كتبت: إيمان عوني مقلد
وافق مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أمس الإثنين على طلب الدول الإفريقية عقد جلسة طارئة لمناقشة العنصرية والعنف الذي تمارسه الشرطة، هذا الأسبوع بعد الاضطرابات التي شهدتها الولايات المتحدة وغيرها إثر وفاة جورج فلويد. ومع استئناف الدورة الثالثة والأربعين لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، بعد تعليقها في مارس بسبب فيروس كورونا المستجد، اقترحت رئيسة المجلس إليزابيث تيشي-فيسبيرغر عقد جلسة النقاش يوم غد الأربعاء الساعة 15:00 بتوقيت جنيف «13:00 بتوقيت جرينتش».
وقالت: «لا أرى أي اعتراضات. لذا تم اتّخاذ القرار». وهذه المرّة الخامسة في تاريخ المجلس التي يتم الاتفاق فيها على عقد «جلسة نقاش عاجلة»، وهي جلسة خاصة يتم الاتفاق عليها خلال جلسة عادية للمجلس. ويذكر أن مندوب بوركينا فاسو لدى الأمم المتحدة في جنيف ديودوني ديزيريه سوغوري بعث يوم الجمعة رسالة إلى تيشي-فيسبيرغر باسم دول إفريقيا الـ54 تدعو إلى عقد جلسة نقاش عاجلة بشأن «انتهاكات حقوق الإنسان المبنية على أسس عنصرية، ووحشية الشرطة بحق المتحدرين من أصول إفريقية والعنف ضد المتظاهرين السلميين الداعين إلى وقف هذه الممارسات غير المنصفة».
وجاءت الدعوة بعدما ناشدت عائلة فلويد، إلى جانب عائلات غيره من ضحايا عنف الشرطة وأكثر من 600 منظمة غير حكومية المجلس للتعاطي بشكل عاجل مع مسألة العنصرية الممنهجة والحصانة التي تحظى بها الشرطة، على حد قولها، في الولايات المتحدة. وأشارت رسالة الجمعة إلى قضية جورج فلويد، الأمريكي من أصول إفريقية البالغ 46 والذي توفي أثناء توقيفه من قبل الشرطة في مينيابوليس في الولايات المتحدة بتاريخ 25 مايو بعدما جثا شرطي أبيض البشرة بركبته على عنقه نحو تسع دقائق. وتم توجيه تهمة القتل للشرطي.
وأثارت وفاته التي تم تسجيلها بالفيديو احتجاجات واسعة في أنحاء الولايات المتحدة والعالم بينما رأى مندوب بوركينا فاسو أن الحادثة «للأسف لم تكن منعزلة». وقال سوغوري أمام المجلس أمس الإثنين «واجه الكثير من المتحدرين من أصول إفريقية المصير ذاته بسبب أصلهم وعنف الشرطة».
وبينما دعت رسالة الجمعة إلى مناقشة العنصرية حول العالم، إلا أنّها ركّزت خصوصا على الوضع في الولايات المتحدة. وقالت إن «الاحتجاجات التي يشهدها العالم تشكّل رفضا لعدم المساواة العنصرية الجوهرية والتمييز اللذين يشكلان السمة الأبرز في حياة السود وآخرين من غير البيض في الولايات المتحدة».
وشدد سوغوري أمام أعضاء مجلس حقوق الإنسان الـ47 على أنه «بعد الاستياء العام الذي تم الإجماع عليه جرّاء هذا الوضع، سيكون من غير المعقول عدم تعامل مجلس حقوق الإنسان مع المسألة». وكان من المتوقع أن تتحدّث عدة دول عن قضية وفاة فلويد والقلق بشأن عنف الشرطة والعنصرية في الولايات المتحدة لدى استئناف دورة المجلس الـ43 حتى من دون جلسة مخصصة للملف.
لكن بما أن المهلة النهائية لاقتراح قرارات جديدة لهذه الدورة انقضت في مارس، توفر الجلسة الاستثنائية الفرصة الوحيدة لاقتراح قرار جديد لاتّخاذ خطوات ملموسة. وعقدت أول جلسة عاجلة في تاريخ المجلس عام 2010 لمناقشة الغارة الإسرائيلية الدامية على أسطول كان يحمل مساعدات إلى غزة. كما جرت جلسات نقاش عاجلة في سنوات 2013 و2014 و2018 تطرقت إلى الوضع في سوريا.