صرخات الثكلى من النساء ، وتفحم الأطفال ، وأحوال المرضى يحركون أعماق الضمير .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عكاشه وغنيم والتطاوى والبهنسى ومحمد سمير تاج على رؤوس المصريين .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لم تعد المقابر سبيلا للعظه ، والإنتباه لحقيقة الموت ، ويبقى المرض ملاذا .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلـم :
#الكاتب_الصحفى
#النائب_محمود_الشاذلى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لعلها فرصه اليوم الجمعه أن أخطف نفسى من واقعنا الأليم الذى فيه شغلتنا الحياه ، عن أوجاع البشر . ذات يوم تمزق قلبى حتى إستشعرت أنه يكاد يخرج من بين ضلوعى ومعه أحشائى ، وذلك تأثرا بمناشدة أحد الكرام من أصحاب المكانه الرفيعه بالمجتمع رب العالمين سبحانه وهو فى حالة ثبات ، حيث إستشعرت الكلمات وهى تخرج من أعماقه داعيا ومتوسلا أن يشفى إبنته التى وقع بها الأسانسير قائلا ” بأشحتها منك يارب ” ، وكدت أبكى لولا نظرات صديقى الدكتور حسن التطاوى المدير التنفيذى لمستشفيات جامعة طنطا بثت فى نفسى الإطمئنان .
تعايشت مع هذا الشعور الأبوى والإنسانى النبيل الذى زلزل كيانى فبات يحرك وجدانى لسرعة التحرك لنجدة مريض مستغيث ، حتى وإن تملكنى الخجل وأنا أزعج الرائعين بحق الدكتور كمال عكاشه نائب رئيس جامعة طنطا ، والدكتور أحمد غنيم عميد طب طنطا ، والدكتور حسن التطاوى ، والدكتور محمد سمير ، والدكتور عبدالحميد البهنسى ، وكل عظماء الطب بجامعة طنطا ويقينى أنهم لو لم يفعلوا أي شيىء في حياتهم غير نجدة المريض سيكون مستقرهم جنة رب العالمين سبحانه فياسعادتهم في الدنيا والآخره ، متمنيا أن أرى قادة وأطباء الصحه بالغربيه أن يصلوا إلى هذا المستوى الإنسانى الذى يتناغم مع النفس ويتاجر مع الله ، تعاظم ذلك كله وأنا أتابع يوميا مايحدث لإخواننا بغزه رمز العزه من صرخات الثكلى من النساء ، وبكاء الأطفال وهلع الرجال لنجدة الضحايا ، أجواء لايتحملها إلا العظماء من البشر ، ولايتعايشها إلى أصحاب القلوب النظيفه ، الذين ينشدون الخير ، ويتمسكون بالعزه ، وتغوص في أعماقهم الكرامه حتى باتت من مكونات شخصيتهم .
لم تعد المقابر سبيلا للعظه ، والإنتباه لحقيقة الموت ، مرجع ذلك تلك الحياه التي شغلتنا عن واقعنا ، لكن الله تعالى ولحكمه جعل من المرض منطلقا للعبره وسبيلا للعظه حتى لايتجبر القوى على الضعيف ، ولايسحق الغنى الفقير ، ولتعميق هذا المفهوم الإنسانى النبيل دائما ماأقترب من أسيادى من المرضى الذين وهبت نفسى في خدمتهم لله وفى الله داعيا الله تعالى رب العالمين أن يتقبل وأن يجعل ذلك خالصا لوجهه الكريم ، هؤلاء دائما ماأأنس بهم ، ويأنسون بى خاصة عندما أطيل الجلوس معهم فى المستشفيات إنتظارا لطبيب ، أتعلم منهم كثيرا ، وتنتابنى حالة من الزهد ، خاصة عندما أدرك كيف أن الحياه تقزمت أمامهم جميعا وأصبحوا من الزاهدين عن حق وصدق ، حتى باتت أمانى أحدهم أن يدخل الحمام بلا مساعده ، متنازلين عن طموحهم الذى ظل البعض منهم يحلم بتحقيقه وأصبح أمله فى الحياه أن يتعافى ليدبر شئون أولاده ، وآخرين من هؤلاء المرضى الأكارم الأحباب أسيادى لايريدون إلا الستر ، ولايطلبون رفاهيه العيش إنما يتمنون تدبير فرصة عمل للبعض من أبنائهم تعوض معاشه الذى لم يعد يكفى طفل صغير ، ولايفى بمتطلبات علاجه ونفقات زواج بناته ، ولايستطيع من خلاله مواجهة أقل القليل من متطلبات حياته المعيشيه .
هذا حديث القلب إنطلاقا من واقع الحياه فالننتبه ، ولنعظم جبر الخاطر ويحتضن بعضا بعضا ، ونتوقف عن المشاحنات والبغضاء ، ونفعل الخير لعل الله تعالى أن ينظر إلينا برحماته ، وينعم علينا بالسكينه والراحه ، ويتقبلنا في الصالحين فالنعظم جبر الخاطر لدى أصحاب الحاجات حتى نجد من يسخره رب العالمين سبحانه ليجبر بخاطرنا ، ولينتبه أصحاب المناصب الكرام منهم قبل الظالمين أننا جميعا إلى زوال ولن يرافقنا إلا عملنا الصالح .