نحن في هذا الزمان إبتلينا بقصور في الفهم ، وتدنى في السلوك .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المذله عندما تكون أمرا حتميا ندرك أننا في بلاء عظيم .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلـم :
#الكاتب_الصحفى
#النائب_محمود_الشاذلى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نحن الآن نعيش صراعا لم يشهده الأولين ولاالآخرين ، ولاحتى الذين عاشوا في زمن لم يكن يدرك فيه الإنسان معنى للحب ، ولاقيمة للتقارب ، ولا حتى في عصر محاكم التفتيش وقهر الإنسان لأخيه الإنسان ، أو عهود الظلام التي شهدتها أوروبا ، أو التي تحدث بين المرشحين في الانتخابات أي انتخابات ، نحن في هذا الزمان إبتلينا بقصور في الفهم ، وتدنى في السلوك ، وجهالة في إدراك قيمة مضامين أن يعيش كل من بالمجتمع في موده ورحمه ، وسلام .
كثيرا مايعترينى الذهول ، ويتملكنى الإحباط مما ألمسه وأرصده عن قرب فيما يتعلق بعلاقة الناس بعضهم البعض ، ساكنى الأزقه والحوارى ، وساكنى الأحياء الراقيه والشوارع الشهيره ، الذين يقيمون في الريف والآخرين الذين يقيمون في المدن ، الذين يعيشون في بيوت بسيطه وهؤلاء الذين ينعمون بالإقامه في القصور والفيلات والعمارات الفخيمه فيما يسمى بالكمباونتات التي يقتصر الإقامه فيها على علية القوم والأغنياء والبهوات ، باتت الحياه في كل تلك المناطق والأماكن تتسم بالتفنن في المؤامرات ، وسحق الإرادات والعمل على جعل المذله أمرا حتميا يبعث البهجه والسعاده والسرور ، الأمر الذى معه نجد تناميا للمشكلات ، وماهو مرصود بالمحاكم وأقسام الشرطه خير شاهد .
المؤلم أن تلك الظاهره المرضيه لم تعد قاصره على ذوى الأفهام الضيقه ، أو الذين يعانون من ضيق في الرزق ، أو لديهم خلل طال الفكر ، وسيطر على السلوك ، بل طالت فئة المثقفين ، ومن يتولون المناصب ، ومن يبتغون الوجاهة ، بهدف إثبات الذات ، وتأكيد علو الشأن ، حتى وصل الأمر أن رأيت من يشكو منافسا له في شغل وظيفه قيادية يوشى به إنطلاقا من أنه في يوم كذا ساعة كذا شوهد وهو يعمل كذا عندما كان شابا ، ويتم إستبعاده من المنافسه ويصبح شغله الشاغل إثبات براءته ، ونسى تماما الوظيفه وطبيعتها وزهوها ، ولو كان يعرف أن منافسه إبن قريته سيدمره بهذه الصوره مافكر في التقدم لشغل تلك الوظيفه من الأساس ، وتعايش مع حاله على هذا الوضع الوظيفى .
أدرك جيدا أن الله تعالى جعل الدنيا مسرح هذا التدافع ، وهو أمر طبيعيّ في البشر لا تخلو منه أمّة ، ولا حتى جيل ، ومرجعه إمّا غيرة ومنافسة ، وإمّا رغبة في الإستحواذ والتملك طبقا للنزعه البشريه ، وأن سنة الصراع جارية حتى ولو أغلق الناس بيوتهم وإنكفؤوا على أنفسهم ، لكن لايجب أن نكون مكتوفى الأيدى لانشير إلى مواطن الخلل ، والتنبيه لكوامن الضعف البشرى ، لعلنا نتجاوز منعطفات الحياه التي قد تدفع بنا لهوه سحيقه . الوقائع كثيره ، والأحداث حبلى بالهموم ، وصراعات الحياه تتنامى ، وتعددت ميادينها ، وإنطلقت من صراع الأفكار إلى صراح من أجل الإستحواذ على مافى أيدى البشر ، والخيلاء بالمنصب ، حتى أصبح معرفة قيمة شاغلى المناصب خاصة ذات السطوه ، والغلبه ، وأصلهم الطيب ومعدنهم الأصيل ، من طريقة التعامل ، وأسلوب الخطاب ، والتعاطى بإحترام مع الأمور .
يقينا .. لاأطرح هذا الواقع المؤلم إنطلاقا من إحباط وجدانى ، أو إنهزام نفسى ، لأننى من أبناء جيل أصبحنا على مشارف الرحيل عن هذه الحياه ولقاء رب كريم ، فلاطموح لنا ولارغبه حتى في الحديث فيما يتعلق بمباهج الحياه ، أو شغل المناصب التي أنعم الله علينا بأن كنا من شاغليها ، كما أنعم رب العزه علينا أننى وأبناء جيلى لم ندرك تلك المصيبه ، لكننى منزعج أشد الإنزعاج على الأجيال القادمه في القلب منهم أولادى وأحفادى ، ولعلها محاولة للفهم ، والتفكير بصوت مسموع لعلنا نخرج بآليه تبدد تلك الظلمات ، وتعالج هذا الخلل ، وتبث الطمأنينه في نفوس الناس ، وليس المنشود أن أستحضر عصر الصحابه رضوان الله عليهم أجمعين إنما معالجة لهذا الخلل قبل أن يقضى على المكون المجتمعى ويجعلنا بلا قيمه فاقدى الهويه منعدمى الضمير .