بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أصحاب المعالي والسعادة .. الحضور الكريم
يسرنا أن نلتقي مرةً أخرى اليوم لنحتفل معاً بمناسبة عزيزة على نفوسنا .. وهي ذكرى العيد الوطني الثاني والخمسين لسلطنة عمان التي قاد مسيرتها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس – طيب الله ثراه – متأملين حجم الإنجازات التي تحققت خلال خمسين عاماً مضت والتي وضعت عمان في خارطة العالم وإستعاد بحكمته ورؤيته السياسية الثاقبة دور عمان الحضاري الذي أسهم في الحضارة الإنسانية.
واليوم نحتفل بهذه المناسبة بعد مرور سنتين من إنطلاقة نهضة عمان المتجددة بقيادة جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه – لنحتفي بإنجازات أخري تضاف إلى سجل التنمية العمانية على الرغم من التحديات التي مرت على بلادنا جرّاء الإنعكاسات التي أفرزتها جائحة كورونا والإضطرابات الإقتصادية التي لا زالت آثارها تلقي بظلال سلبية على الإقتصاد العالمي إلا أنه استطاعت عمان أن تتجاوز تلك الظروف والتحديات وحققت إنجازات طموحة بحكم السياسات التي إتخذها جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، فقد كان من نتائج تلك السياسات تحقيق عدد من النتائج الإيجابية. فقد إرتفع التصنيف الإئتماني مرتين خلال العام الجاري كما صُنِّفت سلطنة عمان بين أفضل خمس دول عربية في التنمية البشرية في عام 2022 الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي مؤخراً وهذا المؤشر يرصد مدى تمتع الناس بحياة صحية ومعيشية لائقة ومدى الإهتمام بالمعرفة في دول العالم.
وقد أكد جلالة السلطان هيثم في لقاءاته وإجتماعاته على ضرورة السعي على رفعة مكانة عمان والإرتقاء بها ورفع مستوى الإنسان لحياة أفضل.
وعمان تحصد عدد من الإنجازات يأتي في مقدمتها ضبط وترشيد الإنفاق وإعادة هيكلة الجهاز الإدارى للدولة بهدف رفع مستوى الأداء الحكومى ليأتي متواكباً مع رؤية عمان 2040.
والتأكيد على سياسة إقتصادية عمادها التنوع الإقتصادي لمصادر الدخل وعدم الإعتماد على سلعة واحدة وذلك للسعي على جذب الإستثمارات والترويج لصادرات البلاد.
وتماشياً مع ما يشهده العالم من تغير مناخي فقد أولت حكومة سلطنة عمان هذا الأمر جلّ العناية من حيث وضع الإستراتيجيات والخطط، فقد أعلنت سلطنة عمان في مؤتمر المناخ والذي إنعقد في مدينة شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية الشقيقة تاريخاً لتحقيق الحياد الصفري بحلول عام 2050م بهدف إتخاذ خطوات سريعة للعمل على دعم حماية البيئة والحفاظ على المناخ.
أصحاب المعالي والسعادة … الحضور الكرام
لا يمكن تحقيق التنمية والإستقرار والعدالة ما لم يكن هناك منظومة قضائية تحقق هذه العدالة في أعلى مستوياتها بكل المقاييس. فقد حرص جلالة السلطان – حفظه الله – على هذا الأمر وأولاه الأهمية والإهتمام، فقد تم إنشاء مجلس أعلى للقضاء في توحيد الجهاز القضائي والإدعاء العام لتحقيق نهج إداري سليم. كما أكد جلالته على أهمية إشراك المجتمع في الر أي تطبيقاً لمبدأ الشورى على أهمية التواصل واللقاءات مع شيوخ وأعيان محافظات وولايات سلطنة عمان بهدف الإستماع المباشر منهم دعماً لخطة التنمية 2040.
أصحاب المعالي والسعادة .. الحضور الكرام
لقد إحتفلنا قبل يومين بمرور خمسين عاماً من العلاقات الحديثة بين سلطنة عمان وجمهورية مصر العربية الشقيقة تحت رعاية دولة رئيس الوزراء المصري وحضور عدد من أصحاب المعالي والسعادة، هذه العلاقات التي إستندت إلى تاريخ عميق يعود إلى أكثر من 3500 عام مرت بمراحل ومحطات هامة كان أساسها الإحترام المتبادل والثقة وسط منعطفات تاريخية صعبة، وظلت عمان مؤمنة بدور مصر ولم تتوانى يوماً في التضحية من أجله والدفاع عن قضايا العرب والإسلام. إنها لجديرةٌ بكل تقدير.
إن هذه المسيرة من العلاقات عميقة الجذور – منذ حضارة وادي النيل للمصريين القدماء وحضارة مجان بزخمها هي علاقة أصلها ثابت ثبات الجبال العمانية وراسخ رسوخ أهرامات مصر دفّاقةً بالخير كما هو نيل مصر الخالد وأملاج عمان المعطاءة.
ترفرف عليها روح المحبة وترويها ينابيع التعاون المشترك.
أصحاب المعالي والسعادة … الحضور الكرام
لقد شكل جلالة السلطان هيثم بن طارق – حفظه الله ورعاه – بأخيه فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي – حفظه الله – في مسقط في السابع والعشرين من يونيو الماضي من هذا العام شكّل دافعاً قوياً للعلاقات بين البلدين الشقيقين لتحقيق المزيد من التعاون المشترك في مختلف المجالات من خلال عدد من مذكرات التفاهم والإتفاقيات التي جرى توقيعها أثناء الزيارة الكريمة لفخامة الرئيس السيسي والتي من المؤكد أنها سوف تفتح المزيد من الآفاق والعمل المتدفق دوماً في شرايين التوأمة الحضارية بين البلدين والشعبين دافعة إلى آفاق رحبة هي جديدة بها نبضات قلوبنا واحدة ونسيج آمالنا وطموحاتنا لهذه العلاقة لا يعرف الحدود.
ويمكن الإشارة هنا إلى أن نتائج تلك الجهود بدأت تثمر عن بدء زيارات متبادلة بين رجال الأعمال من كلا البلدين وتوقيع مذكرات تعاون وإتفاقيات في البدء لعدد من الأنشطة في المجالات الصناعية والسياحية والتجارية.
وقد تم مؤخراً على هامش قمة المناخ توقيع مذكرة تفاهم بين أكوا باور السعودية مع جهاز الإستثمار العماني ليكون مستثمراً في مشروع طاقة الرياح بالسويس بجمهورية مصر العربية الشقيقة بحجم إستثمار 1.5 مليار دولار يمتلك جهاز الإستثمار العماني 10% من قيمة المشروع.
أصحاب المعالي والسعادة … الحضور الكرام
نتطلع أن تكون هذه المبادرات والزيارات المتبادلة بين زعيمي البلدين زاداً جديداً لمسيرة علاقتنا الأخوية الأزلية بإذن الله.
في الختام أتوجه لمصر الشقيقة قيادةً وشعباً بالتحية والتقدير لما نلقاه من رعاية وعناية وتسهيل لأعمالنا من قِبل الحكومة المصرية، والشكر موصول لكم أيها الحضور الكريم متمنين أن تقضوا معنا أجمل الأوقات مع فقرات برنامج حفلنا هذا وكل عام وأوطاننا في تقدم وإزدهار وأمن وأمان والبشرية في سلام.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته