيا لو كنت في عيادة طبيب لقمت على الفور وقدمت مثل هؤلاء عليا إنطلاقا من إنسانيه ، لكنه لم يستوعب ورد بسخافه وإستعلاء ، فلم أطيل معه رغم ماأنا به من هم لتألم إبنتى ، فكان اللجوء لطبيب ٱخر شاب لاأعرف أيضا شخصيا إسمه محسن شنيشن وكلاهما من بلدتى بسيون ، تفهم على الفور دون جدال كنت أستعد له لإقناعه ، وطلب إرسالها على وجه السرعه ، وذهبت مع زوجها لعيادته وكان إنسانا كريما ، وطبيبا بارعا ، وتم عمل اللازم .
تلك الواقعه رغم أنها أمر خاص إلا أنها تنبهنا إلى مانحن فيه من خطر مجتمعى يتعاظم في الريف رغم أن الجميع يعرف بعضهم بعضا وبينهم مصاهرات فما بال الحال إذن في المدن الذى لايعرف ساكنى العماره الواحده بعضهم بعضا ، لذا يكون من الأهمية إضافة مادة علميه فى الكليات التى لها علاقة بحياة الإنسان كالطب ، وطب الأسنان ، والصيدله ، والعلاج الطبيعى ، والتمريض ، إسمها الإنسانيه ، على أن تكون مادة نجاح ورسوب ، وإلا سنستيقظ يوما على مجتمع موحش لاحياه محترمه فيه ، ولايتمتع من فيه بأى قدر من الإنسانيه . أما وأن هذا مطلب قد يحتاج وقتا طويلا لتحقيقه ، لإرتباطه بآليات وإجراءات علميه يجب إتخاذها ، أقترح تنظيم دورات فى الإنسانيه لأصحاب هذه التخصصات قبل أن نبكى جميعا على اللبن المسكوب .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
#الكاتب_الصحفى
#النائب_محمود_الشاذلى