كتبت : مها السحمراني
موجات النزوح تجدّدت ومداهمات للجيش
ملف النازحين مفتوح على شتى الاحتمالات، مع تزايد موجات النزوح خلال اليومين الماضيين عبر منطقة وادي خالد، وبادارة شبكات لبنانية – سورية يصل عددها الى اكثر من 300 شبكة، يتزعمها نافذون على حدود البلدين، مع تأكيدات للاجهزة الامنية المحلية والفلسطينية والعربية، عن دخول احد امراء «داعش» الى لبنان في الاسابيع الماضية مع عدد من مرافقيه، واستقر في مخيمات النازحين في البقاع، بالاضافة الى دخول ارهابيين تابعين لابي محمد الجولاني من الرقة ودير الزور، مزودين بالاحزمة الناسفة ويملكون كفاءة عالية بالقتال، ودخل بعضهم الى المخيمات الفلسطينية.
وقد نفذ الجيش اللبناني مداهمات واسعة في مخيمات النازحين السوريين في البقاع وطرابلس، وواصل دورياته على الحدود، واعتقل العديد منهم والذين اعترفوا ان وجهتهم اوروبا.
وفي معلومات مؤكدة، ان اعداد موجات النزوح الاخيرة فاق كل التوقعات، حسب التقارير التي رفعها رؤساء البلديات الى الاجهزة المختصة، وسجلوا فيها دخول نازحين جدد الى كل البلدات والقرى، مما زاد من الاعباء الاجتماعية، مع قلق حقيقي وجدي من ارتفاع معدلات الجريمة، والمشاكل بين اللبنانيين والسوريين في كل المناطق والقرى.
وهذا الواقع يلقي بعاتق المعالجة على كاهل الأجهزة الأمنية، التي تضع ثقلها لسد التقصير السياسي في هذا الملف، بضبط المعابر وملاحقة المهربين، مع ما يترتب على العملية من استنزاف لقدرات العسكريين. فالمهربون اكتسبوا خبرة ومهارات في عمليات التهريب عبر الطرق الوعرة ، كما ان التطور الخطير في الموجة الأخيرة من النازحين، تتمثل بنسبة الشباب من الداخلين الى الأراضي اللبنانية من الفئة الشبابية التي يمكنها حمل السلاح، مما يطرح مخاوف معينة، ويفتح الباب على واقع خطير جدا في المستقبل، مع احتمال خروج الوضع مع الوقت عن السيطرة مع ازدياد الوافدين الجدد، وعدم قدرة الجيش من السيطرة على كامل الحدود والمعابر غير الشرعية، وعدم وجود غطاء سياسي كامل للتعامل بحزم مع الأزمة.
واكدت المصادر ان الأجهزة الامنية تلقي القبض على المهربين وتوقف النازحين غير الشرعيين لاعادتهم الى بلادهم، لكن الأمر يحتاج الى اقترانه بالحل سياسي أولا، والتنسيق مع الدولة السورية والأمم المتحدة ثانيا لعدم تسهيل أمور النازحين ومنع المساعدات المالية عنهم، فالنزوح دخل منحى صعبا ومعقدا، ولبنان لم يعد يحتمل كما قال قائد الجيش وكل لبناني مسؤول حيال الخطر الذي يواجهه لبنان اليوم.