ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم :
#الكاتب_الصحفى
#النائب_محمود_الشاذلى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالأمس كنت فى زياره خارج أجواء مسقط رأسى بلدتى بسيون برفقة إبن صديق عزيز بحثا عن علاج له بالمنوفيه حيث كلية الطب ، تلك الزياره الطيبه حركت شجونى ، وأرجعتنى لزمن جميل أعشقه بكل تفاصيله ، ومفرداته ، لأنه وبحق زمن لايتكرر على مر الزمان ، وكذلك رفقاء العمر فيه ، فهم فخر وعزه وشرف ، وبهم تظل الهامات مرتفعه ، والأمن والأمان فى عمق الوجدان نبعا للسكينه والراحة والإطمئنان ، فما أعظم رفقة أيام الصبا ، والدراسه أبناء الأصول فى زمن تاه الإنسان فيه حتى من نفسه .
قامات ثلاثه من زملاء الدراسه هم فخر لنا بمحافظة المنوفيه ، ونماذج لأبناء جيل نادرا ما تتكرر ، يكفى للدلاله على ذلك أنه كلما وطأت قدماى مدينة شبين الكوم أشعر بالعزه ، والسعاده ، تتملكنى العزه ، وتزداد السعاده عندما يقول لى كل من أقابلهم مرحبا القادم من بلد العظماء ، ومن يعنونهم من العظماء ليس رموزنا التاريخيين ، أوبطل حرب أكتوبر الفريق سعد الدين الشاذلى ، إنما هؤلاء الثلاثه الاكارم الفضلاء من أبناء جيلى جمعتنا مدرسة ناصر الثانويه ببسيون الذى كنت فيها رئيسا لإتحاد الطلاب ، الدكتور عبدالرحمن قرمان نائب رئيس جامعة المنوفيه رحمه الله الذى كان يسبقنى فى الدراسه بالثانوى بدفعتين ، ومعالى الوزير القيمه والقامه اللواء إبراهيم أبوليمون محافظ المنوفيه دفعتى ، وقريبى ، وزميل الفصل ، والدكتور عبدالرحمن السباعى عميد طب المنوفيه الذى أسبقه بدفعه ، والثلاثه من أبناء الأصول الذين يستحقون أن نضعهم تاجا على رؤوسنا .
رحم الله أخى وصديقى وحبيبى الأستاذ الدكتور عبدالرحمن قرمان أستاذ القانون ونائب رئيس جامعة المنوفيه ، والذى كان يسبقنى فى الفرقه الدراسيه بدفعتين ، كان رحمه الله بارا بأهله الكرام ، محبا للخير ، متمسكا بفضيلة العطاء التى لايتمتع بها إلا أصحاب القلوب الطيبه ، والنفوس الأبيه ، وكان علامه مضيئه فى بلدتنا ، وعند كل من يعرفه ، فقد زرع الله محبته فى قلوب الخلق بكريم خلقه ، وطيب نفسه ، تعلمت منه رحمه الله الحكمه ، والإتزان ، وله الفضل أن خلصنى بحكمته من ٱفة الإندفاع الذى كان يلازمنى كرئيسا لإتحاد الطلاب ، وعضوا بالمكتب التنفيذى لإتحاد طلاب الجمهوريه ، وله رحمه الله فى قلبى محبه فاقت الوصف .
دائما ماأدعو بالتوفيق للحبيب الثانى القيمه والقامه معالى الوزير اللواء إبراهيم أبوليمون الذى تشرفت بأن كنا دفعه واحده ، وفى فصل واحد بمدرسة ناصر الثانويه ، وكان بيننا نموذجا متفردا حيث ظهرت عليه علامات القياده ، والإنضباط ، وكان يتمتع بكريم الخلق ، وفضيلة الإحترام ، ورجاحة العقل ، والتى هى من خصائص المؤسسه العسكريه المصريه العظيمه ، حتى أننا جميعا كنا ننظر إليه على أنه الضابط الشهم ، وتحقق ماتوقعناه ودخل كليه عسكريه ، وإلتحقت بكلية الٱداب ، وحققت حلم حياتى بالعمل فى بلاط صاحبة الجلاله الصحافه ، وتشرفت بعضوية البرلمان عن المعارضه الوطنيه الشريفه والنظيفه حيث الوفد فى زمن الشموخ ، وإلتحق باقى رفاقنا بكليات الحقوق وأصبحوا قامات قضائيه رفيعه ، والشرطه ووصل أحدهم لمنصب مساعد أول وزير الداخليه ، وكليات الطب وأصبحوا أساتذه فى كلية الطب وغيرهم كثر ، ولى أن أفخر أن رفقاء الدراسه نماذج يفخر بها كل الأجيال ببلدتنا .
يأتى معالى العميد الأستاذ الدكتور عبدالرحمن السباعى عميد طب المنوفيه والذى كنت أسبقه بدفعه ، ليتوج مسيرة جيلنا ، حيث يسجل تاريخ الأجيال عظمة أبناء مدرسة ناصر الثانويه ببسيون أنهم سطروا مجدا ، وكتبوا تاريخا بكفاحهم وإصرارهم على أن يكونوا رقما صحيحا فى المجتمع ، سعدت به كثيرا وبعلمه الوافر ، وكريم خلقه ، وطيب نفسه ، ومحبة أعضاء هيئة التدريس له وحتى الطلاب ، كنت فخورا وهو يفحص الطفل الحبيب الذى كنت برفقته ، والطبيبه المتخصصه الأستاذ بالكليه ، بالقطع لم أفهم حوارهما بالإنجليزى نظرا لأننى فلاح ، اللهم إلا أنه حديث علمى طيب يتعلق بالحاله ، لم أملك ومن معى إلا الدعوات المخلصات له بالتوفيق والسداد نموذجا مشرفا بحق .
لعله من الرائع أن الطفل الحبيب المريض الذى كنت أبحث له عن علاج ، جعلنى أنطلق لتلك الإطلاله التى كتبتها بنبضات القلب بحق كرام أفاضل ، فخر لجيل بأكمله ، وشرف لهذا الوطن ، ونماذج مشرفه كل فى مجاله ، وماالقلم إلا أداة كتابه ، وتحديد مسار الكلمات ، جميعا سنرحل وفق مقدور الله تعالى ، وسيطوينا النسيان ، لكن هؤلاء جميعا سيظل يذكرهم الأجيال بخير أحياءا وحتى عند الرحيل ، وسيظل يحكى عنهم كل من عاصروهم ، لأنهم ليسوا من الذين يمكن أن ينساهم الإنسان ، وليس أدل على ذلك من تذكر أخى العزيز الدكتور عبدالرحمن قرمان الحبيب الغالى رحمه الله الذى رحل عن دنيانا تاركا سيره عطره يستنشق عبيرها نحن وأولاده وأحفاده . بارك الله فى كرام بلدتى بسيون وحفظهم من كل مكروه وسوء .