إنتبه البنك المركزي المصري للأزمة المالية العالمية الحالية عندما أصدر تعليمات رقابية على البنوك المصرية وألزم البنوك المصرية بإعداد دليل مختصر يشمل كافة جوانب خطة التعافي ، ليتم إستخدامه من قبل مجلس إدارة البنك ، والإدارة العليا لدى الحاجة لتفعيل خطة التعافي ، وذلك لدعم عملية إتخاذ القرار من خلال مؤشرات التعافي ، وسيناريوهات الضغوط ، وخيارات التعافي وجدواها ، والإطار الزمني للتنفيذ .
منذ أزمة وباء كورونا عام 2020 ونحن نتحدث بأننا في أزمة مالية عالمية كبيرة ، وعلينا أن ننتبه ولانستخدم أي مسكنات ، لكن سرعان ما تفاقمت الأزمة في بدايات الحرب الروسية الأوكرانية ، وزادت حدة الأزمة خلال النصف الثاني لعام 2022 ، حتى تاريخه ، بظهور أزمة بنك سيليكون فالي و سيجنتشر، لذا وجب علينا أن نحلل ، ونوضح ، ونتعرف على بنك سيليكون فالي (SVB)، بنك سيليكون فالي فالي انشئ منذ اربعة عقود وكان من مميزاته البيئة التكنولوجيا السريعة ، والتي تلبي الإحتياجات المالية السريعة ، وفي ظل أزمة وباء كورونا كان البنك الأكثر إنتشاراً ، وكانت الفترة الذهبية للبنك نتيجة البيئة التكنولوجية المتميزة مما أثر على ترتيب البنك ليصبح البنك السادس عشر في الولايات المتحدة .
إتجهت شركات التجارة الألكترونية بالتعامل مع المستهلكين من خلال بنك SVB نتيجة للبيئة التكنولوجية المتطورة ، والتي تفوق بنوك أخرى مما أدى إلى جذب مدخرات ، ومرتبات المستهلكين من البنوك الأخرى إلى بنك SVB، إلا أن الذراع الإستثماري للبنك وجهه الغالبية العظمى لتلك الأموال نحو الإستثمار في السندات الحكومية المصدرة من الحكومة الأمريكية ، مدعومة بالرهون العقارية ، لكن البعض يعتقد بأن الفيدرالي الأمريكي خلال الأشهر الماضية قام بزيادة أسعار الفائدة أكثر من مرة ، وبالتالي يتعين أن ينعكس بشكل إيجابي على بنك SVB لكن السندات لها علاقة عكسية مع أسعار الفائدة ، وعندما ترتفع أسعار الفائدة ، تنخفض أسعار السندات . لذلك عندما بدأ الإحتياطي الفيدرالي في رفع أسعار الفائدة بسرعة لمكافحة التضخم ، بدأت محفظة سندات SVB تفقد قيمة كبيرة ، بينما إذا تمكنت إدارة بنك SVB من الإحتفاظ بهذه السندات لعدد من السنوات حتى تتجاوز تلك الخسائر ، فسوف تستعيد رأس مالها. ومع ذلك ، مع تدهور الأوضاع الإقتصادية خلال العام الماضي ، مع تأثر شركات التكنولوجيا بشكل خاص ، بدأ العديد من عملاء البنك بتقديم طلبات لسحب ودائعهم في ظل ازمة سيولة كبيرة لدى البنك مما إضطر البنك ببيع السندات السابق الإشارة إليها بخسائر فادحة مما أدى الى زيادة مخاوف المستثمرين و العملاء .
من خلال ماسبق يتضح لنا أن مشاكل إنهيار بنك سيليكون فالي (SVB) ، ناتجه عن قرارات إستثمارية خاطئة ، وهذا ماإنتبه له البنك المركزي المصري في 2 سبتمبر 2021 من إصدار تعليمات رقابية بشأن خطط التعافي ، والتى تضمنت قيام البنوك بإعداد خطط التعافي ، بما يضمن جاهزيتها ، ورفع قدرتها على الإستجابة بشكل فعال لأية ضغوط إقتصادية ، أو مالية محتملة ، ومن ثم تعزيز قدرة القطاع المصرفي على التصدي للأزمات .