كتبت-سعاد احمد على:
وسط أجواء احتفالية تاريخية، اختتمت مبادرة «بلدنا تستضيف قمة المناخ الـ27» أنشطتها بعقد مؤتمرها الختامي في قاعة «نجيب محفوظ» بمبنى مؤسسة الأهرام، برئاسة الدكتور عماد الدين عدلي، رئيس جمعية المكتب العربي للشباب والبيئة، بحضور الدكتور محمد عماد، نائب محافظ الفيوم، وعدد من أعضاء مجلس أمناء المنتدى المصري للتنمية المستدامة، وأعضاء المنصات المحلية للمبادرة، التي تم تشكيلها في مختلف المحافظات، في إطار الاستعداد لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ (COP-27)، الذي تستضيفه مدينة شرم الشيخ، في شهر نوفمبر المقبل.
بدأت الاحتفالية بعزف السلام الوطني، ثم قدم الدكتور عماد الدين عدلي كلمة رحب فيها بضيوف المؤتمر الختامي لمبادرة «بلدنا تستضيف قمة المناخ الـ27»، وأوضح أن الهدف الرئيسي للمبادرة، التي تم إطلاقها في 26 شهر يناير الماضي، في إطار الاحتفال بيوم البيئة الوطني، الذي يوافق 27 يناير من كل عام، هو حشد جهود المجتمع المدني للمشاركة في التحضيرات الجارية لاستضافة قمة المناخ، مشيراً إلى أن المبادرة عملت على حشد مشاركة أكثر من 500 جمعية أهلية في مختلف المحافظات، ضمن المنصات المحلية التي تم إطلاقها لأول مرة، بمعدل 20 جمعية في كل محافظة
وأشار «عدلي» إلى أن المبادرة، التي أطلقها المكتب العربي للشباب والبيئة، بالشراكة مع الشبكة العربية للبيئة والتنمية «رائد»، والمنتدى المصري للتنمية المستدامة، هي الأولى من نوعها للمجتمع المدني في مصر، في إطار التحضير لقمة المناخ، وتهدف إلى تعزيز دور المشاركة المجتمعية والمؤسسات المعنية، لتنسيق التحضير لمؤتمر الأطراف في شرم الشيخ، مع زيادة البنية المعرفية بأهم المحاور التي ستركز عليها مصر خلال المؤتمر، في ضوء توصيات قمة المناخ السابقة، وبلورة موقف موحد للمجتمع المدني، بالإضافة إلى عرض قصص نجاح المنظمات غير الحكومية في الحد من تداعيات التغيرات المناخية
ومن جانبه، دعا الدكتور محمد عماد، نائب محافظ الفيوم، في كلمته أمام المؤتمر الختامي لمبادرة «بلدنا تستضيف قمة المناخ الـ27»، إلى تعديل السلوك الإنساني، ليسهم بشكل إيجابي في حماية البيئة وتنمية الثروات الطبيعية، والسعي نحو زيادة الوعي بقضايا المناخ والبيئة، وتحقيق الشراكة بين كافة أطراف المجتمع، لتحقيق التنمية المستدامة، وأشار إلى أن الدولة شهدت، خلال الشهور الماضية، حراكاً مجتمعياً هائلاً تجاه قضايا تغير المناخ من قبل المجتمع المدني، والعمل على دمج تغير المناخ، ليصبح أحد ركائز التخطيط الاستراتيجي مع المشروعات القومية التي تنفذها الدولة حالياً.
ولفت نائب المحافظ إلى أن الفيوم تتمتع بطبيعة خاصة، حيث يمثل 50%من مساحتها محميات طبيعية، مما يتطلب جهد خاص في ملف تغير المناخ، كما ثمن دور الجمعيات الأهلية التي شاركت ضمن المنصة المحلية الخاصة بمحافظة الفيوم، والتي يبلغ عددها 10 جمعيات، بالتنسيق الدائم مع برنامج المنح الصغيرة، في تنفيذ المشروعات التي تخدم خطة المحافظة في التعامل مع المخلفات الصلبة والتنمية السياحية، بالإضافة إلى تنفيذ عدد من المشروعات القومية، التي لها دور في تحسين البيئة، مثل مبادرة 100 مليون شجرة، والمشروعات الخضراء، ومشروع إعادة التوازن البيئي لبحيرة قارون
واستعرض الدكتور عمرو السماك، الرئيس التنفيذي الأسبق لجهاز شؤون البيئة، والأستاذ في كلية العلوم بجامعة الإسكندرية، أبرز نتائج وأنشطة المبادرة، التي تتضمن 4 محاور رئيسية، يتمثل المحور الأول في تشكيل منصات محلية بالمحافظات، بينما يتمثل المحور الثاني في إطلاق ميثاق شرف لمواجهة التغيرات المناخية، ويعبر المحور الثالث عن الشراكة بين مؤسسات المجتمع المدني ووسائل الإعلام، من خلال إطلاق شبكة «إعلاميون من أجل المناخ»، ويتمثل المحور الرابع للمبادرة في اقتراح المنصات المحلية لمجموعة من المشروعات، التي يمكن عرضها أمام قمة المناخ
وأشار «السماك» إلى أنه تم المنصات المحلية، التي بدأت المبادرة في تشكيلها بكافة المحافظات منذ أواخر فبراير الماضي، ضمت عدداً من ممثلي الجهات الشريكة، سواء الحكومية أو غير الحكومية، وأساتذة الجامعات والمتخصصين والشباب والمرأة، حيث شارك في تنفيذ أنشطة المبادرة أكثر من 500 جمعية أهلية في مختلف المحافظات، كما تضمنت فعاليات المبادرة عقد 3 لقاءات تشاورية للمنصات المحلية في مختلف المحافظات، تم تقسيمها إقليمياً، بمشاركة منظمات المجتمع المدني والجهات الشريكة، نتج عنها مجموعة من الرسائل على كافة المستويات الوطنية والإقليمية والدولية، وتم جمع هذه الرسائل في بيان موحد باسم منظمات المجتمع المدني في مصر
وفي ختام الاحتفالية، قام الدكتور عماد الدين عدلي، يرافقه الدكتور محمد عماد، بتكريم أعضاء شبكة «إعلاميون من أجل المناخ»، التي تم تشكيلها ضمن محاور المبادرة، والتي تضم ما يقرب من 60 صحفياً وإعلامياً من مختلف وسائل الإعلام، وتحدث أعضاء الشبكة عن دورهم في نشر المعرفة وزيادة الوعي بقضايا التغيرات المناخية، من خلال التعريف بأنشطة المنصات المحلية للمبادرة في كافة المحافظات، بالإضافة إلى عقد عدد من ورش العمل لرفع قدرات الإعلاميين في التعامل مع قضايا تغير المناخ