كتب- أحمد نور الدين:
يسأل سائل: هل يجوز الاستمرار في استيراد المنتجات التكميلية والترفيهية التي تستنزف الدولار والعملة الأجنبية في ظل أزمة جائحة كورونا؟ ويجيب على الفتوى فضيلة الاستاذ الدكتور محمد فوزي عبد الحي عضو مركز الازهر العالمى للفتوى فى قوله: بسم الله والحمد لله. يقول الله تعالى: “والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر”.. وفي ظل الأوضاع الحالية، وتوقف السياحة، وتراجع عائدات الخارج من العملة الأجنبية، من الواجب الأمر بالمعروف وهو توفير موارد الدولة، وتقوية العملة الوطنية، والنهي عن المنكر وهو استيراد ما لا ضرورة فيه، مما ليس بطعام أو دواء.
هناك عدة أمور واجبة نجملها فيما يلي: أولا: يجب شرعا على التجار التوقف عن استيراد كافة المنتجات الكمالية، ومنها السيارات، والملابس والأحذية، والأواني، والأثاث، ولعب الأطفال، والأدوات المدرسية.
ثانيا: يجب التوقف عن استيراد الأمور الضرورية التي لها بديل مكافيء أو مقارب يصنع محليا، ومن ذلك الحديد، والدهانات، والمواد الصحية، والأدوات المنزلية، والزيوت.
ثالثا: يجب على التجار عدم رفع الأسعار، ومن يرفع السعر يأكل سحتا ويطعم أولاده الحرام فيفسدهم ويمرضهم ويقتلهم.
رابعا: يجب على المواطنين عدم شراء المستورد الكمالي والترفي، ووجوب ترك الملابس والأحذية والألعاب والأدوات المستوردة مع وجوب شراء واستعمال المنتجات الوطنية، ومن يخالف ذلك لغير ضرورة فهو من أهل الكبر والعصيان المترفين، الذين ما ذكرهم الله في معرض خير في كتابه الكريم.
فلا يكن أحدكم سببا في خذلان المسلمين وتضييع مواردهم ورفع التضخم وغلاء أسواقهم. ودليل ذلك: أولا: قوله تعالى: “وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان” وجه الدلالة: إيقاف هذا العبث من التعاون على البر والتقوى، والنمادي فيه من الإثم والعدوان.
ثانيا: وقوله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون” وجه الدلالة: تضييع موارد الدولة من العملة الأجنبية فيه خيانة لله وللرسول وللأمة، بإضعاف المسلمين، وإغلاء أسعارهم، وزيادة التضخم، وإنهاك الحكومة وتعريضها لوجوب الاقتراض من الخارج وهو ما يضيع مواردنا جميعا.
ثالثا: يقول صلى الله عليه وسلم: “لا ضرر ولا ضرار” (رواه مالك والشافعي وأحمد).
وجه الدلالة: أن استيراد هذه الأمور يضر بعامة الناس، ولا ينفع إلا قلة من اهل الجشع والطمع.
رابعا: يقول صلى الله عليه وسلم: “المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه” (الشيخان) وجه الدلالة: في تضييع موارد العملة الصعبة خذلان وظلم لعامة المسلمين، لما ينتح عن ذلك من ارتفاع التضخم، وضياع قيمة العملة، وغلاء الأسعار. والأدلة على ذلك كثيرة، وفيما سبق هداية للمهتدي.
الخلاصة، أن كل من يستورد أدوات كمالية ترفية أو غير ضرورية، ويضيع بها موارد الأمة من العملة الصعبة فهو خائن للأمانة، متعاون على الإثم والعداون، سبب لخذلان المسلمين، وتضييع مواردهم، فاتقوا الله ما استطعتم، واصبروا وصابروا لعلكم تفلحون.