بقلم/ الكاتب الصحفى
النائب محمود الشاذلى
من ينقذ إبنة بسيون التى تحتضر
تنتابنى حاله غير مسبوقه من الإحباط الشديد ولعلها المره الأولى فى حياتى التى تنتابنى تلك الحاله تأثرا بما عايشته كثيرا الفتره الأخيره مع مرضى بلدتى بسيون البندر والمركز والقرى والكفور والعزب المصابين بالكورونا إيجابى فى القلب منهم ، فتاه شابه فى مقام بناتى مصابه بفيرس كورونا إيجابى إستنجدت بى ، إستشعرت يقينا أثناء رحلة إنقاذها أننا نعيش فى كذبه كبرى يصدرها لنا مسئولى الصحه فى وطننا الغالى فى القلب منهم وزيرة الصحه الدكتوره هاله زايد ، ووهم كبير يصدره لنا الإعلام فيما يتعلق بالإستعدادات الكبرى ، والعظيمه ، والعالميه ، فى التصدى لفيرس كورونا وعلاج المصابين فى كل مستشفيات مصر.
بالتأكيد عندما أكد ماأكده بهذا الشأن مرارا وتكرارا الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الحكومه الذى أثق فيه كثيرا على المستوى الشخصى بل معجب بطريقة إدارته للأزمه كان صادقا لأنه يتلقى مايطرحه من إجراءات عبر بيانات عظيمه من وزيرة الصحه ، والوزيره نفسها ومعاونيها صادقين لأنها وهم يعبرون فى بياناتهم التى تتضمن إجراءاتهم عن مرضى البهوات ، وتتحدث بماتراه من إستعدادات عظيمه فى المستشفيات الخمس نجوم المخصصه للعزل وعلاج مصابى فيرس كورونا فى القلب منها القصرالعينى الفرنساوى الذى يضم البهوات ، وبهوات البهوات ، وبهوات بهوات البهوات ، ومنهم طبعا الساده النواب المصابين وأسرهم شفاهم الله وعافاهم وكل المصابين ، لاأقول ذلك على سبيل الإستنكار أو الإستهجان بل الإقرار بحقهم كمواطنين مصريين فى العلاج وحق كل المصريين أن يتلقوا العلاج على نفس المستوى الرائع ، وبراءة ذمة رئيس الحكومه فيما يطرحه من إجراءات .
مدين بإعتذار كبير لأبناء بلدتى بسيون البندر والمركز والقرى والكفور والعزب من الشباب والكبار لأننى صدقت الوزيره ومساعديها ، ورفضت تلك الثوره التى أبدوها نحوها ، والتى وصلت إلى إصرار بعضهم على فرض من يمرض من أهله على مستشفيات عزل البهوات فرضا وبالقوه إنقاذا لحياته ، ولعلهم يلتمسون لى العذر ويقبلون إعتذارى الشديد لهم لأننى بعد تجارب عديده مع أبناء بلدتنا تمكنت منى عقيده أنهم على صواب ، وأنا على الخطأ ، الأمر الذى جعلنى أشعر بالقهر بعد تعايش مع معاناة البعض من أبناء بلدتى من المصابين بفيرس كورونا ، ومتابعتى للجهد الكبير الذى بذله الصديق العزيز الزميل الأستاذ عبدالرازق توفيق رئيس تحرير الجمهوريه ، والصديق العزيز الزميل ضياء رشوان نقيب الصحفيين مع الزملاء الصحفيين المصابين رغم مايتمتعون به من خصوصيه فى العلاقات والإتصالات .
أطرح آخر تجاربى الشخصيه والتى كانت اليوم ” الخميس ” لمن يريد الحقيقه .. الفتاه العزيزه ظهرت عليها أعراض الكورونا منذ أسبوع وهى فى هذه الفتره مابين عمل تحاليل فى معامل ، وأشعات فى مراكز أشعه ومسحات بمستشفى حميات بسيون وجاءت النتيجه بعد أن خالطت الدنيا كلها خاصة زوجها وأولادها وأخوها والتى بدت تظهر على بعضهم أعراض الفيرس المهم جاءت اليوم النتيجه إيجابى ، هى بالقطع كانت منهاره وكل من حولها حاولت بما لدى من صداقات أن تستقبلها مستشفى حميات بسيون دون جدوى ، مع التأكيد منهم بوضوح صريح على أن المستشفى أو أى مستشفى لاتستقبل أى حالات مصابه بفيرس كورونى سلبى كانت أو إيجابى وسيبك من كلام الوزيره ، والإعلام لأن تعليمات الوزاره أن تعزل نفسها منزلى المهم إكراما لتدخلى تعطفوا عليها وأعطوها العلاج وذهبت لمنزلها لكنها مازالت تشعر بالإعياء الشديد فرجوتهم أن يحجزوها بالمستشفى بالقطع كان هذا الرجاء منى منطلقه أنهم يتعاملون وكعبهم عالى أن تعليمات الوزاره فى صفهم ظنا منى أن وجودها بالمستشفى أفضل من البيت لأنها ستخضع للرعايه الصحيه من الأطباء والتمريض .
همس فى أذنى حبيب بالمستشفى أن بها مصابه محجوزه تعمل بإحدى الهيئات القضائيه وبتعليمات مباشره من الدكتور عبدالناصر حميده وكيل وزارة الصحه بالغربيه ، وإعتبر ذلك من الأسرار الحربيه ، فتهللت فرحا وسعاده ، وأجريت إتصالا بوكيل الوزاره الذى تجاوب معى على الفور وطلب منى أن تتوجه لمستشفى حميات بسيون ووعدنى بالإتصال بالمستشفى ، وأجريت كذلك إتصالا بالدكتور مصطفى الجندى مدير المستشفى الذى أعاد لمسامعى البروتوكول العار لوزارة الصحه الخاص بالعزل المنزلى للمصابين إيجابى وغير إيجابى المهم بعد جهد جهيد ، والتدخل الكريم لوكيل وزارة الصحه بالغربيه تم حجزها مكرهين ، وتم تسجيل دخولها بعد تنبيهها همسا بأنه من الأفضل لها أن تذهب لبيتها ، وتدعو ربها أن يشفيها ويعافيها ، لتكون هى التى تركت المستشفى طواعية ، لكننى أقنعتها ألا تسمع كلامهم ، وبالفعل سمعت كلامى وياليتها ماسمعت كلامى حيث وجدت فى إنتظارها غرفة قذره بلا ملايات ، ولاغطاء سرير ، ولانظافه ، ودورات مياه غير آدميه ، يزيد على ذلك معامله تدفع لترسيخ المرض ، فطلبت منها أن تهرب بجلدها وتذهب لبيتها حتى أطلق صرخه فى وجه وزيرة الصحه ، وكل البهوات ، ليتعطفوا على تلك المريضه من الشعب المصرى ويدخلوها عزل كفرالزيات ويجروا مسحات لزوجها وأولادها التى بدت تظهر عليهم الأعراض .
الألم يعتصر قلبى وأنا أقول بصدق حزين على وطنى وماآل إليه الحال الصحى .. حزين على وطنى من تنامى تلك الأكاذيب التى لم تردع مروجوها تعايشهم مع حالات مصابى الكورونا وإقترابهم من معاناتهم وأسرهم وكأنهم فقدوا قيمة الإحساس والشعور بالقيمه الإنسانيه الرفيعه .. حزين على نفسى لإدراكى بالعجز عن إنقاذ مريضه عزيزه أو حتى إنقاذ نفسى وأسرتى بعد كل هذا العمر من العطاء فى بلاط صاحبة الجلاله أو بدروب السياسه ، أو نائبا بالبرلمان جاء من رحم الشعب حيث آخر إنتخابات نزيهة كانت الإراده فيها للشعب .
تلك كلمات مواطن فى خريف العمر محب لبلده ، عاشقا لترابها يسطرها بنبضات قلبه ، لذا كانت دموعه مدادا لقلمه ، من أجل ذلك يبذل مابقى له من عمر خادمالأهله لايبتغى إلا مرضاته ، وتكفيرا عما إرتكبه من خطايا وذنوب ، زاهدا فى المناصب بعد أن وصل فيها لمرتبه رفيعه ومازال ، وكيف لاأزهد وأنا بعد كل هذا العمر وتلك المكانه الإجتماعيه المتميزه بفضل الله ، والصحفيه الرفيعه وصل بى الحال أن أستجدى إنقاذ أرواح البسطاء من أبناء بلدتى الحبيبه بسيون ، رافعا صوتى مستنجدا بأصحاب القلوب التى تنبض بالحب من أصحاب القرار فى هذا الوطن ، أن يساعدنى أحدا منهم فى إنقاذ حياة تلك الفتاه الشابه التى لزمت بيتها وتشعر بالإحتضار .. يقينى أن الخير باق ، وسأجد من يهاتفنى لينقذها ولاأملك له إلا الدعوات الطيبات التى ماأغلاها وأجلها عندما تكون صادقه صدق القرآن أن يحفظه الله تعالى وأولاده وكل أسرته من كل مكروه وسوء . اللهم بلغت .. اللهم فاشهد .