اليقين راسخ بأن الله تعالى سيحمى هذا الوطن من كل مكروه وسوء .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في كل العالم .. السياسه للبناء ، والتنافس بين الأحزاب لنهضة الدول ، إلا في مصر .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلـم :
#الكاتب_الصحفى
#النائب_محمود_الشاذلى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مدين حقا بالإعتذار للوزير كمال الشاذلى رحمه الله لأننى إختلفت معه بشده وبقوه أيضا تحت قبة البرلمان ، وفى لقاءاتنا المتعدده التي إحتدمت أحيانا وتطلب معها تدخل القيمه الرفيعه الدكتور فتحى سرور رئيس مجلس الشعب لفك الإشتباك ، وذلك إعتراضا على ماقال به من أن السياسه نجاسه ، أعترف للمره المليون أنه كان على صواب وكنت أنا على خطأ ، لأنه بعد رحيله إكتشفت أنها ليست نجاسه وفقط بل أصبحت رجس من عمل الشيطان ، مرجع تلك القناعه أننى بعد كل هذه السنين التي مارست فيها السياسه تأثرا بالأجواء التي نشأت فيها صبيا من خلال التعايش مع الانتخابات البرلمانيه عبر الإنصهار في أجواء المعارك الإنتخابيه للبرلمان الذى تشرفت عائلتى بمن تحملوا مسئولية النيابه فيه عن شعبنا العظيم إنطلاقا من دائرة بلدتى بسيون الإنتخابيه قبل أن تتعرض لهذا التمزيق المكانى والحدودى ، ليصل الأمر وأكون حتى الآن آخر من نال هذا الشرف عن الدائره من أجيال العائله ، وكذلك الإتحادات الطلابيه منذ المرحله الثانويه والذى كنت فيها أحد رموز الحركة الطلابيه في تلك المرحله .
كثيرا الآن ماينتابنى هذا الشعور المؤلم بحق السياسه التي عشقتها منذ الطفوله ، لذا كثيرا أيضا ماينتابنى هاجس بات مسيطر على النفس مؤداه أنه أصبح من الأهميه الإبتعاد عنها ، أوتجنبها حيث باتت من المحرمات بعد أن طالها الهزل ، وغاص ممارسيها في أعماق الوحل ، وتعايشوا مع النفاق حتى أصبح منهج حياه ، ونبراس وجود ، ومنطلقا طبيعيا لسالكيها ، تعمق ذلك بعد رحيل أو إنزواء أساتذة السياسه وخبرائها الذين أصلوا لممارسه سياسيه تتسم بالعمق الذى لم ندركه إلا بعد إبتعادهم جميعا ، بل إنه من الواجب أن أثمن كثيرا على الدور المحترم الذى قاموا به ، أقول ذلك شهادة للتاريخ وإنطلاقا من إنصاف لله ثم للتاريخ هذا الإنصاف الذى أراه من الواجبات حتى وإن كانوا ينتمون لخندق النظام متمثلا في الحزب الوطنى ، وأنتمى لخندق المعارضه الوطنيه إنطلاقا من الوفد في زمن الشموخ ، القامات الرفيعه الدكتور فتحى سرور رئيس مجلس الشعب السابق ، والوزير كمال الشاذلى ، والوزير صفوت الشريف ، والدكتور زكريا عزمى ، والدكتور مفيد شهاب ، والدكتور على الدين هلال .
لماذا الإعتذار للوزير كمال الشاذلى ، وكانت تلك القناعه بحق الساسه الآن ، بشفافيه أقول لأننى لم أدرك أنهم رسخوا لنهج تدمير المعارضين ، وسحقهم إجتماعيا كما ألمس الآن من صغار الساسه في ربوع الوطن ، حتى تلاشى كل الساسه المحترمين عن التفاعل الحقيقى ، فإنهار الواقع السياسى برمته وتقزم ممارسيه ، وتغافل الجميع أنه فى كل الدنيا وكافة دول العالم التى تشرفت بزيارتها عضوا فى وفود برلمانيه وصحفيه ، حتى البلاد الأفريقيه السياسه للبناء ، والتنافس بين الأحزاب لنهضة الدول ، والصراع من أجل تطبيق مايراه المتصارعين أنه السبيل لتقدم الدوله ، الكارثه ، والخيبه ، والمأساه ، أنه عندنا فى مصر السياسه هى متكأ لدمير المتنافسين ، وتحطيم قدراتهم ، وسحق إرادتهم ، وأصبح الصعود لايكون إلا على أشلاء من تم تدميرهم وليس صعودا تنافسيا شريفا إستخدم فيه منهج ورؤيه للنهوض ، وآليات للقضاء على المشكلات .
مؤلم ومحزن ومخزى وعار أن أقول أنه حتى وقتا ليس بالبعيد إستخدم البعض من حوارى بعض الأحزاب ومنافقيهم بل ومتصدرى مشهدهم ، السياسه والأحزاب للكيد للمتنافسين والوشايه بهم ، وتدميرهم تدميرا ، ليعتلوا المشهد ويكونوا ملىء السمع والبصر ، بغية أن يصعدوا للمشهد منفردين بلا منازع ، دون إدارك منهم أنه صعود للهاويه يفرضه الواقع ، لذا كان من الطبيعى أن أترك لهم الساحه أنا وغيرى يرتعوا فيه كما يحبون دون أن يأذوا البشر ، ويكيدوا لهم ، ويسعدوا بتشويههم لدى الأجهزه ، والتفنن فى أذيتهم فى أرزاقهم ، وأعمالهم تجردا من أبسط قواعد الإنسانيه .
يتعين أن ينتبه الجميع جيدا أن هذا النهج اللعين وهؤلاء وحوارييهم أكبر وبال على الوطن حتى ولو تصدروا مشهده الحزبى والسياسى من خلال الأحزاب التي تدار من المكاتب المكيفه والبروباجندا وليس بالتناغم الحقيقى من الشعب ، أنهم بذلك يضرون الوطن أبلغ الضرر ، عندما لايصدرون إلا صوره سيئه عن الساسه الكرام ، أصحاب التاريخ النضالى ، ويقزمون السياسه في شخوصهم رغم إنعدام خبرتهم السياسيه وحتى الحياتيه ، لذا يجعلون كل من يحترم نفسه أن يبتعد عن مستنقع السياسه العفن ، الأمر الذى معه يحرم الوطن من خبرات الكفاءات ، وعطاء الساسه أصحاب التجارب ، مما يخلق جيلا فاقدا للرؤيه ، عديما للفهم السياسى ، يكون نتيجته وطن بلا ثوابت ، ومبادىء ، وعطاء حقيقى ، وهذا مالايتمناه كل مواطن شريف يبتغى نهضة وطننا الغالى ورفعة مصرنا الحبيبه ، والأجهزه التى تصدر كل يوم أمنا وأمانا للمواطن ، وإصرارا على حماية مقدرات الدوله من العابثين ، رغم كل ذلك فإن الثقه فى رب العالمين سبحانه بلا حدود أنه سيحمى هذا الوطن من كل مكروه وسوء .
يقينا .. أجد من الأهمية التوضيح والتأكيد على أننى أطرح ذلك إنطلاقا من عشق لهذا الوطن الغالى ، ورغبه أكيده بأن يكون أعظم الأوطان ، والتأكيد على وجود قامات سياسيه بتلك الأحزاب لكن الأجواء العامه فرضت عليها أن تمارس السياسه بالرحرحه وليس المنافسه الشريفه ، أزيد على ذلك أننى أطرح ذلك بحكم خبرة السنين ، وليس بحثا عن دور ، أو الحرص على التفاعل السياسى ، لأننى متمسكا بالإبتعاد عن هذا الواقع السياسى ممارسة ، ومشاركه ، متمسكا بوفديتى عن قناعه ، بعد أن حققت مالم يحققه أبناء جيلى من مكانه سياسيه ، وبرلمانيه ، ووظيفيه ، وترك المجال السياسى برمته بعد أن أصبحت أنتمى إلى أبناء جيل يودع المنتمين إليه الحياه ويستعد من بقى منهم مثلى للقاء رب كريم .