كتب: أحمد آدم
أطفال الشوارع كانوا يمثلون كارثة أمام “محمد على باشا الكبير” ، وأدرك الرجل أنهم ربما يكونون هم السبب الرئيسى والمباشر فى سقوط الدولة المصرية العظمى التي يحلم بها..
كانوا حوالى 300 ألف مشرد فى شوارع مصر من الإسكندرية إلى أسوان.. فاعتقلهم جميعاً فى معسكر بالصحراء بالقرب من الكلية الحربية التى أنشأها فى أسوان.. ولم يترك أحدا منهم حرا طليقا.. أولاد وبنات.. لمدة 3 سنوات.. وأمر قائد الجيش “سليمان باشا الفرنساوى” أن يأتى بأعظم المدربين الفرنسيين فى كل المهن والحرف اليدوية، كي يدربوا أولاد الشوارع.. وبعد 3 سنوات خرج لمصر أعظم الصناع المهرة فى تاريخ مصر الحديثة:
– يجيدون جميع الحرف اليدوية واللغة العربية واللغة الفرنسية.
واحتفظ محمد على باشا بالنوابغ واستعان بهم فى بناء مصر الحديثة، وعيّن أمهرهم فى النجارة رئيسا للنجارين واستعان به فى بناء أسطوله القوى الذى فتح به بلادا كتثرة.
وأرسل الباقين كخبراء للدول التى تفتقر لهذه الحرف، وأنشأ لهم موانى كي يقدروا يتواصلوا بإنتاجهم مع الدول المطلة على البحر المتوسط لصالح مصر.
أما هذا الطفل المشرد الذى أصبح رئيسا للنجارين وبانى أسطول مصر العظيم، فهو والد “عبد الله النديم” من أدباء مصر وشعرائها وزجاليها وخطيب الثورة العرابية.