نعــم .. ذات يوم كان للحق رجال ، وللحقيقه من يصدع بها .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جلسة البرلمان المنعقده فى 18 فبراير عام 2001 شاهده على تاريخ .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلـم :
#الكاتب_الصحفى
#النائب_محمود_الشاذلى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ستظل الذكريات الطيبه تحمل تاريخا يمثل قيمه عند صانعيه .. هذا التاريخ يجب طرحه بتفاصيله لعل الغفلى ينتبهون إلى ماهم فيه من هزل ، والمغيبين يدركون أهمية وقيمة الحقيقه ، قبل أن يتوارى للخلف الكفاءات ويتقدم الصفوف الضعفاء فيكون مصير الوطن لاقدر الله إلى المجهول ، فاليكن مواقف الرجال ، وصانعى التاريخ نبراسا لأجيال وأجيال إنطلاقا مماتبقى من مبادىء . أقول ذلك بصدق وعشقا لهذا الوطن وليس لغاية فى أى أمر ، أو الزعم ببطوله زائفه ، أو تحقيق منفعه شخصيه أبتغيها لأننى أمثل جيلا على وشك مغادرة الحياه ولقاء رب كريم لذا ليس لنا طموح فى شيىء ، لكننى أتمسك بتوضيح المفاهيم بعد أن زاد الخبل ، وتحكم منهج اللامنطق الذى يروج له غوغاء ، دون إدراك أن من ليس له تاريخ لن يكون له حاضر أو مستقبل .
أطرح ماأطرحه من خلال المضابط الرسميه لمجلس الشعب التى هى دستوريا وواقعا جزء من تاريخ الوطن ، وليس إنطلاقا من عنتريه كاذبه ، أو إدعاء بطولات وهميه كما نتابع الآن بشأن كثر ، أو عبر حكاوى القهاوى ، والسهرات الحالمه ، وجلسات السمر .
ذات يوم كان فيه للحق رجال ، وزمن كان للحقيقه من يصدع بها ، وبالتحديد فى جلسة مجلس الشعب المنعقده فى 18 فبراير عام 2001 تصديت كنائب بالبرلمان بقوه لقرار رئيس الجمهوريه رقم 472 لعام 2000 ، الأمر الذى معه قال لى أحد الأصدقاء من الزملاء نواب الحزب الوطنى أنت إتجننت ، كيف لك أن تفعل ذلك ، أى والله العظيم قالوا إتجننت كيف تتصدى تحت قبة البرلمان كنائب وفدى لقرار أصدره رئيس الجمهوريه ، نعـــم رئيس الجمهوريه وليس رئيس مجلس قروى ، أو رئيس مجلس مدينه ، أو رئيس حى ، أو مخبر بشريطين ، والذى سجلته مضبطة الجلسه الثالثه والعشرين لجلسة المجلس والمرفق صورتها ، والتى كانت بشأن إتفاقية قرض بين مصر والصندوق العربى للإنماء الإقتصادى والإجتماعى ، وكان منطلق موقفى أنها تمس الكرامه المصريه .
إمتنعت عن التصويت فى هذه الجلسه وسجلت للتاريخ وبوضوح شديد لالبس فيه أن الإتفاقيه تأخذ منحنى خطير ، وأنها من أنواع الإتفاقيات أنصاف الحلول ، وإحتوى مضمونها مساسا بالكرامه المصريه ، وقلت بلا مزايده وبالحرف الواحد ” الإتفاقيه معيبه ، وإحتوت بنودها ومضمونها المساس بالكرامه المصريه ، ومن أجل ذلك فإن الواجب الوطنى يفرض على أن أمتنع عن التصويت لأننى أريد دخلا لمصر وفى نفس الوقت بشكل مقبول وشكل محترم يليق بكرامة مصر ” .
فى تصورى لو لم أفعل شيئا بالبرلمان على مدى تاريخى البرلمانى يكفينى أن لى موقف وطنى يصب فى صالح الوطن ، قلت فيه رؤيه سجلتها صفحات التاريخ ، وكانت تلك الرؤيه على ملىء من الناس ، ورصد من القامات السياسيه ، وليس فى الغرف المغلقه ، ولم أخشى إلا الله ، شاكرا رب العالمين أن جعلنى أقول كلمة حق إنتبه لها المسئولين ، وللإنصاف لم يغضبوا ، أو يتنمروا ، أو يتوعدوا رغم ماإنتاب بعض الزملاء النواب من قلق على شخصى لتهورى على حد قولهم .
رحم الله من فارق الحياه منهم ، وبارك فى الأحياء منهم الذين لم يقهروا إرادتى ولم يتركوا لأبناء الوطن عبر صفحات التاريخ صورة مؤلمه ، ومايشير إلى التردى من خلال موقف لهم هم قادرين عليه لاشك فى ذلك كان يمكن بسهوله أن يؤلم نفسى . متمنيا أن ننتبه لأهمية مثل تلك المواقف والتعاطى معها بالنسبه للأجيال القادمه وأن يأتى زمن يقول فيه معاصريه قولا للتاريخ يصب فى صالح الوطن .