حياة طلاب بســـــيون فى خطر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم:
الكاتب الصحفى
النائب محمود الشاذلى
لا شك أن العقليه المصريه متفرده ومبدعه على مر التاريخ ، ومن يريد أن يلمس عظمة تلك العقليه عليه أن يتحسس أى إنجاز أو إبداع بالخارج سيجد خلفه مصرى ، ويكفى أن المدرسين والأطباء هم من أسسوا للكيان الإدارى والتعليمى والصحى بدول الخليج عبر حقب زمنيه متعاقبه ، وكثيرا ما أنبهر عند زيارتى للخارج بعلماء مصر ومبدعيها والتى آخرها بألمانيا وما لمسته من افتخار السفير بدر عبد العاطى بهؤلاء العلماء وهو يقدمهم للحضور حتى أننى قلت بكل ثقه فى حضور المستشاره الألمانيه أنجيلا ماركل يتعين علينا أن نرفع رؤوسنا حتى تطال عنان السماء لأننا مصريون .
لكن على ما يبدو أن تلك العقليه المتفرده تلاشت من الوجود الفعلى عند كثيرين أصبحوا فى حاجه ماسه لإعادة هيكله ، وتصويب مسلك ، ومعالجه قد تطول العمق ، ويكفى للدلاله على ذلك هذا الخطاب الكارثى الذى تلقته إدارة بسيون التعليميه من المسئول عن التأمين الصحى للطلاب ببسيون موجه لمدير الإداره التعليميه يفيد حظر قبول أوراق طلاب الحضانه والصف الأول الإبتدائى والمدارس الفنيه الصناعيه والتجاريه والإعداديه بدون تقديم تقرير طبى معتمد منهم فقط مع التأكيد بعدم قبول أى تقرير طبى من أى جهة طبيه أخرى .
ما الذى ترتب على هذا الخطاب الذى يتسم بالغباء الشديد ، أن تجمع ما يزيد عن عشرين ألف ولى أمر وتلميذ وطالب فى مكان واحد عباره عن شقه من حجرتين وصاله مخصصه لتلك الإداره التى أرسل منها المدير الجهبز هذا الخطاب اللعين نعم اللعين الذى يشير إلى أن من أصدره مغيب عن الوعى منفصل عن المجتمع بالكليه ، كيف يصدر مثل هذا الخطاب والكورونا تفشت فى بسيون حتى طالت كل الشوارع طبقا للإحصاءات الرسميه وكذلك بكل القرى التابعه للمركز ، حتى أصبحنا نصرخ فى الناس أن يلتزموا بتعليمان الحكومه فى التباعد الإجتماعى ، والحذر الشديد من الإقتراب بين الأشخاص حتى فى الأحاديث الخاصه .
هذا الخطاب خطاب مجرم بحق ، ومن المستحيل تطبيقه حتى ولو تم تخصيص أكثر من مكان بل ومن المستحيل تنفيذ هذه المهمه التى أعتبرها مهمه كارثيه فى ظل تلك الإمكانات المحدوده ، وقلة الأطباء ، ولو إفترضنا مثلا أنه سيتم تحرير هذه الشهاده المجرمه أيضا لن يتمكن أى طبيب من تحرير أكثر من 50 شهاده فى اليوم فى مواعيد العمل الرسميه الأمر الذى يتطلب معه لوقت يصل حتى منتصف العام الدراسى ، فى الوقت الذى لايمكن معه بأى حال من الأحوال قبول الطلاب بعد شهر من الآن بل قد يكون أقل من ذلك بكثير نظرا لأن هذا القبول مرتبط بعدد محدد من الطلاب ألزمتهم به مديرية التربيه والتعليم للحفاظ على كثافة الفصول خاصة بالنسبه للمدارس الخاصه التى من الممكن أن يستوفوه فى أيام قليله .
لست ضد مبدأ الكشف الطبى ، بل إننى أحترم هذا الإجراء لأنه أحد الآليات التى تضعها الدوله للتأكيد على صحة أبنائنا من الطلاب لكننى ضد التوقيت والآليه التى وضعت وساهمت فى تكريس الزحام وستخلف كارثه لا محاله واقعه إذا تم التمسك بتطبيقها فى ظل وباء الكورونا ، لذا وبمنتهى الإحترام يتعين على وزيرة الصحه الدكتوره هاله زايد محاسبة هؤلاء التابعين لها ووقف هذه المهزله ، ويتعين على محافظ الغربيه الدكتور طارق رحمى ودون إبطاء إتخاذ إجراء عاجل وسريع حيال ذلك ، ويتعين عليهما معا تشكيل لجنه يتمتع من فيها بعقليه واعيه وفاهمه ومدركه لأبعاد الأمور لوضع تصور لتحقيق ذلك بعيدا عن هذا النظام الكارثى المتخلف الذى لم يحترم فيه الجهابزه الذين وضعوه عقولنا ولم يحافظ على أولادنا.