الخدمه العامه بين المفاهيم المغلوطه ، والحقيقه الغائبه ، والمتاجره مع الله .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلـم :
#الكاتب_الصحفى
#النائب_محـمود_الشاذلـى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بوضوح تقديم العطايا فى الخفاء شأن مجتمعى له علاقه بعمل الخير فقط بالنسبه للأشخاص المقتدرين ميسورى الحال الذين لاعلاقة لهم بالتفاعل المجتمعى مع الناس ، أو لهم أى نشاط سياسى من خلال خوض الإنتخابات ، أو عضوية الأحزاب السياسيه ، وهؤلاء ينطبق عليهم الحديث الشريف بالنسبه للسبعه الذين يظلهم الله بظله يوم لاظل إلا ظله ، و رجل تصدق بصدقة فأخفاها ، حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ، وكذلك تقديم الخدمات فى الخفاء خاصة كانت أو عامه قد يكون لجانب منه شأن الجمعيات الخيريه الذى يتولى أمرها أهل الخير ، خاصة فيما يتعلق بتقديم المساعدات الماليه أو العينيه أو المرضيه ، أو الإجتماعيه كالمساهمه فى تجهيز العرائس الفقيرات ، وإنقاذ الغريمات ، لأن كل تلك الخدمات تنطلق من بعد إجتماعى يقوم على التبرعات من أهل الخير ، وهذه الجمعيات ليس وجودها فى المجال الخدمى مرتبط بتقييم الناس ، أو رغبتهم فى معرفة حجم الإنجاز ، ولاتخضع لمحاسبتهم على أى تقصير ، ولاينتظرون أن يتلقوا الشكر من أى أحد لما يقدمونه من عطاء ، إنما يحكمهم قانون وقرارات منظمه ، ويخضعون لمراقبة إدارة الجمعيات الأهليه بوزارة التضامن حتى فيما يتعلق بالمستشفيات التابعه لهم .
أما فيما يتعلق بأمر الإفصاح عن أى جهد يتم ، أو خدمه تقدم ، أو مصلحه هى منفعه عامه ، من الواجبات الضروريه التى يستلزم أن يتبعها شكر وتقدير لكل مسئول صاحب قرار فى هذا العطاء وهذا مبدأ دينى لاشك فى ذلك تجسد فى الآيه السابعه من سورة إبراهيم فى قوله تعالى ” لَئِن شَكَرۡتُمۡ لَأَزِيدَنَّكُمۡۖ ” ورب العزه سبحانه وتعالى ليس فى حاجه لشكرنا فنحن عبيده ناصيتنا بيده ، لكنه سبحانه وتعالى أراد أن يعلمنا فضيلة الشكر ، لذا كان من الطبيعى أن يكون هذا الشكر محفزا لغيرهم من المسئولين فيتعاظم العطاء ، كما أن هذا الإفصاح ضرورة حتميه بالنسبه لعضو البرلمان يقدمها لمن منحوه الثقه لأنه منوط به تقديم كشف حساب عما قدمه فى فترة مسئولياته النيابيه ، وقبل بداية الإنتخابات البرلمانيه اللاحقه بها ، بل عليه إحاطتهم علما بنشاطه فى هذا المجال أولا بأول وهذا حقهم ليتأكدوا أنهم منحوه ثقتهم عن حق ، وإن لم يفعل ذلك من الطبيعى أن يتهم بالتقصير ، بل قد يفقد شعبيته ، أمابالنسبة للخدمات العامه عليه أن يوضح دوره تباعا إن كان له دور خاصة فيما يحصل عليه من ميزانيه إضافيه من وزارة التخطيط بالنسبه لمشروع بعينه غير مدرج فى سجلات الحكومه ، لأن جانبا كبيرا من هذه المشروعات تكون مدرجه فى ميزانية الحكومه خاصة فيما يتعلق بمشروعات الصرف الصحى ، ومياه الشرب ، والرصف ، وتوصيل الغاز للمنازل ، أضيف إليه أخيرا حياة كريمه التى نقلت قرى مصر التى تم تنفيذ هذا البرنامج فيها نقله حضاريه .
وبالنسبه للنواب السابقين ، والشخصيات العامه فى القلب منهم المنتمين للأحزاب السياسيه فإن الإعلان عما يقدمونه من خدمات شخصيه أو عامه أمر حتمى حتى لاتتعرض تلك الخدمات للسطو من أى أحد ، بالإضافه إلى توضيح الدور المجتمعى ، وفى ذلك فاليتنافس المتنافسون ، بالنسبه لأعضاء الأحزاب السياسيه ، فى هذا السياق المحترم من الطرح من الطبيعى أن نجد تعاونا كاملا بين النواب الحاليين ، والسابقين ، والشخصيات العامه ، وأعضاء الأحزاب فى إنجاز أى أمر عام يعود بالنفع على أبناء بلدانهم كإقامة صرح طبى ، أو رصف طرق ، أو القضاء على مشكلات مزمنه ، المستفيد منها فى النهايه جموع الناس الأمر الذى ينتج عنه حاله من الإرتياح المجتمعى العام وهذا مانبتغيه ونرجوه .
خلاصة القول .. يتعين أن ننتبه لظاهرة خلط المفاهيم التى قد تكون أحيانا بحسن نيه ، ويكون من يقدم الخير محل نقد ، أو تم وضعه موضع ريبه ، رغم مايقدمه من عطاء يستفيد منه الناس ، ويعود بالنفع على الجميع ، لكنها الصراعات المجتمعيه والسياسيه التى يعمل من يسلك مسالكها إلى تشويه أى عطاء ، أو طمس معالم أى حقيقه ، الأمر الذى معه قد يصدر إحباطا فيقل الخير ، وينعدم العطاء ، ويكون المضرور هو كل الناس ، وهذا الوطن الغالى .