كتب: أحمد تركي
تجسيدا لعلاقات التعاون التي نسجتها سلطنة عُمان مع دول الخليج في شتى مجالات العمل المشترك؛ من أجل دعم مسيرة مجلس التعاون الخليجي، ثمة اقتراح مشروع إنشاء قطار استراتيجي لشحن البضائع، يربط المنطقة الوسطى في السعودية بمحافظة الوسطى في عُمان، خاصةً وأن “الرياض” في الزمن الغابر كان لديها خط تجاري بري شهير يربطها بعُمان.
وهذا القطار المقترح ينطلق من العاصمة السعودية مدينة الرياض -متجهاً بشكل مباشر- إلى ميناء الدقم بسلطنة عُمان؛ موازٍ لطريق السعودية-عُمان الدولي، ويستهدف ربط بحر الخليج العربي والبحر الأحمر في السعودية، ببحر العرب والمحيط الهندي في عُمان، من خلال قطار الرياض-الدمام القائم، وقطار الرياض-جدة المستقبلي، وفي المستقبل عبر قطار الرياض-الشمال القائم بالبحر المتوسط وأوروبا. ليغدوا واحد من أهم وأضخم مشاريع السكك الحديدية واللوجستية على نطاق الشرق الأوسط والعالم.
لاشك في أن هذا الخط المقترح سيصبح في غاية الأهمية الاستراتيجية لإقليم الشرق الأوسط، والاقتصاد العالمي، والتجارة الدولية العابرة بين القارات الثلاث (آسيا، أوروبا، أفريقيا)، مما سيجلب مكاسب اقتصادية وسياسية وجيوسياسية عظيمة ومستديمة لاحصر لها للسعودية وسلطنة عمان سوياً.
إذ تهدف وترغب سلطنة عُمان إلى أن يكون “ميناء الدقم” أحد أكبر الموانئ البحرية وبوابة تجارية عالمية لمنطقة الشرق الأوسط، وهو ميناء بحري متعدد الأغراض وعميق وقادر على إستقبال جميع أنواع السفن. ويمتاز الميناء بالقرب من خطوط الملاحة العالمية وأسواق واقتصادات كبرى، ويتميز خليجياً بموقعه الجغرافي المطل على بحر العرب و المحيط الهندي -أي خارج مضيقا هرمز وباب المندب-، مما يجعله من أكثر الموانئ البحرية التي يسهل الوصول إليها في شبه الجزيرة العربية، وأكثرها أماناً، وعلاوة على ذلك يقع هذا الميناء بمنطقة اقتصادية خاصة متكاملة تعد إحدى أكبر المشاريع الاقتصادية الإستراتيجية في المنطقة.
وسيعمل هذا المسار المقترح على تقوية التعاون والتفاهم والشراكة والعلاقات الثنائية والمصالح المشتركةفي ملفات عديدة.