المعادلة الصعبة لمواجهة المخاطر يمكن تحقيقها شريطة توافر الإراده والإنطلاق من التجارب السابقه .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المعادلة الصعبة بين إحتياجات المجتمع ، وآليات التخطيط الإحتياطي لمواجهة المخاطر ، والتهديدات للوصول إلى بيانات سلاسل الإمداد والتموين في الوقت الفعلي حتى نتمكن من الإستفادة من هذه البيانات لتوقع الطلب الكلي على مستوى الأفراد ، و قدرة الدولة في توجيه بوصلة الإستثمار الى المجالات الأكثر خطورة على سلاسل الامداد والتموين ، والتي قد تصنع أزمة طلب في الأسواق والعمل على مساعدة الشركات في عدم الإندراج الى سياسة ماهو معروف باللغة العامية “سياسة القوطة”، وبالتالي نحن نسعى في تلك المعادلة في إيجاد التكامل بين الدولة ، والمستثمرين والأفراد وذلك بالعمل على وضع برامج لتوقع إحتياجات ، ومنع الإضطرابات ، وحدوث سلبيات في سلاسل الإمداد والتموين ، خاصة في تلك الفترة الحرجة.
دعونا نستعرض كيفية إستغلال التكنولوجيا كأداة مستحدثة لتخفيف حدة أزمة سلاسل الإمداد والتموين سواء بواسطة الدولة ، أو بواسطة الشركات في ظل التشريعات القانونية الحالية والمستحدثة في المستقبل القريب ، علي مستوى الشركات على سبيل المثال قامت مؤسسة Nike خلال عام 2019 بإستخدام تقنية RFID و QR وذلك بالتنبؤ بشكل أفضل بالتقلبات في الطلبات من العملاء ، وإصدار قرارات بزيادة الإنتاج في فترة من الفترات حتي تمكنت من مواجهة الطلبات الزائدة في ذالك الوقت ، وبالتالي فإن تلك التقنية ساعدت على تحقيق التوازن خلال دورة حياة المنتج .
كما ظهرت في الأونة الاخيرة مجموعة من البرامج المستخدمة لإدارة النقل ، وتقليل تكاليف النقل منها برنامج TMS ، وكذالك برامج IoT و AI و ML و Blockchain ، وغيرها من البرامج المستحدثة في هذا الشأن .
لذا يتعين على الدولة المصرية أن تستخدم تقنية حديثة لإدارة سلاسل الإمداد والتموين والرقابة على الأسواق ، ودفع عجلة الإستثمار إلى أفضل السبل وذلك بالعمل على حصر كافة المنتجات على الأراضي المصرية من مواد الخام ، ومنتج تام ، والعمل على ربط تلك البيانات ببعضها البعض بواسطة تقنية حديثة من وزارة التموين ، ووزارة المالية مع المجمعات الإستهلاكية الكبري ، وذلك لإيجاد آليه لتحديد إستهلاك كل فرد في المجتمع من كافة المنتجات وذلك لمنع التخزين الغير مبرر ، والمتلاعبين بالأسواق في وقت الأزمات ، وكذلك مساعدة الشركات العالمية سواء كانت محلية أو خارجية في الحصول على بيانات إحصائية لمساعدتهم لدراسة إحتياجات السوق المصري ، بالإضافة الى قدرة الدوله على الحصر وتحديد مشكلات الإمداد والتموين قبل حدوثه ، وتحديد أوجه الإستثمار التي تحتاج الى رعاية من الدولة ، حتى تستديم المنتجات في الأسواق دون الحاجة إلى إستخدام أي إحتياطي إستراتيجي يمكنه أن يؤثر على الدولة ، أو يشكل أي تهديدات ، في النهاية يجب إستثمار الأزمات في النهوض إقتصادياً بإستخدام أفضل الطرق حتي لو بفكرة صغيره وهذا ماحدث في السابق ، وأعتقد أننا في فترة الإنتكاسه تحولت إلى إنتصار في حرب اكتوبر 73 ، كما أنه بالإرادة ، والإيمان ، والعمل نستطيع أن نقلص الفارق الزمني بيننا و بين الدول المتقدمة في تلك الظروف ، والممهده بالنجاح .