بروكسل : عبدالله مصطفى
يصل عالم المصريات ووزير الاثار الاسبق في مصر الدكتور زاهي حواس الى بروكسل في غضون الساعات القليلة القادمة لالقاء محاضرة على هامش معرض توت عنخ امون الذي يقام حاليا في بروكسل عاصمة بلجيكا والاتحاد الاوروبي والمحاضرة ستكون عن المعلومات المتوفرة عن “توت عنخ آمون” وآخر الاكتشافات المنجزة في وادي الملوك.
والمعرض يقام تحت عنوان توت عنخ آمون: قبره وكنوزه وهو معرض يقدم للضيوف نظرة غير مسبوقة على مصر القديمة. مع مئات القطع والزخارف المذهلة ، والتفسيرات الرائعة ،بحسب ماذكر المنظمون على موقعهم الاليكتروني وأضافوا ” يعد المعرض الأكثر اكتمالاً في العالم مكرسًا للكشف عن حياة الملك الشاب. استعد للسفر إلى عصر الفراعنة
وكان المعرض قد جرى افتتاحه في 20 يوليو الماضي ومستمر حتى نهاية ديسمبر باحد قصور المعارض القريبة من حي سان جوس في العاصمة بروكسل
ويتضمن معرض “توت عنخ آمون، قبره وكنوزه” ما لا يقل عن ألف قطعة معادة التشكيل ومقدمة في ديكورات تسمح للزوار بالاطلاع على مراحل اكتشاف قبر توت عنخ آمون قبل قرن من الزمن. وكان عالم الآثار البريطاني “هوارد كارتر” قد اكتشف القبر في 26 نوفمبر 1922 في وادي الملوك. ويعتمد المعرض على مدونات “كارتر” معززة بالصور الفوتوغرافية غير الملونة لعالم الآثار المصرية البريطاني هاري بيرتون. والنسخ المعروضة هي من بين الخمسة آلاف قطعة أصلية استنسخها بدقة مصطفى العزابي أحد أشهر النحاتين في القاهرة.
وتمت إعادة استنساخ هذا الكنز الجنائزي بدقة شديدة بفضل التقنية ثلاثية الأبعاد، إذ تكشف غرف الدفن عن بعض أسرارها التي ظلت مجهولة طيلة هذه الفترة الزمنية الطويلة. وتم إنجاز النسخ المحفوظة في القاهرة بإشراف علمي من طرف فنانين مصريين.
وتتضمن القطع المعروضة ضمن مساحة تزيد عن 3000 متر مربع، عربة ذهبية، والتابوت، ومجوهرات الملك، وخنجره، وتمائم وتماثيل، ناهيك عن القناع الذهبي لـ”توت عنخ آمون”، الفرعون الشاب الذي توفي قبل أكثر من ثلاثة آلاف سنة.
ويحاول المعرض الذي افتتح في عام 2008 في زيورخ السويسرية، ويجوب أنحاء أوروبا، إلقاء الضوء على المصير الغريب لأشهر فراعنة مصر، والذي اعتلى العرش في سن الثامنة من العمر وتوفي بعد عشر سنوات من ذلك التاريخ، لإصابته بعدة أمراض من بينها الملاريا.
وحظي المعرض بزيارة سبعة ملايين ونصف المليون شخص أثناء إقامته في 40 مدينة في العالم.
يذكر أن معرض توت عنخ آمون ذائع الصيت والذي افتتح في بداية الثمانينات تحت رعاية الرئيس المصري آنذاك أنور السادات وكارل كارستنس ضم خمسا وخمسين قطعة أصلية. وفي عام 1961 أعار المتحف المصري في القاهرة لأول مرة آثاراً جوهرية إلى خارج البلاد.
وتوت عنخ آمون هو أحد فراعنة الأسرة المصرية الثامنة عشرة في تاريخ مصر القديم، وكان فرعون مصر من 1334 ق.م إلى 1325 ق.م. يعدّ توت عنخ آمون من أشهر الفراعنة لأسباب لا تتعلق بإنجازات حققّها أو حروب انتصر فيها كما هو الحال مع الكثير من الفراعنة؛ وإنما لأسباب أخرى تعدّ مهمة من الناحية التاريخية ومن أبرزها اكتشاف مقبرته وكنوزه بالكامل دون أي تلف. بالإضافة إلى اللغز الذي أحاط بظروف وفاته إذ اعتبر الكثير وفاة فرعون في سن مبكرة جدًا أمرًا غير طبيعي وخاصة مع وجود آثار لكسور في عظمي الفخذ والجمجمة، وزواج وزيره من أرملته بعد وفاته وتنصيب نفسه فرعونًا.
كما أن الاستعمال الكثيف لأسطورة لعنة الفراعنة المرتبطة بمقبرة توت عنخ آمون التي استخدمت في الأفلام وألعاب الفيديو جعلت من توت عنخ آمون أشهر الفراعنة لألغاز وأسئلة لا تزال بلا جواب، اعتبرها البعض من أقدم الاغتيالات في تاريخ الإنسانية. توفي توت عنخ آمون صغير السن ودفن في مقبرته – مقبرة 62 – في وادي الملوك.
كان توت عنخ آمون في عمر التاسعة عندما أصبح فرعون مصر واسمه باللغة المصرية القديمة يعني “الصورة الحية للإله آمون”، كبير الآلهة المصرية القديمة. عاش توت عنخ آمون في فترة انتقالية في تاريخ مصر القديمة حيث أتى بعد إخناتون الذي حاول توحيد آلهة مصر القديمة في شكل الإله الواحد الأحد. وتمت في عهده العودة إلى عبادة آلهة مصر القديمة المتعددة.