كتبت : إيمان عوني مقلد
تجمع مناهضون للعنصرية مرة أخرى في بريطانيا أمس ووقعت مشاجرات في لندن كان طرفها الآخر مناهضين للاحتجاجات نزلوا إلى الشوارع لحماية تماثيل مستهدفة بسبب التاريخ الاستعماري لأصحابها.
وغطت السلطات تماثيل شخصيات تاريخية من بينها تمثال ونستون تشرشل رئيس وزراء بريطانيا خلال الحرب العالمية الثانية الذي يصفه محتجون بأنه كاره للأجانب بالألواح الخشبية في محاولة لمنع حدوث اضطرابات عنيفة بسببها.
وفي ميدان الطرف الآخر في لندن فصلت الشرطة بين مجموعتين تضم كل منهما نحو 100 متظاهر تهتف إحداهما «حياة السود مهمة». وتدافعت بعض المجموعات وألقت الزجاجات وعلب الصفيح الصغيرة (كانز) كما أطلقت الألعاب النارية واصطفت الشرطة بالكلاب والخيول.
ويجري تنظيم مظاهرات في أنحاء العالم المختلفة بسبب موت الأمريكي الأسود الأعزل جورج فلويد في مدينة منيابوليس بعد أن جثا شرطي أبيض بركبته على رقبته مدة تسع دقائق تقريبا.
وتحتدم مناقشات في بريطانيا حول تماثيل لأشخاص كانوا ضالعين في الماضي الاستعماري للبلاد خاصة بعد إسقاط تمثال تاجر الرقيق إدوارد كولستون وإلقائه في ميناء بريستول في مطلع الأسبوع الماضي.
وقبل أيام تعرض تمثال تشرشل الموجود خارج مبنى البرلمان للرش بطلاء وكتابة عبارات ورسوم بعد مظاهرة اتسمت بالسلمية.
وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إن «من السخيف والمخزي» أن يتعرض تمثال تشرشل لمحاولة الهجوم.
وكتب قائلا «نعم كان يعبّر في بعض الأحيان عن آراء غير مقبولة لدينا اليوم لكنه كان بطلا ويستحق تماما هذا النصب التذكاري».
وفي عدة مدن في أرجاء أستراليا تظاهر آلاف الأشخاص أمس دعما لقيم المساواة العرقية رغم التحذيرات الرسمية من أن المظاهرات قد تقوّض نجاح البلاد في كبح فيروس كورونا المستجدّ.
وجرت أكبر مظاهرة في عاصمة غرب أستراليا بيرث حيث تجمع عدة آلاف من الأشخاص في متنزه، رافعين علامات «حياة السود تهمّ» وملوحين بأعلام السكان الأصليين.
نُظمت احتجاجات أصغر من أجل حقوق السكان الأصليين في داروين، عاصمة الإقليم الشمالي، وبلدات في كوينزلاند المجاورة، وهما منطقتان تضمان العديد من مجتمعات السكان الأصليين.
وقال أحد المتظاهرين لمذيع محطة «ايه بس سي» الحكومية في مسيرة داروين «نحن هنا لدعم مستقبلنا كشعوب أصلية والسير ضد المظالم… التي تحدث لشعبنا مع أكثر من 400 حالة وفاة للسود أثناء احتجازهم».
وفي مدن أخرى في جنوب شرق آسيا، تجمع المئات في متنزه تايبيه في تايلاند مع لافتات تحمل شعارات مثل «هذه حركة وليست لحظة».
وركع المشاركون على ركبة واحدة حدادا على السود الذين قتلوا على يد الشرطة في الولايات المتحدة وعقدوا ثماني دقائق من الصمت لتأبين فلويد.
وسار العشرات أيضا في طوكيو تحت المطر لرفع الوعي بشأن التمييز العنصري.