ايمان صلاح الشناوي
اختتمت مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان الاثنين 25 سبتمبر 2023، المرحلة الثانية من برنامجها التدريبي “آليات التنمية المستدامة ودور الشباب في تحقيقها” المنعقد في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، وذلك خلال الفترة ما بين 16-25 سبتمبر 2023، وضم التدريب مجموعة من الشباب المهتمين بمجال التنمية المستدامة من 13 دولة آسيوية وأفريقية وأوروبية.
واستهدف التدريب رفع قدرات ومهارات الشباب المشارك حول الآليات المعنية بالتنمية المستدامة وتعزيز انخراطهم في تلك الآليات، بالإضافة إلى التدريب على كيفية صياغة الاستراتيجيات التنموية التي تساهم في تسريع وتحفيز عمل أجندة التنمية المستدامة 2030 على المدى القريب والمتوسط.
وخلال المرحلة الأولى من التدريب، قامت بعثة ماعت بتنفيذ تدريب بالمعايشة لحضور فعاليات أيام عطلة أعمال التنمية المستدامة وقمة التنمية المستدامة، واللتان عُقدتا بين 16 -19 سبتمبر 2023 داخل مقر الأمم المتحدة في نيويورك، عُقد خلالها مجموعة من الفعاليات والاجتماعات مع خبراء أمميين وعدد من البعثات الدبلوماسية المشاركة. فيما تضمنت المرحلة الثانية تدريب على كيفية صياغة الاستراتيجيات التنموية التي تساهم في معالجة التحديات والعراقيل، التي يواجهها العالم حالياً بخصوص أجندة التنمية المستدامة العالمية.
وخرجت مجموعات العمل التي استمرت على مدار 10 أيام، بثلاث أستراتيجيات تعالج بعض التحديات التنموية على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والبيئة. حيث جاءت الاستراتيجية الأولى عن “سُبل مكافحة تلوث مياه البحار والمحيطات” وعلاقتها بالهدف 14 المعني بالحياة تحت البحر، في حين جاءت الاستراتيجية الثانية حول “مكافحة ظاهرة تسليع النساء”، والتي عالجت ظاهرة التسليع وتأثير هذا على الاقتصاد في العديد من الدول النامية وتم ربطها بالهدف 5 من أجندة 2030 الخاص بتعزيز المساواة بين الجنسين. فيما جاءت الاستراتيجية الثالثة حول “تقليل الفجوة في الأجور بين النساء والرجال”، وذلك من خلال معالجة ثلاثة أهداف؛ وهي الهدف 5 المعني بالمساواة بين الجنسين، والهدف 8 المعني بالعمل اللائق، والهدف 11 المعني بالحد من عدم المساواة.
وفي هذا الإطار، صرح أيمن عقيل؛ الخبير الحقوقي الدولي ورئيس مؤسسة ماعت، أن الاستراتيجيات تتماشى مع الإعلان السياسي الصادر عن قمة التنمية المستدامة لعام 2023، مؤكدًا على أهمية تسليط الضوء على رؤية الشباب في رسم وتنفيذ الخطط التنموية وضمان التنفيذ الفعال لمختلف المخططات الحكومية الطموحة للتنمية المستدامة.
وذكر “عقيل” أن هناك ضرورة لاستمرار الدفع بالشباب للعمل ضمن الآليات الدولية للتنمية المستدامة، ورفع قدراتهم سواء من خلال تنسيق تدريبات بالمعايشة ومحاكاة حقيقة داخل مقر الأمم المتحدة، أو من خلال تدريبات بناء ورفع القدرات والمهارات حول صياغة الاستراتيجيات التنموية ورفع القدرات التحليلية حول رؤية المشاكل التنموية في البيئة المحيطة وسبل حلها.
وفي السياق ذاته، ذكرت بسنت عصام الدين؛ مدير وحدة التنمية المستدامة بمؤسسة ماعت، أن التدريب قد خرج بعدد من التوصيات المباشرة من الشباب أنفسهم، انطلاقاً من التحديات التي تواجهها دول العالم في سبيل تعزيز دور الشباب على مستوى الآليات الدولية والإقليمية والوطنية للتنمية المستدامة. وكان من أبرز تلك التوصيات هو ضرورة دمج رؤية الشباب في عمليات الاستعراض الوطني التي تقوم بها الدول داخل الآليات الدولية المعنية بالتنمية المستدامة.
الجدير بالذكر، أن أعمال بعثة ماعت لا تزال تستكمل عدد من الاجتماعات والأنشطة مع مجموعة من مراكز الفكر وخبراء أمميين وعدد من الجامعات والمعاهد الأكاديمية وأعضاء الكونجرس الأمريكي، بالإضافة إلى عدد من البعثات الدبلوماسية.