كتب – رفعت عبد السميع :
ألقى السفير أحمد رشيد خطابيل الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية ورئيس قطاع الاعلام والإتصال كلمة في ملتقي قادة الاعلام العربي المنعقد بالمملكة الأردنية الهاشمية وهذا نصها :- “بسم الله الرحمن الرحيم
أتشرف بتمثيل الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في الدورة الثامنة لملتقى قادة الإعلام العربي، العضو المراقب لدى مجلس وزراء الاعلام العرب، برعاية دولة رئيس الوزراء بالمملكة الاردنية الهاشمية
وبتعاون مع وزارة الإتصال الحكومي في إطار مبادرات هذا الملتقى لتعميق الحوار حول أفضل المقاربات لتطوير الإعلام العربي والتفاعل البناء مع تحولات المشهد الإعلامي.
تلكم التحولات التي تتسم ببروز ممارسات ومفاهيم جديدة أدخلت تغييرات على صناعة الإعلام والإتصال في سياق ثورة تكنولوجية كاسحة وجذابة خاصة في أوساط الشباب الذين يشكلون نسبة32.7 % من النسيج الديموغرافي في العالم العربي أي حوالي ثلث السكان.
وغير خاف عليكم أن جائحة “كورونا ” كرست تسارع إيقاع هذا التحول مما فاقم من انحسار ما يسمى ب” الاعلام التقليدي” ولجوء الكثير من الإصدارات للاحتجاب الكلي أو الإعتماد على النمط الرقمي الأقل كلفة والأكثر سرعة في تداول المعلومات وقدرة على التنافسية والكسب عن طريق الإعلانات.
والسؤال المطروح ما هو مستقبل الاعلام العربي في ظل هذه التحولات التي تضعنا جميعا أمام اختبار حاسم؟ إلى مدى سيصل تراجع الاعلام التقليدي؟
وكيف يمكن كسب رهان الإنتقال الرقمي في بلداننا التي يستخدم فيها حوالي 275 مليون الأنترنت من بين 431 مليون نسمة بعدما لم يكن عدد المستخدمين لا يتجاوز 3 ملايين نسمة في بداية هذه الألفية؟
وكيف يمكن تجاوز الفجوة الرقمية سواء على النطاق البين -عربي أو على الصعيد الدولي؟
إن هذه الأسئلة ترتبط بالفهم العميق لطبيعة هذه التحولات وتأثيراتها على الفرد بصفة خاصة الذي أضحى في صلب هذا التطور التكنولوجي والإعلامي، تطور خارق يعطي للفرد نوعا من الإنطباع الذاتي بأن العالم بين يديه عبر الحمولات المتدفقة في منصات التواصل الإجتماعي.
ودون الخوض في نقاش فلسفي ونحن على أعتاب حقبة جديدة من التاريخ البشري مع إنتشار الذكاء الإصطناعي الذي أصبح يشكل “رهان القرن ” بتعبير الفيلسوف ERIC SADIN
اسمحوا لي التذكير أن وسائل الاعلام خضعت لنوع من “التساكن” فيما بينها من صحف ووكالات وإذاعة وتلفزيون إلى حين ظهور استخدامات الزمن الرقمي الراهن،
بل إن شرائح واسعة في الوسط القروي ما زالت وفية للإذاعة رغم مرور أزيد من قرن على أول بث إذاعي.
إن هذه التحولات تتطلب مواكبة تفاعلية جماعية وفق منظور يعانق طموحاتنا في إرساء إعلام عربي تعددي ومتنوع تنوع خصوصياتنا المحلية والعمرية والفئوية والاجتماعية والثقافية وبانخراط كافة الشركاء لأن نبل الرسالة الإعلامية غير مقتصر على الإعلام العموميبل يشمل الإعلام الخاص والإعلام الرقمي على حد سواء.
وفي هذا السياق، أشير الى التمايز بين الإعلام كمهنة يخضع لقواعد وأخلاقيات في مقابل نوع من التحليق الحر لمستخدمي “الإعلام الإلكتروني ” الأمر الذي يطرح مسألة الملاءمة بين حرية التعبير ودمقرطة الحق في التواصل ومتطلبات المسئولية الأخلاقية.
وبارتباط بذلك ،ونحن في رحاب المملكة الأردنية الهاشمية أود تثمين مشروع الوثيقة الإسترشادية لوزارة الإتصال الحكومي لتنظيم عمل وسائل التواصل الإجتماعي وحماية المستخدمين من المحتوى غير القانوني بما فيه محاربة التطرف وخطاب الكراهية والتي عممت على الدول العربية
في إطار التوجه الإستراتيجي لمجلس وزراء الاعلام العرب للتعاطي مع الشركات الرقمية العالمية الوازنة والمعروفة اختصارا ب GAFAN Google -Apple -Facebook-Amazon -Netflix
على أن تعرض في شهر مارس المقبل بدولة الكويت على اللجنة الدائمة للإعلام العربي و المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام .
وختاما أجدد الشكر للمملكة الاردنية الهاشمية وللأمين العام لملتقى الإعلام العربي على التنظيم الجيد لهذا الملتقى متمنيا لكم كامل التوفيق. . والسلام عليكم ورحمة الله “.