محمد السعيد عبد المؤمن/أستاذ الدراسات الإيرانية
قامت إيران خلال الأيام القليلة الماضية بمناورات بحرية وجوية حول جزر الخليج، وقد صرح اللواء حسين إسلامي القائد العام لجيش حراس الثورة الإسلامية بتأكيد أن الهدف من هذه المناورات إثبات أن دول الخليج قادرة على حمايته، وأنه لا حاجة لوجود قوات لأمريكا أو أوربا أو حلفائهم في الخليج بدعوى توفير الأمن فيه، وأن دول المنطقة قادرة على أن توفر الأمن والحماية فيها.
لاشك أن نجاح المناورات البحرية الإيرانية يعتبر في حد ذاته رسالة قوية اللهجة لإسرائيل وأمريكا وحلفائهما بمراجعة نشاطهم في الخليج، حيث أصبحت الإمكانيات العسكرية الإيرانية قادرة على ردع أي تدخل في هذه المنطقة، لكن تصريحات قائد جيش حراس الثورة تضمنت تلويحا بأن إيران لن تنفرد في السيطرة على أمن الخليج، بل تعتبر دول الخليج كلها شريكة في أمر تحقيق الأمن والاستقرار فيه!
من ناحية أخرى فإن تصريح قائد جيش حراس الثورة تضمن إهتمام إيران بجزر الخليج، حيث كانت مركزا للمناورات، باعتبارها نصب عين إيران، خاصة جزيرة أبوموسى الإستراتيجية، إلا أنه كان ذكيا في التلميح إلى أن دول الخليج عليها أن تشارك في هذا الاهتمام، وهو ما يعني إمكانية تواجد عربي في هذه الجزر بالتنسيق مع إيران!
رغم أن دول الخليج العربية، وخاصة دولة الإمارات، لم تعقب أو تقدم رأيها في المناورات البحرية الإيرانية، حتى كتابة هذا المقال! إلا أننا نرى أنها تنظر للأمر بعين الترقب، ولا شك أنه ستدور مباحثات بين دول الخليج العربية لتقييم هذه المناورات الإيرانية، وهو ما يتطلب بعض الوقت.
أعتقد أنه من الضروري أن تشرك دول الخليج العربية مصر في التشاور حول هذا الأمر، لأن القدرة البحرية ظهرت في المناورات الإيرانية بأسلحتها الجديدة ذات القصف الذي يمتد ستمائة كيلومترا، والصواريخ المناورة!
كما أرى أن ينتج عن هذه المشاورات دعوة لمناورات بحرية مشتركة بين إيران ودول المنطقة، تطبيقا لما أعلنه القائد العام لجيش حراس الثورة بأن دول المنطقة شريكة في حفظ أمن وإستقرار المنطقة.
ألا هل بلغت اللهم فاشهد.