غزه تستصرخ ضمير العالم ومابقى بداخلنا من إنسانيه لكن لاحراك .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فالننتبه ، ولنعظم جبر الخاطر ويحتضن بعضنا بعضا فنحن جميعا إلى زوال .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلـم :
#الكاتب_الصحفى
#النائب_محمود_الشاذلى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اليوم الجمعه .. في هذا اليوم الطيب من أيام الله تعالى يتعين أن نستحضر الإنسانيه المفتقده بداخلنا ، والقيم التي تلاشت من واقعنا ، والموضوعيه التي باتت في خبر كان ، ونقول بأعلى الصوت إلى الدرجه التي يمكن معها أن يسمع الأصم ، أنه مأساه مايحدث في غزه ، تتعاظم المأساه لأن تلك المجازر تحدث على مرآى ومسمع من العالم كله ، شرقه وغربه ، شماله وجنوبه بلا حراك ، وهذا يرسخ الإقرار بالعجز ، والإنهزام ، والتردى ، ويبقى لاملجأ من الله تعالى إلا إليه ، مالك الملك والملكوت ، مقلب القوب والأبصار .. القلب يتمزق كل يوم حسرة على غزه ، وماتشهده من مذابح الصهاينه ، وهذا الصمت الدولى والعربى حيالها ، اللهم إلا ترسيخ الشجب والإستنكار والإدانه ، حتى هانت الحياه تأثرا بما حدث للنساء والأطفال من مذابح ، مات كل شيىء بداخلى حتى إستشعرت أننى لم أعد أستشعر أننى إنسان .
أحيانا كثيره أدرك أننى فى مرحله فارقه فى حياتى بعد إخضاع كل شيىء لمراجعات دقيقه ، بعد أن تغيرت أمور كثيره فى الحياه ، وتبدلت بفعل واقع الحال ، ومرور السنوات ، وتغير أحوال البشر ، ورحيل أجيال عظام ، وقدوم أجيال جلهم مسخا بلا قيمه ، حتى أنه باتت النفس تهتز من تصرفات الناس ، ويتملكها الأوجاع عندما أجد نظرات إستغراب من كثر عند التمسك بالمبادىء ، أو طرح الثوابت ، حتى أننى كثيرا ماأسأل نفسى أى مجتمع هذا يمكن فيه للإنسان أن يكون صاحب كلمه ، وحجه ، ومنطق ، ورؤيه ، والناس فى تيه .
أحبابى .. فى لحظات المرض ، أو التعايش مع المحن تنتاب الإنسان حاله من المراجعه لكافة أموره ومواقفه وأمور الناس ، والتأمل فى أحوال البشر ، هكذا ألمسه عند أصحاب الضمائر الحياه ، خاصة البسطاء من أهالينا الطيبين ، وأدركه عند أصحاب النفوس الطيبه ، الصادقون فى مشاعرهم ، المحافظون على الموده والرحمه مع من حولهم ، الذين يبذلون عطاءا تتعجب منه النفس .
حبيب لدى أصيب بدور برد شغل كل كيانى ، وإستحوذ على أحوالى ، وقلب موازين إهتماماتى ، تحسن منه بفضل الله تعالى ، وآخرين بين مستشفى الفرنساوى الجامعى بطنطا ، ومستشفى المنشاوى ، ومعهد الأورام وحتى مستشفى بلدتى بسيون جميعا فى وقت واحد ولكل حكايته وظروفه ، وأحواله ، جميعا حامدين شاكرين رب العالمين راضين بقضائه عز وجل طالبين رحمته ، وأن يمن عليهم بالشفاء العاجل ، وآخرين من البشر تعج بهم مراكز الشرطه ، ويلجأون للجلسات العرفيه بحثا عن مخرج لمشاكلهم بعد أن إستنفذوا كل مراحل الشكاوى بالشرطه ولدى المسئولين ، وقبل كل ذلك الذهول مما يحدث من مذابح بغزة كشف العوار البشرى .