كتبت: هاجر عاطف
في إطار الدور التثقيفي الذي تقوم به وزارة الأوقاف عُقدت فعاليات اليوم الثاني من الأسبوع الثقافي بمسجد الحصري بالسادس من أكتوبر اليوم الاثنين 7/ 8/ 2023م، بعنوان: “الدروس المستفادة من قصة سيدنا إبراهيم (عليه السلام)” حاضر فيه الأستاذ الدكتور/ عبد الفتاح العواري عميد كلية أصول الدين سابقا، والدكتور/ رمضان عبد الرازق عضو اللجنة العليا للدعوة بالأزهر، وقدم له الأستاذ/ خالد الزنفلي المذيع بإذاعة القرآن الكريم، وكان فيه القارئ الشيخ/ كارم الحريري قارئًا، والمبتهل الشيخ/ زياد عادل مبتهلا، وبحضور الشيخ/ محمد حسين قاسم مدير شئون الإدارات بمديرية أوقاف الجيزة، والدكتور/ عمر محمد عبد الحكيم مدير إدارة أوقاف السادس من أكتوبر، وجمع غفير من رواد المسجد.
وفي كلمته أشار أ.د/ عبد الفتاح العواري إلى أن القرآن الكريم في حديثه عن إبراهيم عليه السلام احتل مساحة كبيرة من القرآن الكريم، فالقرآن الكريم تحدث عنه في الحديث عن أعظم رحلة عرفتها البشرية وهي رحلة الحج قال (سبحانه): “وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ”، كما أشار إلى أن حياة سيدنا إبراهيم (عليه السلام) تعلمنا أهمية الإيمان بالله (عز وجل) وتوحيده، والإخلاص الشديد لعبادته وحده، كما يظهر جليا فيها الاستسلام لأوامر الله (عز وجل)، والتوكل عليه وحده، مع السعي لتحصيل مصالح والدنيا الآخرة، والأخذ بالأسباب دوما، كما أن الخليل (عليه السلام) يضرب لنا أروع الأمثلة في التضحية العملية طاعة لله (عز وجل) واستسلاما لأمره.
وفي كلمته أكد الدكتور/ رمضان عبد الرازق أن الله (عز وجل) أمرنا بالاقتداء بإبراهيم (عليه السلام) وهذا يدلنا على مكانته ومنزلته قال(سبحانه): “قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ”، كما أشار إلى أن الحديث عن خليل الرحمن (عليه السلام) يذكرنا بصفاء سريرته (عليه السلام) قال الحق (سبحانه): “إِذْ جَاء رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ”، موضحا أن إبراهيم (عليه السلام) جاء ربه بقلب سليم في الحياة الدنيا، فالقلب السليم هو الذي لا يحمل إلا الخير والخوف والخشية من الله (عز وجل) قال (سبحانه): “الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا”، كما بين أن سيدنا إبراهيم (عليه السلام) وحياته تعد منظومة متكاملة للفضائل، وللصبر على الابتلاءات، والمجادلة بالتي هي أحسن قال (سبحانه): “إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِّلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ”، مختتما حديثه بأن أعظم درس نتعلمه من حياة خليل الرحمن حب الوطن، والدعاء له قال (سبحانه) على لسان إبراهيم (عليه السلام): “وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ”.