رؤية من الواقع إنطلاقا من رصد حقيقى أتمنى أن ينتبه لمضامينها الكرام .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نعـــم .. شعرت بالخوف على وطنى الغالى لأننى ليس لى وطنا غيره أشعر فيه بالأمان .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلـم :
#الكاتب_الصحفى
#النائب_محمود_الشاذلى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من واقع الحياه أكتب ، ومن عمق المجتمع أتناغم بصدق ، إنطلاقا من محاولة للفهم وضبط القناعات ، لعل مرجع ذلك أن ماأتعايشه يجعلنى كثيرا مايتملكنى شعور غريب بالخوف على الوطن الغالى ، وأن أجد نفسى مدفوعا في إتجاه الإحباط ، عظم ذلك إدراك تصرفات غير مسئوله يصدرها بعض الأشخاص في كافة المواقع الوظيفيه ، خاصة من هم أصحاب قرار وسلطه تجعلهم يتحكمون في مصائر العباد ، قد يكون ذلك مقبولا من بعض الفئات نتيجه للجهاله ، والضعف ، وعدم الفهم ، لكن خطورته أن يكون هذا نهج أشخاص أثقلتهم الحياه فبات من الطبيعى أن يتولون مواقع وظيفيه رفيعه ، عمقها أنهم أصحاب خبرات حياتيه من المفترض أنها تؤسس لحياه تموج بالعدل والإنصاف ويكتنفها المحبه ، وآخرين مثقفين ، يشار إليهم بالبنان ، من المفترض أن درجاتهم العلميه ، ومكانتهم الوظيفيه يجعلونهم من المتواضعين لجلال الله وعظمته ، لأنهم دون غيرهم من المفترض أن يكونوا الأقرب إلى الإيمان تأثرا بما يدركونه من علم ، ومايتعايشون معه من تجارب الحياه .
عمق هذا الشعور الوجدانى المخيف متابعتى منذ أيام قدرا وعن قرب دون أن أكشف عن شخصى ، لإحدى اللجان الطبيه المنوط بها دراسة الحالات المرضيه ، وتضم صفوة الأطباء رغم حداثة السن ، تملكنى الحزن من طريقة التعامل ، وأسلوب الحديث ، ونهج الإستعلاء ، وهذا الزهو الذى سيطر على كل من فيها من أعضاء ، حتى أننى نسيت تفاصيل مرض من كنت برفقته وأخذتنى تلك التصرفات من نفسى ، حتى تملك قلبى الحسره على أجيال باتت في مهب الريح ، حتى أننى قلت إن هؤلاء وأمثالهم عندما يصلوا إلى مكانة وخبرة العالم الجليل الدكتور محمود ذكى رئيس جامعة طنطا ، والدكتور أحمد غنيم عميد طب طنطا المحترمين الرائعين من الطبيعى ألا يصافحوا أحد بل يمكن لهم ألا يتعاملوا مع البشر إلا بشفره يحددونها هم لأنفسهم ويفرضوها منهجا في التعامل مع الآخر .
يضاف إلى ذلك تلك المحاباه التي إمتدت من المواقع الوظيفيه الرفيعه القائمه على شعار إبن البيه بيه ، وإبن الشعب لامكان له بين البهوات ، إلى المحافل العلميه حتى أصبح نجاح إبن الأستاذ من الطبيعى وبتقديرممتاز حتى في الدرجات العلميه حتى ولو كان هذا له علاقة بحياة الإنسان كالأطباء حتى يرث كرسى أبيه ، الوقائع يندى لها الجبين ، وإطلاق العنان لأساتذة الجامعات دون تصويب أو كبح للجماح مردوده مزيدا من نزع الوطنيه من نفوس الشباب ، لذا كانت كلية الحقوق جامعة طنطا بقيادة الدكتور مصطفى أبوعمرو من الرائع أن تتخذ ذات يوم مايلزم في هذا الشأن عند ثبوت تعسف عضو هيئة تدريس مع الطلاب ، حتى نالت إحترام الجميع ، وأعادت الثقه في المحافل العلميه الجامعيه ، بعد أن سحقت المبدأ المتوارث القائم على إطلاق العنان لأستاذ الجامعه يتحكم في مستقبل الأجيال القادمه لأنه لاتدخل حتى ولو كان العبث على رؤوس الأشهاد ، وفى ذلك يمكن أن يقال الكثير والكثير بكليات كثيره بالوقائع وأبطالها فى كل مراحل الدراسه حتى فى إمتحانات الدكتوراه .
يقينا .. قد يدفع هذا بالبعض إلى أن يسلك مسالك تأباها النفس السويه ، ويرفضها العقل السليم ، لذا يتعين على المخلصين في هذا الوطن ، والعظماء من رموزه وراسمى سياساته ، والمسئولين الذين هم فخر وعزه لمصرنا الحبيبه وهؤلاء لاشك لهم في واقع الحياه وجود ، السماح لأى أحد كائنا من كان إستغلال معاناة الناس للدفع بهم فى هذا الإتجاه وهذا لن يتأتى إلا بالإستماع ، والإحتواء ، والمحبه ، والعدل ، والإنصاف ، والتقارب مع الجميع خاصة البسطاء من الناس الذين يخدعهم الخادعون ، والذين نختلف معهم فى الرأى إنطلاقا من رؤيه تصب فى صالح الوطن وفى إطار من الموضوعيه والإحترام والحجه والبيان ، وعدم توسيع دائرة التشكيك فى النوايا خاصه بالنسبه للساسه والكتاب حتى لايكون هناك مزيدا من الإحتقان .
هكذا يجب أن يكون نهج كل شرفاء الوطن وكل أبناء الوطن شرفاء ، قادته قبل مواطنيه ، رموزه قبل بسطائه ، جميعا لاأشك لحظه في أنهم يشاركوننى الشعور بالخوف على وطننا الغالى لأننا ليس لنا وطنا غيره نشعر فيه بالأمان ، لذا يكون من الطبيعى أن تنتابنا حاله من القلق على أهلنا ، وأسرنا ، وأبناء بلدتنا ، ولاشك يتمنى كل منا أن لو كنا منذ فتره أحدثنا حاله من المراجعه لما حدث فى الماضى بشفافيه ، وموضوعيه ، يقوم بها المعتدلين والعقلاء الذين ينتمون لخندق النظام ، والأحزاب التي تؤكد على أنها جزءا من النظام ، ومن ينتمون للمعارضه الوطنيه الشريفه والنظيفه خاصة الوفد فى زمن الشموخ ، ولم يكونوا يوما بوقا لأى نظام ، أو جزءا من حزب السلطه ، ومشهود لهم بالإعتدال فكرا وسلوكا حتى يتقبلها الجميع خاصة الشباب ، ويدرك الناس كل الناس ، خطورة ماقد يخدعهم به البعض تأثرا بشعارات براقه هى فى الأصل هدامه ، والعبث بالوطن تحت خداع الشعارات البراقه ، والكلمات المعسوله . فهل نستطيع تحقيق تلك الغايات النبيله .. أتمنى .