بقلم : أ.د. محمد السعيد عبد المؤمن
عندما طلب إبليس من الله سبحانه أن يبقيه على قيد الحياة حتى يوم القيامة، كان يظن نفسه ذكيا، وعندما وافق الله على طلبه لم يكن إبليس يدرك أنه جنى على نفسه، حيث جعل الله عقابه يمتد من الدنيا إلى الآخرة! لم يدرك إبليس أن آدم وأبناؤه من بعده لديهم ذكاء وشيطنة أكثر مما لديه، واغتر عندما خدع آدم في الجنة وجعله يأكل من الشجرة الممنوعة عنه! إلا أن الأعداء الثلاثة (إبليس وآدم وحواء) لم يبقوا في الجنة ونزلوا إلى الأرض، حيث أدرك إبليس أن خروجه من الجنة وراءه أول ألوان العقاب!
حقيقة أن إبليس عمل على تضليل البشر بخداعهم في الدنيا، إلا أن البشر كانوا يتمتعون بعلم لم يعرفه إبليس ولا الملائكة، عندما علم الله آدم الأسماء كلها، ثم عرضها على الملائكة فلم يعرفوها، وعندما أمرهم بالسجود لآدم فسجدوا إلا إبليس بدليل أنه خلق من شيء أسمى مما خلق منه آدم، ومن ثم فهو أذكى منه، وقد أثبت ذلك عندما خدعه بالأكل من الشجرة المحرمة!
إذا كان إبليس قد خدع من لم يتبع رسل الله من البشر، إلا أن الإيمان كان للأغلبية!
في عصرنا الحاضر نرى أن معظم البشر اكتسبوا صفة الخداع من إبليس دون وفاء له، واستغلوها لمصالحهم، مستخدمين ما تعلموه من علوم لم يعرفها إبليس! ن ما يحزن إبليس ليس عدم وفاء البشر له إنما قدرتهم على التوبة والعودة للدين، وهو ما يفسد خطط إبليس!
إن أسوأ من غلبوا إبليس لصالحهم على مر العصور هم بنو إسرائيل، فكثيرا ما غضب الله عليهم وجعل منهم القردة والخنازير وعبدة الطواغيت لتفوقهم على إبلس في أذى البشر لصالحهم! إن إبليس لم يضع له خطة في حين وضع الإسرائيليون الصهاينة أكبر خطة للسيطرة على العالم بطرق كثيرة، والأمر واضح لا يحتاج إلى شواهد فالكل يرى ويسمع عن شيطنة بني إسرائيل التي تفوق إبليس، وصارت عدوى تنتشر في كثير من الدول والحكومات!
هذا هو عذاب إبليس في الدنيا فضلا عن عذاب الآخرة، والله أعلم وأعظم كيدا!(إنهم يكيدون كيدا وأكيد كيدا فمهل الكافرين أمهلهم رويدا) صدق الله العظيم.
·