وسائل التواصل الاجتماعي
“سلاح ذو حدين”
بقلم ا. م. د. حنان عبد الباقي محمد خليل
الأستاذ المساعد بجامعة مصر للعلوم و التكنولوجيا
تعتبر وسائل التواصل الاجتماعي في وقتنا الحالي سلاحا ذو حدين، ويعتمد مدى تأثيرها على الفرد والمجتمع على أهدافه وطريقة استخدامه لها. فاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لا غنى عنها لمعظم الناس الآن.
فأول ما يفعله معظمنا بعد ما يستيقظ هو فتح الواتس أب والفيسبوك للاطلاع على آية رسائل أو أحداث جديدة تخصه هو أو أي أحد من أصدقائه.
وتعتبر وسائل التواصل الاجتماعي الآن من أهم التقنيات الحديثة للتعارف بين الأشخاص في البلدان المختلفة وكذلك التعرف على ثقافات مختلفة.
تجد طلب صداقة من أشخاص يعيشون في الهند أو الصين أو أو إنجلترا أو بعض الطلاب والأصدقاء من بلدان عربية شقيقة وأنت جالس على الأريكة في منزلك وبملابس البيت.
وتستخدم كذلك وسائل التواصل الاجتماعي كوسائل للتعلم و تحصيل العلم.
تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي تستخدم من بعض الهيئات التعليمية الدولية مثل المجلس الثقافي البريطاني وغير ذلك من الجامعات كوسائل للتعلم من خلال استخدام الموبايل وتطبيقاته المختلفة لأنه يمثل الوسيلة الأكثر انتشارا بين بلدان العالم حاليا.
ويكفيك الدخول على اليوتيوب ومشاهدة فيديوهات عن تعلم اللغة الانجليزية ونطقها بطلاقة هي وباقي اللغات.
ويمكن لمستخدم وسائل التواصل الاجتماعي جمع أي معلومات يبحث عنها عن موضوع معين وتوثيقه من خلال علماء وشخصيات عامة ولقاءات تليفزيونية تعالج قضايا اجتماعية مهمة وشائكة.
وانتشرت كذلك كثير من البرامج عن التنمية البشرية ونصائح عن تنمية وتعديل السلوك والإتيكيت من أشخاص ومدربين معتمدين.
ومن خلال الفيسبوك يشارك الأشخاص غيرهم في أفراحهم؛ فتجد التهاني بمناسبة الخطوبة أو الزواج أو التخرج أو الحصول على ترقية أكاديمية أو العزاء في وفاة عزيز أو الموافقة أو الاعتراض على رأي أو منشور معين أو الإعجاب أو مشاركة منشور أو فكرة صائبة تروق لك عند قراءتها.
ويستخدم بعض أساتذة الجامعات بعض تطبيقات الموبايل من واتس آب و غيره لإنشاء مجموعات للتواصل مع طلابهم من خلالها وخاصة في تلك المرحلة الحرجة التي يمر بها العالم.
كما يمكن إرسال كتب علمية أو بعض المقالات الصحفية من خلال الواتس أو الماسنجر مثلا.
لكن توجد محاذير لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي وضعتها إدارة الفيسبوك لأي ألفاظ نابية أو أفكار تنبيء عن تطرف أو تعصب ضد أشخاص بعينهم أو السب أو القذف لأي أحد ففي تلك الحالة يتوجب على الشخص الذي تعرض لذلك إبلاغ إدارة الفيسبوك بل و يمكنه حظر هذا الشخص من الاطلاع على البروفايل الخاص به أو رؤية منشورات أو إبداء رأيه فيها.
وهناك بعض الأشخاص الغير أسوياء ممن يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي استخداما سيئا مستغلين سرعة إرسال طلب الصداقة أو قبوله للايقاع ببعض الفتيات أو السيدات بعد رؤية ملفهم الشخصي المتاح على صفحة الفيسبوك أو جمع معلومات عنهم وعن ذويهم.
وكثير من تلك الحسابات تكون مزيفة وغير حقيقية وتكون وراءها أهداف سيئة مثل إرسال صور أو فيديوهات غير أخلاقية/ إباحية لشخصيات عامة أو فتيات مؤمنات محصنات للايقاع بهن أو لابتزازهن هم أو أسرهم، وأحيانا يكون الهدف هو التشهير بتلك الشخصيات لأهداف دنيئة.
لذا يتوجب الحرص من الفتيات والسيدات وعدم قبول أي طلبات صداقة إلا من أشخاص تم التعرف بهم بالفعل عن قرب، وعدم تصديق أي معلومات يرسلها شخص مجهول الهوية، وحظره بمجرد بدئه السؤال عن أي معلومات شخصية. وتجنب وضع صور شخصية أو معلومات شخصية؛ عنها مثلا أو عن زوجها أو أبنائها إذا كانت متزوجة.
ونلاحظ أن معظم الشخصيات العامة الواعية لا تضع صورا أو بيانات عن أبنائهم حتى لا يضرهم أحد بأذى من خلال الفيسبوك أو غيره من وسائل التواصل الاجتماعي.
(استخدام بعض وسائل التواصل الاجتماعي للخيانة الزوجية)
نعم وللأسف الشديد يقوم عدد من الأشخاص من الرجال بمغازلة بعض السيدات أو الفتيات من خلال الواتس آب أو الفيسبوك بإرسال صور أو فيديوهات بهدف الإيقاع بهن.
وللأسف الشديد معظمهم متزوجون ولديهم أبناء ولكن لا يتمتعون بسواء أخلاقي أو ديني. ويصور لهم الشيطان بأن هذا من باب المزاح أو الحب.
وهذه الظاهرة للأسف من أخطر ما يمكن، لأن ما يتم بين رجل وامرأة من كلام عن الحب وعن أمور خاصة هو معاذ الله من مقدمات الزنا وله عواقب وخيمة على أسر الطرفين ويتسبب في تدمير أسر كاملة.
وحالات الطلاق ما أكثرها وكثير منها يتم بعد أن تكتشف الزوجة بأن زوجها على علاقة بامرأة من خلال الواتس أو الفيسبوك مع استخدام كاميرا الفيديو ورؤية الرجل أو السيدة على صورة مشينة.
وكم سمعنا من قصص وحكايات فُضحت فيها “فتيات” تم التغرير بهن عبر هذا الطريق الافتراضي، وحدث التشهير بهن وبأسرهن فيما بعد انتقاما منهن بعد رفضهن إتمام هذا الأمر المشين.
وبفضل الله توجد جهات في الدولة تحارب مثل هذه الجرائم الأخلاقية مثل مباحث الاتصالات، فتقوم بتتبع هؤلاء الأشخاص وتوقع عليهم أقصى العقوبة إذا ما ثبت ارتكابهم لتلك الجرائم أو التشهير بشخصيات عامة ولكن بشرط عدم انصياع الفتاة أو السيدة لتلك الأغراض الدنيئة.
ومن مواقف حياتية واقعية يقوم بعض عديمي الأخلاق والمروءة بنشر صور لطليقته وهي بملابس النوم أو تصوير فيديوهات لها ونشرها بعد طلاقهما للانتقام منها.
ويتعرض هؤلاء الأشخاص للمحاكمة والعقوبة التي قد تصل للحبس والفصل من أعمالهم إذا ما ثبت بالدليل القاطع قيامهم بتلك الأعمال بالصوت والصورة.
(نصيحة لأبنائنا وبناتنا)
اتقوا مواضع الشبهات. والحب والزواج لا يكون بوسائل التواصل الاجتماعي ولكن يكون بدخول البيت من بابه وطلب الزواج من الولي. وأساس الزواج هو الإشهار وليس الخلوة بالموبايل.
ومن يريد أن يرى جسدكِ بالموبايل ليس غرضه شريف، بل هو إنسان معدوم الضمير يريد الاستمتاع بك في الحرام معاذ الله. تذكري أخواتك ووالدك وأمك وأساتذتك إذا ما عرفوا ذلك عنكِ.
وقبل كل ذلك تذكري الله الذي يراكِ في السر والعلن.
توبوا إلى الله توبة نصوحة وباب التوبة مفتوح في كل وقت وليس عليه حارس.
اتقوا الله في إماء الله واتوا البيوت من أبوابها. والإثم هو ما يجول بخاطرك وتخاف أن يطلع عليه الناس.
“والله أحق أن تخشاه”.
المطلقة والأرملة والفتاة العفيفة التي تأخرت في الزواج هي في مقام أمك وأختك وزوجتك وبنتك.
وما لم ترضاه لأختك أو لابنتك أو لزوجتك في غيابك لا ترضاه لغيرهن من المؤمنات المحصنات.
وقانا الله وإياكم شر الفتن.