رجل من جليد
بقلم/ غادة عقل
عينِي ..
تلك الثرثارةُ
أكرهُها
حين تخبرهُ عن جنوني به
حين تفشي أسراري
وما يدورُ في خلدي
فيزدادُ غروراً وتكبرا
على قلبيَ المسكين
ويعودُ للغيابِ طويلا
ويتركني انتظرُ منه مكالمةً أو حتى رسالةً
لا أيأسُ من مراقبةِ هاتفي
ذلك الهاتف الّلعين
أفَقَدَ قدرته على الرّنين؟
أهو أخرسُ لا ينطق؟
وذلك الرجل
ألا يعلم الثورة التي في أعماقي؟
إنّها حربٌ تأجّجتْ في شراييني
جيوشٌ تصولُ وتجولُ داخلي
وهو باردٌ لا يأبهُ
كأنّه رجلٌ من جليد
لا يشعرُ بتلكَ الكوارثِ
ولا يحسّ
فكيف يشعر رجل من جليد؟!
رجلٌ تجمّد به الإحساسُ
أتجمّدتْ بداخله ثورةُ الحنين
أم ماتتْ فما عادتْ تستطيعُ النّهوض
ما نوع هذا الإنسان
حتى الجليدُ يذوبُ من النّار
فلو كان جليداً لأذابتهُ نيرانُ شوقي
لكنه تجاوزَ الجليدَ جموداُ
وتفوّق عليه برودة
وانا هنا..
في قمة اشتعالي
وتوهّج إحساسي
و حرائقِ حنيني
واحتياجي إليه
يسكبني ببرود إهماله
فيُجمّد إحساسي
ويُخمد نيراني
وما يُبقى مني إلاّ الرّماد.