العلماء والدولة!
بقلم/ د. محمد إبراهيم العشماوي
أستاذ الحديث الشريف وعلومه في جامعة الأزهر
أستاذ الحديث الشريف وعلومه في جامعة الأزهر
دأبت الجماعات المتطرفة على رسم صورة نمطية مشوهة للعلماء الذين يشغلون مناصب رسمية في الدولة، أو الذين يساندون الدولة في مواقفها وقراراتها من غير ذوي المناصب الرسمية، وإظهارهم بمظهر (علماء السلطة، وعملاء الشرطة)، تشويها لهم، وتلويثا لسمعتهم، وطعنا في دينهم، حتى ينفروا الناس منهم، فلا يسمعوا لهم، ثم لا يبقى أمامهم إلا أن يسمعوا من الجهة المقابلة، وهي علماء هذه الجماعات، إن كان فيها علماء!
وهذه خطة ماكرة، وصفقة خاسرة، ممن تجردوا من معاني الوطنية، من أصحاب النزغات الشيطانية، والحركات الإبليسية، لإفساد الدول الإسلامية، وإيقاع الفتنة بين الحكومات وبين الشعوب، بمعونة خارجية، على خلفية دينية، كما تكشفت عنه الأحداث، ولا زالت تتكشف!
فهؤلاء أولى بأن يكونوا عملاء من أولئك!
والحق أن انحياز العالم إلى الدولة لا يوجب الطعن في دينه، كما أن انحيازه إلى الدين لا يوجب الطعن في وطنيته، والعالم الموفق من وازن بين الأمرين، وجنح إلى خير الشرين، وأحلى المرين!